ازمة الفنانين الاردنيين ..وعود ملكية وتسويف من موظفي الديوان الملكي
كتب المحرر الفني - نذكرهم فرسانا يمتشقون سيوفا ورماحاً. يجسدون امجاد امتنا تاريخا مجيدا وحاضرا لا يسر ،يوقضون بداخلنا ووجدان أبنائنا قيما ومبادئ سامية ، يستنهضون هممنا التي أعياها الواقع بكل تفاصيله المتعبة ، نذكرهم يمتطون خيولا معقودٌ في نواصيها الخير، يتقمصون شخصيات خالدة (عروة بن الورد ،صلاح الدين ، امرؤ القيس ، نمر بن العدوان،هارون الرشيد،المأمون ،المعتمد بن عباد ،.... ) نذكر بأسى تلك الحقبة الذهبية التي غزت بها الدراما الاردنية العالم العربي .
اليوم يقول أحدهم وهو من كبار فنانينا "لم اقف امام الكاميرا منذ ١٣ عاما " ،ويرزح البقية تحت وطأة ظلم ذوي القربى .
الفن في بلادنا ظلم ايضا ، وجرى إهمال العاملين في هذا القطاع الحيوي عن سبق اصرار وترصد ، وزارة الثقافة التي حضر وزيرها في معمعة اصدار تشريع يقيد الحريات الصحفية وغاب عن دعم هذا القطاع المهم وغيره من القطاعات الثقافية ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون التي كانت ترصد موازنات ضخمة للإنتاج تنازلا عن دورهما تماما ، وتم ضرب قطاع الانتاج في بلادنا بعد تصفية إحدى اكبر مراكز الانتاج الدرامي في العالم العربي ومحاصرة اصحابه (المركز العربي ). واوضاع الفنانين تزداد سوءا في مشهد دراماتيكي مؤلم.
الفنانون اعتصموا لاول مرة في تاريخهم عام ٢٠١١ بعد تجاهل نداءاتهم ومعاناتهم ، وهو الاعتصام الذي قدموا فيه عرضا فنيا راقيا عبروا فيه عن حالة التهميش التي يعيشون . وكان يفترض ان يكون اعتصامهم نقطة تحول ورسالة مباشرة لاهل العقد والحل ولكن دون جدوى . المعاناة استمرت والتجاهل ظل السمة الغالبة على المشهد ..
نقيب الفنانين الاردنيين حسين الخطيب تحدث بحرقة في لقاء جمعه بعدد من الصحفيين عن مراسلاته ومخاطباته لكل المسؤولين الا ان اجابتهم كانت الاقرب الى رجع الصدى .
الخطيب قال انه التقى جلالة الملك اربع مرات وفي كل مرة يؤكد فيها تفهم الملك لاحتياجات الاسرة الفنية حتى ان الملك امر بدعم الفنانين وطلب من رئيس ديوانه رياض ابو كركي اكثر من مرة لمتابعة هذا الامر وانهاء معاناة الفنانين بكرامة ووفق الية تنهي حالة الانتظار الآنهائية التي اتعبتهم جميعا .
احد الفنانين قال " الفنان الاردني يموت ولا يمرض " في اشارة لعدم تمكنهم من دفع تكاليف العلاجات . واخر اكد انه يعود كل يوم الى منزله خالي الوفاض لا يحمل "طبق بيض" لاسرته . قالوا هذا ليس من باب الاستجداء وانما لتصوير حجم المأساة التي آل اليها اهل الفن في بلدنا.
الخطيب اوضح ان اوامر الملك بدعم الفنانين خضعت لاجتهادات عطلت وصولها لهم ،حيث طلب رئيس الديوان من النقابة وضع مشروع لدعم الفنانيين ومن ثم تأسيس شركة وبعدها وضع "دراسة جدوى" للشركة .. والنقابة اضطرت للدخول في تفاصيل "البزنس" وبالمحصلة قدموا مشروعا متكاملا لشركة اسموها "شركة الاردن الدولية للانتاج الفني" الا ان ذلك خضع ايضا لمداولات ومساجلات مع المستشار القانوني في الديوان الملكي عصام الروابدة عطلته لشهور طوال.
المبلغ الذي خصص للفنانين كان ٥ ملايين دينار من صندوق الملك عبدالله لم يصلهم منها شيء .وطال انتظارهم ومرت الايام والاشهر وهم ينتظرون ، يملؤهم الامل الذي تبدد تماما بعد ان توقف موظفوا الديوان عن الرد على اتصالاتهم المتكررة .
مجلس نقابة الفنانين قرر في جلسته الاخيرة التصعيد ولكنهم كانوا يخشون ان يتم فهم موقفهم في اطار ليّ ذراع الدولة وركوب الموجة وهو امر يرفضونه جملة وتفصيلا ،الا ان ظرفهم لا يحتمل المزيد من الانتظار .
نقيب الفنانين أكد ان التسويف سيقودنا للتصعيد والنزول الى الشارع بطريقتنا الخاصة . فهل سيطول انتظارهم ؟!..
