الطوفان والاستشعار في النباهة والاستحمار
محمود أبو هلال
جو 24 :
في كتابه "النباهة والاستحمار" عرف الدكتور علي شريعتي "الاستحمار" بأنه: "تزييف ذهن الإنسان ونباهته وشعوره وحرف مساره عن النباهة الإنسانية والنباهة الاجتماعية فردا كان أو جماعة".
مجموعة أو قل مجمواعات تحاول استعمال نباهتها في تزييف نباهتنا من خلال استراتيجية استحمارية تقضي بجلبهم كمؤثرين للتباكي على المكلومين في غزة للولوج ما بين الصورة ومرآتها بهدف النَيل من المقاومة ورجالها.
الاستراتيجية -وأعني استراتيجية- لأنها صناعة دولة الاحتلال وبعض أقبية دول الاستبداد العربي..
في الاستراتيجية الاستحمارية يقف "المؤثر" متباكيا على غزة، فيبدو حاملا لهموم المكلومين ملتاعا لمآسيهم وناقلا لمعاناتهم، ثم يبدأ في وصلة مزايدات بسقف مفتوح، فيلهث وراءه بعض المستحّمَرين أو المصَنَّعين ويرسمون لأنفسهم طهورية آنية. بعدها يبدأون باستهداف المقاومة ورجالها على اعتبار أنهم خاطروا بحياة شعبهم وجروا عليهم الويلات، مستغلين شكوى وبعض تذمر قد يظهر في أي موضع حتى المواضع التي كان فيها أنبياء الله ورسله.. فالنفوس ضعيفة وفي مأساة بحجم ما جرى غزة.. من الطبيعي أن تبلغ القلوب الحناجر.
يجتهد المصَنَّعين على تحويل شكوى وبعض قلق إلى خلاف فشق فهوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية بخبث، مستخدمين بعض الأعلاف وبعضا من مخدرات مصنعة، جاعلين أنفسهم مطية تحت تصرف من يعبثون بهم ويستحمرونهم من وراء الستار حتى حولوهم إلى طبالين في أعراس الفتن وخوض معاركها الغبية.
الطوفان أسقط الأقنعة وكشف العورات.. تماما كما أبان عن معادن المقاومة في الميدان وجعل العالم كله يتعرف عليهم ويعترف لهم إلى بحق المقاومة ومناصرتها، بعيدا عن أفلام الدواعش وموروثات السلام المزعوم.
سياسات واستراتجيات استحمارية بائسة تتلاشى مع كل قنص لجندي صهيوني واحد في ساحة القتال.
أيا أولائك.. اجلسوا القرفصاء وانتظروا ظهور الملثم بدلا من أن ترقدوا على حصي المكر، وأنت تشعرون أو لا تشعرون.
أيا أولائك.. "سيرفصكم" مستحمريكم بعد أن تفشلوا في مهمتك وتسقطوا في عيون الناس.