2024-05-28 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

احتجاب "الرأي".. الخطوة الأولى في كسر قيد المركز الامني السياسي

احتجاب الرأي.. الخطوة الأولى في كسر قيد المركز الامني السياسي
جو 24 :

تمكن العاملون والصحفيون في جريدة الرأي من تنفيذ تهديدهم صباح الثلاثاء بحجب الصحيفة الاولى في المملكة عن الصدور حيث غابت الرأي اليوم عن قرائها.

غياب الرأي عن الساحة الاعلامية اليوم لم يكن وليد اللحظة او جراء فعاليات احتجاجية تسربت الى المؤسسة التي تسيطر الحكومة على كافة مفاصلها بل جاء اثر تراكمات دفعت بالعاملين والصحفيين فيها لاتخاذ قرار حاسم بوقف التغول الحكومي على الصحيفة التي ينتمون اليها.

منذ نشأتها كانت الرأي الصحيفة الاكثر مصداقية وشفافيه رغم تبعيتها الحكومية الا ان مسارها انحرف شيئا فشيئا حتى باتت في الاونة الاخيرة بوقا حكوميا افقدها رونقها واثقل كاهلها ادرايا وماليا ومهنيا.

التغول الحكومي وهيمنة المركز السياسي الامني على الصحيفة جعلا للصحيفة من اسمها نصيب إذ باتت الرأي ذات صبغة انفرادية في الاتجاه حتى اضحت اسطرها تمثل الرأي -وأي رأي- !!.

صحفيو الجريدة الاولى ضاقوا ذرعا بما آلت اليه صحيفتهم فانتفضوا بداية مطالبين بتحسين اوضاعهم المالية بعد ان لمسوا حجم الهدر المالي فيها وطالبوا بتغيير مجلس ادارتها في خطوة منهم لتغيير تركيبته ..لعل وعسى.

المركز السياسي الامني الذي بسط يده لعقود على الصحيفة التزم الصمت حيال انتفاضة ابناء الرأي واكتفى بمتابعة المشهد معولا على ان العاملين في الصحيفة سيتراجعون عن موقفهم ،الا ان ظنه خاب حيث لم تصدر الصحيفة اليوم امام اصرار وتحدي الصحفيين الذين دخلوا في معركة تعد الاكثر غرابة في المشهد الاعلامي.

انقلاب الحكومة على نفسها، الوصف الادق لانتفاضة الرأي التي ترفض اليوم ان تبقى بوقا للحكومة مهما كان الثمن حتى لو وصل الى وقف اصدار الصحيفة، رغم ما يعتصر قلوب العاملين فيها من ألم.

الصراع الدائر يدل على ان الحكومة واذرعها باتت تتخبط وتفقد سيطرتها شيئا فشيئا فانتفاضة الرأي التي لم تكن بالحسبان اثمرت اولى جهودها واصرارها.

 

وعلى الحكومة اليوم ادراك ان من كان في ملعبها ذات يوم قد ينقلب عليها وهنا يكون الانقلاب الاخطر، حيث تعلم كل جهة نقاط قوة وضعف الجهة الاخرى، وحتما ستكون الغلبة لصاحب المبادئ في حال تمسك واصر على موقفه.

فشل الوساطات في كبح جماح الصحفيين الطامحين الى تغيير هوية صحيفتهم ودفعها الى الامام بغلاف يحترمه القارئ يشير إلى أن المربع الامني فقد بوصلته وسيطرته على العاملين في الرأي، وما احتجابها اليوم الا خطوة في اتجاه التغيير وان كان مؤلما للعاملين فيها ولقرائها على حد سواء.

تابعو الأردن 24 على google news