يهود اميركا ينقلبون على الاردن !
د. حسن البراري
جو 24 : واشنطن - د. حسن البراري - يستغرب بعض المراقبين هنا في واشنطن شدة الغضب الإسرائيلي على الأردن، فعلى عكس العادة التي جرت في السنوات التي تلت توقيع اتفاقية وادي عربة، ترفض القوى المؤيدة لإسرائيل القيام بعملية كوّلسة نيابة عن الاردن للحصول على مزيد من المساعدات.
الأردن الرسمي يعتقد أن هناك قيمة كبيرة جدا لاقامة علاقات حميمة مع القوى المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، فلا تكاد تخلو زيارة للملك لواشنطن دون اللقاء مع هذه القوى والتأكيد على صداقة الاردن الرسمي لتل أبيب، ناهيك عن ان ابوابنا مفتوحة لأي يهودي اميركي رسمي قادم لعمان، ويكفي الاشارة إلى أن مسؤولا اردنيا واحدا لا يجرؤ على رفض مقابلة باحث اميركي إن كان يهوديا في حين يتعذب الباحث الاردني للقاء مسؤول متوسط المستوى فما بالك برأس الدولة! وحتى عندما تنتقد الدبلوماسية الاردنية السياسة الاسرائيلية يكون الانتقاد ناعما وتبدو فيه عمان بموضع من يتفهم مصلحة إسرائيل وفي العادة تأتي الانتقادات للاستهلاك المحلي أكثر من كونها تعبيرا عن استعداد الأردن لمراجعة سياسته الخارجية.
الشكاوى الاسرائيلية النابعة من عدم تعيين سفير اردني في تل أبيب غير مفهومة، وحسب احد نخب وادي عربة من الاردنيين المتواجدين في واشنطن فإن الاردن يقوم بما عليه حيث التنسيق الأمني والاستخباري جار على قدم وساق (هذا هو ايضا تقدير الاجهزة الأمنية الاسرائيلية) والحدود الاردنية الإسرائيلية هادئة تماما، كما أن الاردن حرص على تعيين وزراء خارجية لا يثيرون غضب اسرائيل، وأكثر من ذلك يصطف الاردن في التحالفات الاقليمية ويتخذ مواقف استراتيجية تنسجم مع الرؤيتين الغربية والاسرائيلية!
وأكثر من ذلك، وتقديرا من الاردن للعلاقة مع اسرائيل قامت المملكة الاردنية الهاشمية بمكافأة كل نخب وادي عربة، فقام الاردن بتعيين رؤساء وزرات من الوفد المفاوض ابتداء من عبدالسلام المجالي مرورا بفايز الطروانة ومعروف البخيت وعون الخصاونة عودة إلى فايز الخصاونة مرة اخرى. وقد تسلم كل اعضاء الوفد المفاوض مناصب عليا في الدولة الاردنية ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الدكتور جواد العناني الذي عين وزيرا للخارجية ثم رئيسا للديوان الملكي ثم اخير رئيسا للمجلس الاقتصادي الاجتماعي، ومنذر حدادين عين وزيرا للمياة ، ودريد محاسنة وزيرا وعلياء بوران سفيرة وعين أيضا تحسين شردم مديرا للأمن العام، وموسى بريزات سفيرا في تركيا وعلي العايد سفيرا في اسرائيل ووزيرا.
ولعب الناطق الرسمي والسفير الاردني الاول في اسرائيل دورا بارزا في السنوات التي تلت الاتفاقية واصبح وزيرا للاعلام وسفيرا في اميركا ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس حكومة وعين بعد ذلك نائبا لباول ولفووتس الذي كان الصقر المنظر للحرب على العراق، وقد عين أيضا عون الخصاونة قاضيا دوليا. والقائمة تطول لذلك ماذا يمكن أن يقدم الاردن اكثر من ذلك.
وهذا يطرح سؤالا في غاية الاهمية: ماذا لو قام الاردن بتعيين سفير له في تل أبيب هل سيتغير الموقف الجديد قيد التشكيل في الولايات المتحدة؟ اذا سلمنا بذلك ، لماذا يصر عدد كبير من اعضاء الكونغرس على نبش موضوع من هو اللاجيء؟ إذن القضية ابعد من مجرد غضب اسرائيلي من عدم وجود سفير وتدخل في باب استراتيجية جديدة قيد التشكل، هل يستطيع ناصر جودة ان يفك طلاسمها ، عداك عن ضرورة صياغة استراتيجية مضادة؟
الأردن الرسمي يعتقد أن هناك قيمة كبيرة جدا لاقامة علاقات حميمة مع القوى المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، فلا تكاد تخلو زيارة للملك لواشنطن دون اللقاء مع هذه القوى والتأكيد على صداقة الاردن الرسمي لتل أبيب، ناهيك عن ان ابوابنا مفتوحة لأي يهودي اميركي رسمي قادم لعمان، ويكفي الاشارة إلى أن مسؤولا اردنيا واحدا لا يجرؤ على رفض مقابلة باحث اميركي إن كان يهوديا في حين يتعذب الباحث الاردني للقاء مسؤول متوسط المستوى فما بالك برأس الدولة! وحتى عندما تنتقد الدبلوماسية الاردنية السياسة الاسرائيلية يكون الانتقاد ناعما وتبدو فيه عمان بموضع من يتفهم مصلحة إسرائيل وفي العادة تأتي الانتقادات للاستهلاك المحلي أكثر من كونها تعبيرا عن استعداد الأردن لمراجعة سياسته الخارجية.
الشكاوى الاسرائيلية النابعة من عدم تعيين سفير اردني في تل أبيب غير مفهومة، وحسب احد نخب وادي عربة من الاردنيين المتواجدين في واشنطن فإن الاردن يقوم بما عليه حيث التنسيق الأمني والاستخباري جار على قدم وساق (هذا هو ايضا تقدير الاجهزة الأمنية الاسرائيلية) والحدود الاردنية الإسرائيلية هادئة تماما، كما أن الاردن حرص على تعيين وزراء خارجية لا يثيرون غضب اسرائيل، وأكثر من ذلك يصطف الاردن في التحالفات الاقليمية ويتخذ مواقف استراتيجية تنسجم مع الرؤيتين الغربية والاسرائيلية!
وأكثر من ذلك، وتقديرا من الاردن للعلاقة مع اسرائيل قامت المملكة الاردنية الهاشمية بمكافأة كل نخب وادي عربة، فقام الاردن بتعيين رؤساء وزرات من الوفد المفاوض ابتداء من عبدالسلام المجالي مرورا بفايز الطروانة ومعروف البخيت وعون الخصاونة عودة إلى فايز الخصاونة مرة اخرى. وقد تسلم كل اعضاء الوفد المفاوض مناصب عليا في الدولة الاردنية ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الدكتور جواد العناني الذي عين وزيرا للخارجية ثم رئيسا للديوان الملكي ثم اخير رئيسا للمجلس الاقتصادي الاجتماعي، ومنذر حدادين عين وزيرا للمياة ، ودريد محاسنة وزيرا وعلياء بوران سفيرة وعين أيضا تحسين شردم مديرا للأمن العام، وموسى بريزات سفيرا في تركيا وعلي العايد سفيرا في اسرائيل ووزيرا.
ولعب الناطق الرسمي والسفير الاردني الاول في اسرائيل دورا بارزا في السنوات التي تلت الاتفاقية واصبح وزيرا للاعلام وسفيرا في اميركا ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس حكومة وعين بعد ذلك نائبا لباول ولفووتس الذي كان الصقر المنظر للحرب على العراق، وقد عين أيضا عون الخصاونة قاضيا دوليا. والقائمة تطول لذلك ماذا يمكن أن يقدم الاردن اكثر من ذلك.
وهذا يطرح سؤالا في غاية الاهمية: ماذا لو قام الاردن بتعيين سفير له في تل أبيب هل سيتغير الموقف الجديد قيد التشكيل في الولايات المتحدة؟ اذا سلمنا بذلك ، لماذا يصر عدد كبير من اعضاء الكونغرس على نبش موضوع من هو اللاجيء؟ إذن القضية ابعد من مجرد غضب اسرائيلي من عدم وجود سفير وتدخل في باب استراتيجية جديدة قيد التشكل، هل يستطيع ناصر جودة ان يفك طلاسمها ، عداك عن ضرورة صياغة استراتيجية مضادة؟