المطبات بين (طريقهم وطريقنا)
باسمة راجي غرايبة
جو 24 :
بعد أن صدر قانون الأنتخاب وقانون الأحزاب وأصبحا قيد التنفيذ، سارعت بعض القوى السياسية والشخصيات السياسية لتشكيل أحزاب بصبغة جديده تسمى( أحزاب برامجية وطنية) وجاب مهندسوا هذه الأحزاب مدن المملكه وقراها ومخيماتها وبواديها ،من أجل إقناع الجماهير بالإتساب إى هذه الاحزاب وذلك بطرح مواضيع المعيشة اليومية للمواطن والمشاكل التي يعيشها معظم الأردنيون الذين لم يولدوا وفي ( أفواهم ملاعق ذهب) حيث تم طرح مشاكل الفقر والبطاله وعدم تكافؤ الفرص ومشكلات إتفاع رسوم التعليم الجامعي وعدم قدرة الأسر على تعليم ابناءهم وارتفاع أسعار الطاقة ( الكاز والغاز) في برد الشتاء وليالي كانون وعدم الحصول على إعفاء للعلاج في المستشفيات والوقوف بطوابير أمام رئاسة الوزراء والتوسط لدى أحد النواب او الوزراء والمسؤولين من أجل الحصول على إعفاء طبي للعلاج خاصة من اكثر الامراض شيوعا ( السرطان) وكلفته العاليه جدا في المستشفيات.
كل هذه المواضيع تم طرحها أمام الجماهير لاقناعها بجدوى الإنتساب إلى هذه الاحزاب وإيهامها أنها تمتلك برامج قوية وفعالة لحل هذه المشكلات وخاصة لجيل الشباب وخريجي الجامعات، الباحثين عن الامل وفرص العمل وهذا بالطبع ليس من باب الشعور الحقيقي بمشاكلهم الحقيقية ولكن إستجابة لبنود( قانون الاحزاب) الذي منحهم فرصة المشاركه في صنع القرار من خلال الإنتساب إلى هذه الأحزاب وخاصة بعد أن تم القضاء على حاجز الخوف وكسر الحاجز الامني الذي منعهم من الإنتساب للاحزاب خوفا من عدم حصولهم على فرص للعمل أو منعهم من الاستفادة من المكرمات والمنح الدراسية وفرص العمل في القطاع العام.
وهذا بالطبع جعلهم يقبلون على المشاركة بشكل واسع في هذه الأحزاب أملا في التغيير نحو الافضل من الناحية المعيشية وبالتالي تشكلت هذه الاحزاب على هيئة أحزاب وطنيه برامجية تحمل على عاتقها هموم المواطن بكافة أبعادها ومستوياتها
أما بالنسبه للأحزاب الأيدلوجيه العريقه فقد أمتلثت أيضا لتطبيق القانون في تصويب أوضاعها والحصول على الترخيص بالعدد المطلوب وبمشاركة واسعة من جيل الشباب والمرأة من اجل عقد مؤتمراتها التأسيسية والتي شابها الكثير من التحديات، وأهمها ان هذه الاحزاب قد تم التغول عليها سابقا من قبل المؤسسات الرسمية التابعه لها وتم تهميشها جماهيريا وخاصة بسبب الملاحقه الأمنيه لمنتسبيها وتعرضهم للاعتقال عند المشاركه في اي فعالية أو نشاط في الساحات والميادين، وملاحقة أي شخص يرغب بالإنتساب الى هذه الاحزاب بل تعدى ذلك الى إجبارهم على سحب طلبات الأنتساب بالبريد ومحاولة إقناعهم عم بعدم جدوى المشاركه فيها وترهيبهم أمنيا وهذا بالطبع خلق حالة من عدم الرضى عن هذه الاحزاب جماهيريا،، وخاصة بعد أن خاضت هذه الاحزاب التجربة الانتخابية في عام ٢٠٢٠ ولم تحضى بالفوز وبقيت تراوح مكانها بين فعاليات بسيطه في الشارع وبين محاولات تعطيلها وعدم فتح المنابر لها مقارنة بالاحزاب الحديثه بوذلك بفتح جميع كافة المنابر امام الجماهير في الشارع والجامعات والانديه ومنح منتسبيها الفرص للتدريب والمشاركه دون عوائق أمنيه او ماديه
ومن هنا إختلفت المعايير بين مختلف الاحزاب وقدرتها على تشكيل القوائم الحزبيه لخوض الانتخابات النيابيه القادمه سواء باختلاف الرؤى أو باختلاف حجم الامتداد الجماهيري ولهذا لجأت الاحزاب الايدلوجيه الى الاندماج أو التحالف مع أحزاب اخرى تختلف معها كليا في الفكر والبرنامج من اجل ضمان الحصول على مقعد تحت القبه الذي اصبح مرهونا بالحصول على (نسبة العتبه) التي وضعت خصيصا لتقليص عدد المقاعد للاحزاب الايدلوجيه التي تمتلك فكرا وبرنامجا سياسيا سواء كان اشتراكيا أم قوميا ووطنيا وبعضها قد اختار ان يخوض الانتخابات بشكل فردي دون الاندماج مع الاحزاب الاخرى بسبب عدم التماهي مع البرنامج السياسي او بسبب عدم الاتفاق على الاولويات في ترتيب القوائم والاهم من ذلك كله أن الضمان للحصول على المقعد أصبح مرهونا بعدم مشاركة اشخاص معينين في هذه القوائم والذي عرف عنهم النزاهه والاستقامه ومحاربة الليبراليون الذين شكوا قوى شد عكسي لمحاربة البرنامج الاصلاحي على مدى سنوات طويله منذ عودة الحياه الديمقراطيه ومن هنا أعود الى أن الطريق الذي اختارته الاحزاب الايدلوجيه العريقه هو الافضل على المدى البعيد لانها تؤمن بالاشتراكيه وعودة الانتاج واستعادة الثروات وفك التبعيه للراسماليه والامبرياليه وتؤمن بالقضايا القوميه وع رأسها قضية الامه المركزيه والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالقضايا الوطنيه
ومن المستحيل البدء بالاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي والنهوض بالوطن دون مشروع نهضوي عروبي متكامل يعيدنا الى مرحلة التحرر الوطني من العبوديه للامبرياليه والراسماليه الصهيونيه وفك التبعيه وتحرير الثروات والعودة الى الانتاج وامتلاك السياده الوطنيه .
من هنا فان طريقنا الى العبدلي واقصد هنا (طريق الاحرار) شائك وصعب ومليء بالتحديات والحواجز ويحتاج الى تضحيات ومعجزات بينما طريقهم معبد بالورود والوعود والدولارات