المسيرات … وتهريب المخدرات
صالح الشراب العبادي
جو 24 :
كيف يتم الحصول على المسيرات ؟
تقوم مجموعات التهريب إما بشراء الطائرات أو تهريبها أو التقاطها من مخلفات الحروب او تصنيعها ، حيث اصبح الحصول على الطائرات المسيرة سهل ، ومن السهولة أيضاً ان يتم التعديل على السعة والمحرك واللوحات الاكترونية لتتمكن من حمل كميات من المواد المخدرة، او زيادة مسافة الطيران ويعتمد عمل هذه الطائرات على وجود مرسل ( نقطة الانطلاق ) ومستقبل ( نقطة الاستقبال).
المرسل والمستقبل :
خلال إطلاق الطائرة المسيرة يجب أن يكون هناك اتصال بين المرسل والمستقبل، وهي ترسل الى منطقة معينة واحداثيات نقطة ارضية محددة ويجب أن تخزن عليها إحداثيات المكان الذي ستصل اليها او نهاية رحلتها (مكان الاستقبال)، فبالتالي مكان إرسال الطائرة من الصعب معرفته او تحديده إذا كانت المسافات بعيدة وتكون المسيرة تتخطى الحدود الجغرافية الأرضة والبحرية والجوية اما مكان الاستقبال فهو يكتشف من خلال المراقبات البصرية للدولة سواءاً الرؤية العادية وهي محدودة او اجهزة الرؤية الإلكترونية النهارية والليلية وهذا يعتمد على مدى اجهزة الرؤية ودقتها وكذلك يعتمد على الارسال ليلاً أو نهاراً وكذلك مدى وضوح الرؤية وصفاء الاجواء .
والهدوء ..
هل يمكن معرفة الاشخاص المرسلين ؟
من الصعوبة تحديد الأشخاص الذين يتحكمون بها، ولكن إذا تم إسقاط الطائرة المسيرة ولم يستشعر الجانب الأخر(المرسل) من الممكن أن تفحص و من ثم تستخرج اللوحة الرقمية والات التصوير إذا كانت مركبة عليها الات تصوير ، التي ستكشف عن مصدرها أي المكان ولكنها لا يمكنها أن تحدد الأشخاص ولكن يمكن تحديد المكان بشكل عام التي أطلقت منه المسيرة وهذا يعتمد على التعاون الامني المشترك ونوعية الطائرة المستخدمة والعملاء المجندين للإبلاغ عن نقاط الانطلاق وكذلك عن طريق الأقمار الصناعية والتصوير الدقيق للمناطق أبدا سمحت الاجواء بذلك او كان هناك عمل استخباراتي تبادلي ..
إذا كانت الحدود بين الدول طويلة وتطلق من حد معين فهنا يتم الجزم أنها جاءت من تلك الدولة ، أما اذا كانت الحدود متداخلة وقريبة ( عقدة حدود ) فانه من الصعب تحديد دولة الإرسال او نقطة الإرسال .
كيف يمكن ضبط وإسقاط مسيرات التهريب ؟
يوجد عدة مضادات للطائرات المسيرة تعمل على تعطيل هذه الطائرات بعد استشعار قربها وقد طورت بعض الشركات بنادق الصيد التي تطلق المظلات والشبكات التي تعطل هذه المسيرات وكذلك بنادق الليزر الحارقة اضافة الى الدفاعات الجوية المضادة للطائرات المسيرة وهنا نتحدث عن الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة الحجم وليست الكبيرة الحربية ، وبعض الحالات وخاصة في المسيرات كبيرة الحجم والحمولة ، يتم اسقاطها بالطائرات الحربية او بالدفاعات الجوية ذات المديات البعيدة.
الأقمار الصناعية تساهم في تسجيل مكان إطلاق الطائرة والتي تتيح العودة وتحديد مكان الانطلاق وتسليط الضوء على اماكن ارسالها .
ما هي العوامل التي تحد من التقاط المسيرات او اسقاطها ؟
ولكن ثمة عوامل تحد من التقطها الكترونياً كأن تكون بارتفاع قريب من سطح الأرض و أيضا يتحكم الاجواء في تحديدها مثلا في الأجواء الغائمة يصعب التقاطها ..
نوع المواد التي تحملها المسيرات :
جميع أنواع المخدرات يمكن حملها ويعتمد ذلك على تعديلات هذه الطائرة فإذا عدلت بسعة كبيرة ومحرك قوي يمكنها ذلك حمل كميات كبيرة من المخدرات ، إلا أن مجموعات تهريب المخدرات عادة ما تستخدم الطائرات ذات السعات الصغيرة والتي تحمل مواد ثمينة بكميات قليلة ( الهيرويين مثلاً )
لماذا تستخدم المسيرات لتهريب المخدرات:
في الاونة الأخيرة اصبحت عمليات التهريب وعصابات التهريب والشبكات الدولية للتهريب تستخدم الطائرات المسيرة بشكل ملفت حيث انها اقل تكلفة واسهل استخداماً وأسرع وصولاً واحتمالية ضبطها اقل واحتمالية وصولها إلى المستقبل اكثر .
كيف يمكن منع عمليات التهريب؟
السيطرة على عمليات التهريب الجوية بالمسيرات يحتاج إلى جهود دولية واتفاقات حدودية لضبطها والحد منها ،
ويحتاج إلى معرفة المستقبلين وضبطهم ومحاصرتهم وكذلك يحتاج الى توظيف العملاء والمجندين للطرف الآخر للإبلاغ عن اماكن تعديل المسيرات ونقاط انطلاقها وشبكات التهريب ومصادر المخدرات ، ومعرفة اماكن التصنيع وطرق التهريب والضالعين بالتهريب ..
متى تنشط عمليات التهريب؟
تنشط وتزداد عمليات التهريب في بيئة الحروب والثورات وخاصة في الدول التي تكون متورطة في الحروب والنزاعات المسلحة والتي لا تسيطر على حدودها او تكون معظم القوات لديها مشغولة في الجبهات ، وكذلك في الدول الفقيرة ذات الدخول المتدنية والمعدومة والتي لا تهتم بشعوبها وخاصة فئة الشباب من جراء الحروب والنزاعات والحصار ، وكذلك في الدول التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والغير مرتبطة ايدولوجياً او دينياً والتي يتجاذبها الاتجاهات الخارجية..
اما شبكات التهريب المنظمة والدولية والعصابات الدولية الكبيرة فهي موجودة ومتواجدة في كل انحاء العالم وهي التي تسيطر بشكل او باخر على جميع عمليات التهريب العالمية والتي تدار بمليارات الدولارات وفي بعض الدول تعتبر تجارة المخدرات هي الرافد الرئيسي للاقتصاد البشري ..
وتعتبر مناطق الأسواق الحرة والتجارة الحرة والمناطق الحرة، هي بيئة خصبة لعمليات التهريب ليس للمخدرات فقط بل لكل شيء .
.. ان عمليات وطرق واساليب التهريب يتم تطويرها وتحديثها وتنفيذها..
وطرق التهريب واستخدام وسائل النقل المتنوعة هي لا تخطر على بال الانسان العادي وتحتاج عمليات الكشف والضبط والتفتيش إلى تجارب وخبرات متفوقة وفعالة فجميع ما يدخل ويتجاوز الحدود الجغرافية يمكن أن يستخدم ويستعمل للتهريب وجميع المعابر البرية والبحرية والجوية يتم استخدامها لتهريب المخدرات..
اخيراً ان مكافحة المخدرات وضبطها والحد منها يحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف والجهات الرسمية وجميع الأجهزة الأمنية المختصة وكذلك الجهات غير الرسمية وعلى جميع المستويات من البيت والأسرة والمجتمع والمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات إلى اعلى مستوى .. ..