jo24_banner
jo24_banner

لهذه الأسباب نرفض فكرة "عاملة وطن" .!!

موسى الصبيحي
جو 24 :

لعلي من أكثر الناس حماساً لتشجيع عمل المرأة، ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل، وبالتالي رفع معدل مشاركتها الاقتصادية في المملكة، لقناعتي بأن لا تنمية حقيقية ما دام استثمارنا بتعليم المرأة وتدريبها وتأهيلها للعمل يذهب معظمه أدراج الرياح، وما دام أكثر من ثلاثة أرباع النساء متعطّلات عن العمل إمّا بإرادتهن وإما لضعف مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص عن توفير فرص عمل مناسبة لهن..
ومع ذلك، أعتقد أن التفكير بفتح مهنة "عامل وطن" أمام الإناث ليس قراراً حصيفاً ولا حكيماً، وذلك لعدة أسباب، أوجزها في الآتي:
1) مهنة عامل وطن تعد من أصعب المهن وأقساها على الإنسان، من ناحية الجهد البدني الذي تحتاجه، وهو ما لا يستطيعه إلاّ الرجال، نظراً لتكوينهم الفسيولوجي الأقوى، وهي مهنة لا تقوى عليها المرأة مهما حاولنا أن نجد من الأعذار والمسوّغات..
2) إن هذه المهنة تحتاج إلى عمل في الشوارع والطرقات والحارات والأزقّة، أي في أكثر الأمكنة عموميّةً، وهو ما لا يتناسب قط مع طبيعة المرأة وقدراتها، وحشمتها ووقارها وأنوثتها، أما الرجل فلا يهمّه إنْ عمِل في مثل هذه المواقع، ولن يكون محلاً لانتقاد من أحد..
3) إن عمل المرأة في مهنة عامل وطن، يُعدّ، من وجهة نظري، امتهانا للمرأة ولمكانتها ودورها الأسري، ولا علاقة لهذا الموضوع بما يُسمّى بثقافة العيب، فليس العيب في المهنة بحدّ ذاتها، ولكن العيب في أنّ هذه المهنة تتعارض مع القيمة الاجتماعية للمرأة، وتُضعف من وضعها ومكانتها في المجتمع.
4) لأن هذه المهنة تنطوي على مخاطر عديدة، وغالباً ما يكون العاملون فيها معرّضون للإصابة بأمراض وأوبئة، فإذا عملت المرأة في هذه المهنة، فهي لا تُعرض حياتها للخطر فحسب، بل قد تُعرّض حياة غيرها للخطر إذا كانت حاملاً مثلاً، فما ذنب جنينها أن تتعرض حياته للخطر في هذه الحالة..!؟
5) إن هذه المهنة تتطلب البقاء لأوقات طويلة في الطرقات والشوارع، مما يُعرّض الإنسان العامل فيها لظروف جوية صعبة من الحر أو القر، وهو ما يصعب على المرأة تحمّله، إضافة إلى ما قد تتعرّض له العاملة في هذه المهنة من مضايقات وتحرّشات، قد تكون خطيرة ومؤذية..!!
قد يقول البعض، إن فتح باب هذه المهنة أمام الإناث، لن يكون على مصراعيه، بل يمكن أن يقتصر على الأماكن المغلقة في بادئ الأمر، فما هي هذه الأماكن المغلقة، وكيف ستعمل المرأة فيها، وهل من شوارع أو طرقات مغلقة تستطيع المرأة أن تجمع منها القمامة دون أن يراها أحد..!!؟
أخيراً، أقول بأن تحفيز المرأة وتشجيعها على العمل أمر في منتهى الأهمية، لأن نسبة إعالة المرأة في الأردن تصل إلى 85% وهي نسبة عالية جداً وخطيرة، وعلى مخططي سياساتنا الاقتصادية والاجتماعية التفكير بجدية وعلمية لخفض هذه النسبة لأثرها المباشر على زيادة رقعة الفقر في المجتمع، ولكن بأساليب ووسائل تجذب المرأة لسوق العمل، وعبر ضمانات ملائمة لتوفير الأمان والاستقرار الوظيفي لها، ومن ذلك توفير بيئة عمل لائقة بالمرأة تتناسب مع طبيعتها الأنثوية، وليست بيئة "عامل وطن" قط ملائمة ولائقة لعمل المرأة، لهذا أقول وربما يتفق معي كثيرون ويقولون مثلي: لا لـ "عاملة وطن"..!!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير