مرشحو التيارات الدينية
حالة من الهوس تجتاح الشباب العربي المندفع تحت مظلة كل من أستخدم شيئاً ظاهرياً يدل على التوجه نحو الفكر الديني في عالم السياسة، سواء كان ذلك بالخطابات او الشعارات او بالدلالات الظاهرة على شخصية المنادي بهذا التوجه، وخاصة في ظل التجارب التي يعيشها المواطن العربي في عهد ربيع الثورات العربية ، وبروز عدة تيارات دينية دخلت مرحلة الصراع على الحكم مع كافة أطياف القوى السياسية الأخرى.
ولا يخفى على أحد بان نجاح تجربة الاسلاميين في السيطرة على البرلمانات التونسية والمغربية والمصرية - وعلى ما يبدو ان الرئاسة المصرية ستخضع لنفس النتيجة - كلها عوامل قد ساهمت في تدعيم حالة الهوس المنتشرة لدى الشباب العربي.
هذا التحول الجذري المتمثل في وصول الاسلاميين للسلطة في دول ذات ثقل سياسي كبير في المنطقة يستدعي التوقف والتفكير في جوانب عده - بعيداً عن قوة هذه التنظيمات - أهمها الوسائل المستخدمة لإقناع هذا الكم الهائل من الشباب العربي لاختيار هذه الجماعات الدينية دون الأخرى، وعن الأسس التي احتكمت لها فئات الشعب في اختيار الاسلاميين لتمثيلهم في السلطة وربما ستكون في مرحلة الحكم المصرية.
ولكي أتجنب ردة فعل المتنطع دائما والآراء التي جلها إتهام بالعداء لفكر الإسلاميين وعدم تقبل الآخر سأطرح هذه الجوانب - واجبة البحث- على شكل أسئلة أتمنى أن تلقى الإجابة الموضوعية.
• الى ماذا يحتكم المواطن العربي في اختيار مرشح ديني من بين عدد من المرشحين الذين تجمعهم مدرسة فكرية واحده ولنقل مثلاً الفكر الاسلامي للحكم؟
• ما هي العلامة الفارقة التي يعتمدها مرشح التيار الديني والتي يرى فيها انه تميزه عن غيرة من مرشحي المدرسة الفكرية التي يحملها؟ ولنأخذ مثالاً مرشحي الرئاسة المصرية الثلاث ( عبد المنعم ابو الفتوح ،ومحمد مرسي ، والمرشح المستبعد حازم صلاح أبو اسماعيل).
• ما هو المسوغ الذي يدفع مرشح مثل (عبدالمنعم أبو الفتوح ) الى التقدم لانتخابات الرئاسة وهو من القادم من فكر إسلامي إخواني لكي يقف في وجه مرشح جماعة الإخوان المسلمين التي أفنى فيها عمراً لخدمتها في السابق؟
• هل يستوي الحكم الإسلامي القائم على كتاب الله والسنة مع الحكم وفقا لسياسة فن الممكن؟ ، وهل الدين الذي لا يعرف الا لونين هما الابيض او الأسود يقبل التأويل والوقوف في المناطق الرمادية كما هي السياسة؟
• لماذا كل هذا الاختلاف والتنوع في المدارس التي تنادي بالفكر الإسلامي للحكم على الرغم من وجود مرجعية واحدة يستسقون منها أفكارهم وهي الكتاب والسنة ، في حين توجد مدارس فكرية أخرى لا تشهد كل هذا التنوع والانقسام ؟ ولنأخذ مثلا المدرسة الشيوعية او الليبرالية وكلا منها مدارس وضعية من صنع البشر ولا تزال قائمة وقوية ولم تشهد الانقسام الذي تشهده مدرسة الفكر الإسلامي.
• كيف يستقيم شعار جماعة الإخوان المسلمين بأن الإسلام هو الحل مع تصريحات مرسي بعدم التعرض للباس المرأة التي يمكنها ان تلبس ما تريد وهو التصريح الذي سارع به مرشح الاخوان واطلقه للإعلام وكأن مشكلة مصر مختصرة في قضية اللباس، فأي حل يكمن في مخيلة هؤلاء وآخرون من على شالكه الغنوشي و تصريحاته المتعلقة بالبكيني ؟
هذه الأسئلة تستدعي الوقوق والتفكير ملياً للحصول على اجابتها من قبل رجال الدين الذين يخوضون غمار السياسة ومن افراد الشعب العربي الداعمين لهذا التوجه ، الكل يعلم أن الدين الإسلامي تحديداً لا يقبل المساومة في تطبيق منهج الحكم .إذن السؤال الأخير الذي يفرض نفسة بقوة : لما كل هذا الادعاء من قبل الأحزاب والجماعات الدينية بأن مرشحها هو الأصلح للحكم؟ ووفقاً لأي مرجعية ؟