الكلاسيكو (سلطي - عبادي) ؟!!

منذ اربعة اعوام بتنا على موعد ثابت مع الكلاسيكو (سلطي - عبادي).. حيث بات صبية الشوارع هم ابطال المنتخبين وغاب للأسف الوجهاء والمثقفون والمفكرون عن المواجهة، فتركنا الشوارع والازقة لهم وكأنها داحس والغبراء في القرن الواحد والعشرين..

حين تتحدث عن السلطية والعبابيد فكأنك تتحدث عن عائلة واحدة.. وهم واحد.. ووجع واحد.. فلايكاد يكون هناك سلطي الا وخواله (عبابيد).. ولا يكاد يكون هناك عبادي الا وخواله (سلطية).. تاريخيا لايوجد للسلطية والعبابيد روابط (نسب).. وروابط (صداقة).. وروابط (جيرة) مثل التي بينهما مهما حاول أي جاحد ان ينكر ذلك..

السلطي بالنسبة للعبادي هو خط احمر.. والعبادي بالنسبة للسلطي هو أيضا خط احمر.. هذه هي العلاقة الطبيعية التي توارثناها نحن واياهم جيل بعد جيل وارسى دعائمها خيرة رجالات السلط وعباد على مدى عقود طويلة من الزمن..

اليوم يضرب بكل مثل للمحبة والتعايش عرض الحائط وتستباح دماء السلطية من قبل صبية العبابيد.. وتستباح دماء العبابيد من قبل صبية السلط.. في اشارة واضحة ان علاقتنا مع بعضنا البعض باتت مهزوزة.. واذا مابقينا نتحدث بالعواطف ولم يضع كلا الطرفان يداهما على الجرح.. سينزف الجرح لامحالة وستتقطع اوردة الدم والمحبة بيننا.. لن تضمر السنين جرحنا مهما حاولنا لان القلوب ستطفأ محبتها وقد نحتاج لعقود من الزمن حتى نعيد أشعالها..

أربعة افواج جامعية في جامعة البلقاء التطبيقية من ابناء السلط وعشائر عباد التحمت مع بعضها في معارك لم يفز بها لا السلطية ولا العبابيد بل فاز كل من يريد لهذه المدينة الوادعة المسالمة بحب اهلها شرا..

جيل بعد جيل من طلاب العلم وامل المستقبل توارث غزوة (السلطية والعبابيد).. واستبيحت اقدس الاماكن طهارة الا وهي (الجامعات) منارة العلم ومصنع الرجال.. لم نتشاجر في شارع الحمام، ولافي الساحة، ولافي مجمع الباصات، ولا على اطلال عيرا ويرقا فقط بالجامعة وهذا دليل ان الخصومة هي بين صبية يجهلون التاريخ ويجهلون روابط الدم والنسب والجيرة..

من هنا يبدأ الحل وتنتهي المهزلة وتعود لحمتنا الاخوية.. وثيقة شرف يوقع عليها كل من يغار على شرف المدينة وعزتها وكرامتها.. السلطي اخو العبادي.. والعبادي اخو السلطي.. بكل ما لكلمة الاخوة من معنى.. لا فزعة لمن يتشاجر منهم مع اخوه.. والعار لكل من يخاصم اخاه.. والقانون هو من يتكفل بكل من بغى وتجبر منهم على اخيه.. والاهم ان يبادر الجميع بتسليم كل من كان له يد في هذه المهزلة..

لا تسكب دلال السلطية ولا دلال العبابيد القهوة لمن يشارك في خصومة طرفها سلطي..

اما الجامعة فعليها ان تتقيأ هؤلاء الطلبة وان تعالج هذا الشرخ والجرح في جسدها الاكاديمي والطلابي.. وان لاتبقى مكتفية بتعليق الدوم.. بل عليها ان تعلق الجرس وتعالج هذا الشرخ بالعدالة وتطبيق القانون بكل صرامة دون ان تحسب حساب لاي أحد..

دعونا نلتقي ونوّقع.. فالدرك لن يحمينا.. والتاريخ لن يرحمنا.. وليست كل (غزوة) من غزوات الصبية ستمضي على خير فقد نخصص في مقابرنا نصبا للضحايا؟!