انتفاضة في وجه المنظمات الدولية
انتفاضة جديدة يجب الاعداد لها واعتقد انها اصبحت واجبة الحدوث في ظل الحديث عن الابقاء على قانون الصوت الواحد مع وضع بعض المساحيق التجميلية لما يسمى بالقائمة الوطنية، هذه الانتفاضة يجب ان تكون هذه المرة في وجهة المنظمات والاوربية والامريكية على وجه التحديد.
حكوماتنا اعتادت على انتفاضات المقاطعة التي دعت اليها احزاب وتكتلات سياسية ومواطنين افراد او جماعات ضغط اتخذت من الاعلام الاجتماعي منبراً لها لإيصال صوتها الرافض لانتخابات تقوم وفقا لقانون انتخابي (أعرج) وابعد ما يكون قانون (بدائي تنشئة دولة قد خرجت من حرب نووية سحقت البشر فيها قبل الحجر)!
لماذا هذه الانتفاضة واجبة ؟
على مدى السنوات الخمس الماضية التي جرت فيها انتخابات البرلمان في الاعوام (2007 و 2010 ) ألقت المنظمات الاوروبية بكل ثقلها في الأردن من خلال تمويل مشاريع تابعه لمؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ حملات تشجع على المشاركة في الانتخابات البرلمانية من جهة ومن جهة أخرى لرصد العملية الانتخابية.
في المقابل لم تألو هذه المنظمات جهداً - وعلى راسها مفوضية الاتحاد الاوروبي والمعهد الديمقراطي الوطني وكذلك المعهد الجمهوري - لم تألو جهداً في عقد العديد من ورش العمل والاجتماعات مع السياسيين والبرلمانين وناشطي المجتمع المدني لغايات توجيه المسار لإنتاج قانون انتخاب عصري – غير الصوت الواحد - يسمح للأحزاب السياسية والائتلافات بدخول المنافسة على مقاعد البرلمان للوصول الى حكومات برلمانية ترسي قواعد الديمقراطية والحكم الرشيد في الأردن.
مصداقية هذه المنظمات أصبحت الآن على المحك فيما يتعلق بمشاريعها التي ستمول فيها مؤسسات مجتمع مدني من اجل الدعوة الى المشاركة في انتخابات يتسيد فيها قرار المقاطعة بصورة واضحة من قبل فئات كبيرة من عامة الشعب قبل الاحزاب وباقي المنظمات العاملة في المجتمع المدني.
سؤالين برسم الاجابة :
كيف ستقنع هذه المنظمات الشباب الأردني للمشاركة في انتخابات غاب عنها الهدف الكبر الذي سعت له منذ سنوات؟
هل اذا دعت هذه المنظمات الدولية بالفعل الى المشاركة في الانتخابات تكون بذلك قد دخلت بمكان واسع لها على طاولة المفاوضات مع الدولة الأردنية لغايات دعم أجراء هذه الانتخابات وفق هذا القانون المجزوء وارتضت به كقانون يعمل فعلاً على تحقيق اصلاح سياسي شامل في الأردن؟
أوروبا جارتنا نعم ! وامريكا جدتنا وكلتاهما مصانع ديمقراطيتنا .. لكننا لا نريد ديمقراطية فاسدة .. فهي تدعم مشاريع لمكافحة الفساد بكافة منتجاته ايضاً .. اليس كذلك ؟ !
