2025-03-30 - الأحد
11°C
صافي بصورة كلية
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يوم السرايا والحرب على جنين وخلاصات أربع

محمود أبو هلال
جو 24 :
 
في اليوم التالي للطوفان شن جيش الكيان حربه الضروس -لا أظن أن الأرض شهدت مثل شراستها-. إذ جعل رئيس وزراء دولة الاحتلال لحربه أهدافا صريحة وأخرى مضمَرة.. وراح يدك المربعات السكنية بالقنابل والصواريخ والمسيرات والمدرعات والدبابات، ولم يترك سلاحا صنعته دولة من دول الأرض دعمته به، إلا جربه على شعب غزة. حتى استحال القطاع إلى خراب..

 وصار السكان شهداء في السماء، والأحياءُ منهم فوق الأرض أشتاتا بين خيام في العراء لم يستثنها جيش العدو من قصفه. لقد أراد المحتل أن يقلب الطوفان، بنيران السماء التي يحتكرها، وفي ظهره قوى الغرب الاستعماري وعلى رأسهم أمريكا. ودول أخرى تابعة ودول عربية استعملها في الحصار وأخرى كأجهزة استشعار. ووقفت غزة تدافع كل هؤلاء عنها وحدها بلا ظهير، إلا من إسناد محمود مشكور لم يُسعف أصحابَه بالربط العضوي مع استراتيجيّة الطوفان نتيجة الارتهان إلى استراتيجية موازية أملت "قواعد اشتباك"

ظلت المقاومة الإعجازية تتغذى من يوم 7 أكتوبر لم تنثن ولم تفتر. لقد رسمت في فجر ذلك اليوم أفقا لم تنزل عنه 470 يوما بلياليها ونهاراتها ودمائها وشح مائها وأشلاء أبنائها. تعب المجرمون من القصف والعسف ولم تنحن المقاومة ولم تختف ولم تتخل ولم يهاجر أهل غزة أرضَهم.

حتى جاء يوم تسليم الأسيرات في ساحة السرايا تنفيذا لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم توقعه المقاومة مع الكيان فحسب بل وقعت مع كلّ الشركاء في جريمة الإبادة.

وجاء توقيع الاتفاق غير فصولا عن حالة الإنهاك التي أصابت عدة قوى وفي مقدمتها الكيان. وقد تواترت تقارير عدة حول حالة الإجهاد التي عليها فرق العدو العسكرية العشر. وأن المشكل صار متعلقا بمن يحمل السلاح أكثر من توفر السلاح نفسه. وفي هذا السياق تبدو عربدة جيش الكيان في الضفة وتحديدا في مخيم جنين ومحيطه، علامة ضعف وليست علامة قوة. أراد بها نتنياهو التغطية على ارتباكه أمام مآلات التوقيع مع المقاومة التي أراد محوها وأهلها. وهو في الوقت نفسه لم يعد يملك شروط مواصلة الحرب، وقد عبّر الشريك الأمريكي عن ضجره من تواصل حرب لم تحقق أهدافها وفقدت جدواها مع تصاعد عمليات المقاومة قبل إجراء الاتفاق بساعات ولا تختلف في عنفوانها عن عملياتها في أيام الط وفان الأولى. ثم إن الكيان سيجتهد في الالتفاف على الاتفاق وتطبيقه والتصرف فيه بما يناسبه، ولكنه في كل الحالات هو غير قادر على استئناف القتال وتجديد العدوان. وأفضل ما يعبر عن هذه الحالة هجوم على الضفة الغربية.

عدوان على الضفة ضمن خطة تجمع بين معطيات العقيدة الصهيونية (يهودا والسامرة) وضغوط الهزيمة في غزة وتداعياتها على ائتلاف الإجرام وعلى مؤسسات الكيان العنصري السياسية.

ولذلك جاء هدف العدوان مضاعفا: القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى. فاجتمع عليه بعد سنة ونصف خطران متلازمان: تهديد وجودي ومقاومة لا تنهزم.

وزاد مشهد تسليم اللأسيرات الثلاث من تثبيت الإجابة عن سؤال وإسقاط آخر.

الإجابة عن "سؤال المنتصر؟"، وإسقاط "سؤال اليوم التالي؟ بأنّه لا يوجد "يوم تالي".. غزة لأهلها ومقاومتها

أما الخلاصات فوردت في حديث الملثم وكانت خلاصات تنتمي إلى مجال الاستراتيجيا والرؤية العامة مطلوب أن يتوقف عندها العدو والصديق.
حيث شدد الملثم على أن الكيان لا يمكن أن يكون موضوعا للدمج وأن الاحتلال ليس قدرا وهذه نتيجة مباشرة للمعركة التاريخية التي شهد العالم أطوارها لحظة بلحظة، لذلك هي ليست تذكيرا بمبدأ على أهمية المبادئ وقيمتها في مثل هذه الصراعات الوجودية. ومنها عدم الاعتراف بالكي.ان الغاصب.

فالنتيجة واحدة ولكن الفرق كبير بين تمثّلها باعتبارها فكرة مجرّدة (وهذا مهم ونبيل) وبين أن تُستَخلص من أتون المعركة وغبارها لم يستقر بعد في الميدان.

إذن هي أربع خلاصات:
أولا: تهديد وجودي (7 أكتوبر). وثانيا مقاومة لا تنهزم. وثالثا لا "يوم تالِياً" إلا يوم غزة ومقاومتها. ورابعا لا تسليم ببقاء الاحتلال وذلك باستمرارية المقاومة.

وخاتمة كل هذا الحاجة إلى عنوان سياسي فلسطيني على قاعدة المقاومة، وهو ما ورد إشارة في خاتمة كلمة الملثم.
يجتمع الأعداء ويتحفزون ويستعدون للجولة القادمة وقد بدأوها بتكثيف الهجوم على الضفة، ولكن…ستستضم رؤسهم "بجدارهم الحديدي".

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير