هل سيتراجع الاردن من دولة شبه فاشلة الى دولة فاشلة؟!
كتب حسين خير - قبل ان نخوض في الاسباب التي ستدفع بالاردن نزولا ليحتل مكانة متأخرة بين الدول الفاشلة، لا بد ان نوضح للقارئ مفهوم الدولة الفاشلة والمعايير التي تعتمد في التصنيف الى جانب المؤشرات التي اختيرت للقياس لدى الجهات التي تصدر هذا التقرير سنويا.
** الدول الفاشلة - اصطلاحا:
" هي الدول التي تفقد السيطرة على اراضيها، وتصبح غير قادرة على اتخاذ القرارات او استخدام القوة المشروعة داخل حدودها، ليتزامن ذلك مع فشل الدول في تزويد مواطنيها بالخدمات العامة التي يحتاجونها، ولينتهي المطاف بالدول الى الفشل في التعامل مع المجتمع الدولي كدول مستقلة مكتملة السيادة".
تمتلك الدول الفاشلة مؤشرات اجتماعية، اقتصادية وسياسية عددها (12) مؤشر رئيسي، و (88) مؤشر فرعي، وهي غاية في السلبية والتداخل والتعقيد.
ـ عرف (صندوق السلام الامريكي FUND FOR PEACE) مصطلح الدول الفاشلة اعلاه عام 2005 ، واعتمد المصطلح في اصدار (مؤشر الدول الفاشلة) السنوي مذاك الوقت ولغاية الان، ومما اعطى هذا التقرير الاهمية الكبيرة التي يحتلها اليوم هو انضمام (مجلة السياسة الخارجية الامريكية FOREIN POLICY) الى صندوق السلام في اصدار المؤشر سنويا .
1- http://www.fundforpeace.org
2- http://www.foreignpolicy.org
** السياسة الخارجية الاردنية (اللغز)
"السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي هي لغز داخل احجية محاطة بغموض، والمفتاح هو القومية الروسية". ونستون تشيرتشل، رئيس الوزراء البريطاني الاسبق خلال الحرب العالمية الثانية.
ـ تتشابه السياسة الخارجية الاردنية فيما يتصل بكون الاردن (دولة شبه فاشلة)، مع بعض مكونات السياسة الخارجية السوفياتية السابقة من حيث :
الالغاز .
الاحاجي .
الغموض .
ـ مفتاح السياسة الخارجية الاردنية الرئيسي هو ليس (القومية الاردنية) ان جاز او صح التعبير، ولكنه (شبكة التحالفات الاردنية النفعية الصغيرة (..) قصيرة الامد المرتدة) التي اسر الاردن نفسه وشعبه ومصيره بها .
- تلك التحالفات التي ستنتقل بالاردن من وضع الدولة شبه الفاشلة الى وضع الدولة الفاشلة على المدى القريب، شأنها شأن كل من الدول التالية في (اقليم الشرق العربي):
العراق وسوريا ومصر كدول فاشلة حسب المؤشر المذكور، لبنان والسلطة الفلسطينية ( كسلطة وليس كدولة ) و ((اسرائيل، نعم اسرائيل)) كدول شبه فاشلة مرشح معظمها للفشل على المدى القريب حسب نفس المؤشر.
ـ وصفت السياسة الخارجية الاردنية باللغز لعقد ونيف من الزمن لغياب التفاعل الواقعي لهذه السياسة مع التفاعل الواقعي (لاقليم الشرق الاوسط) الاخذ بالانهيار النسبي المتسارع، خاصة بعد (احداث الربيع العربي)، الامر الذي كان يستوجب اردنيا التنبؤ بمسار هذا الاقليم المتغير بدلا من محاولات الناي غير الواقعية عنه دون طائل او جدوى.
**( خصائص وعوامل التفاعلات التحالفية لاقليم الشرق الاوسط التي اهملها الاردن )
ـ بسبب اهمال الاردن كدولة في اقليم الشرق الاوسط لعملية التفاعل الايجابية المطلوبة مع اقليمه، فقد فوت الاردن عملية تقييم كل من :
أ- العوامل ـ المتغيرات غير المعتمدة (المستقلة) في الاقليم العربي المتمثلة في :
1- الهيكلة السياسية الدولية .
2- الهياكل السياسية الوطنية .
3- الحركات الايديولوجية عبر الاقليمية
كالاسلام والقومية العربية .
4- سياسات القوى العظمى والقوى الكبرى الجديدة تجاه اقليم الشرق الاوسط
ب - كما وفوت الاردن المتغيرات المعتمدة ( غير المستقلة ) لهذا الاقليم المتمثلة في :
1- قرارات الحرب والسلام .
2- الاحلاف وانماط التحالف .
3- مشاريع الاتحاد والوحدة .
4- الانماط الاخرى لاقامة الدولة .
5- الدبلوماسية .
6- التدخل العسكري والنزاع المسلح .
** مؤشر (الدول الفاشلة)
- غطى المؤشر عام 2013 (178) دولة صنفت حسب التالي :
1- مرحلة (الانذار)، اي الدول الفاشلة وعددها (35) دولة، ومصنفة من رقم (1ـ35) .
2- مرحلة (التحذير)، اي الدول شبه الفاشلة وعددها (92) دولة، و مصنفة من رقم (36ـ126).
3- مرحلة (الاستقرار) وعدد دولها (39) دولة، ومصنفة من رقم(127ـ164)
4- مرحلة (الاستدامة) وعدد دولها (13) دولة، ومصنفة من رقم(165ـ178)
علما بان الاردن يقع في المرتبة ٨٧ من اصل ١٢٦ دولة وقد حصل على ٧٥ نقطة وهو بذلك في مرحلة حرجة جدا.
** مؤشرات (الدول الفاشلة)
أ- المؤشرات الاجتماعية :
1- الضغوطات السكانية (10) مؤشرات
2- اللاجئين والازاحة السكانية (7) مؤشرات .
3- المظالم الجماعية (6) مؤشرات .
4- هجرة السكان والعقول (4) مؤشرات
ب - المؤشرات الاقتصادية :
1- التنمية الاقتصادية غير المتكافئة (6) مؤشرات .
2- الفقر، والضعف الاقتصادي (8) مؤشرات .
ج ـ المؤشرات السياسية :
1- شرعية الدولة (9) مؤشرات .
2- الخدمات العامة (11) مؤشر .
3- حقوق الانسان و حكم القانون (9) مؤشرات.
4- حالة الاجهزة الامنية (9) مؤشرات
5- النخب المتنازعة (4) مؤشرات .
6- التدخل الخارجي (6) مؤشرات .
وبذلك تكون المعادلة على النحو التالي: كلما ارتفع عدد المؤشرات تراجع ترتيب الدولة واقتربت اكثر من الفشل والانهيار وفق المعايير. وكلما تحسنت المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كلما تقدمت اكثر واستقرت واستدامت.
- الجدول التالي يمثل وضع كل من الدول التالية حسبما وردت في مؤشر الدول الفاشلة وشبه الفاشلة تسلسلا حسب النقاط وهي (العراق وسوريا ومصر ولبنان واسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والاردن).