إشهار مجموعة "ذاكرة المدينة وعمرانها"
تقيم أمانة عمان في السابعة من مساء الثلاثاء في مركز الحسين الثقافي برعاية رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة، حفل إشهار مجموعة كتب م. محمد رفيع التي تؤرخ لمدينة عمان.
يتحدث في الحفل: د. ناصر الدين الأسد، د. محمّد عدنان البخيت، راكان المجالي، الفنان التشكيلي مهنّا الدرة ويدير اللقاء د. جمال الشلبي.
تأتي الكتب في مجموعها لتحمل رواية عمان المكتوبة بخط يدها، حيث حاول رفيع أن يرسم من خلال هذه المجموعة «المشروع»، ملامح مدينة قديمة، من خلال مستوياتٍ ثلاثة: روائي ووثائقي وأكاديمي، والمستويات الثلاثة هذه تشكل هيكل ومضمون كل فصل من فصول هذا المشروع التوثيقي المهم الذي يؤسس لحالة ثقافية تسهم في توثيق هوية الإنسان الأردني.
يبدأ كل فصل من هذه الكتب على إعادة بناء بعض الشخصيات الهامشية، التي تقدمها الوثائق في تاريخ المدينة، بشكل روائي بما لا يُخلُّ بالتاريخ الحقيقي والاجتماعي للمدينة. وتقديم هذه الشخصيات، ببنائها الروائي في بدايات الفصول، هو محاولة لتوريط القارىء في قراءة ما سيأتي من مواد الفصل بشكل حيّ ومتحرك ونابض. ومحاولة لدبّ الحياة في المادة الوثائقية لشخصيات المدينة ومهنها وحاراتها وأسواقها.
وتقوم مادة العمل الأساسية، على تكثيف لأدق المعلومات التي تقدمها العقود عن الناس والمال والمكان والعمران.
ويقرأ الباحث في المستوى الأكاديمي وفي نهاية كل فصل بعنوان (تقاسيم وملامح). تطور المدينة وأسواقها، إضافة إلى التغير التدريجي لملامحها وأسماء المكان فيها، بالإضافة إلى تطور المهن اليدوية والخدمية، وكذلك تطور الإدارات الحكومية فيها والمهن الأخرى عاماً بعد عام.
جاءت الدراسة التي استمرت على مدى أكثر من عقد من الزمن هي جزء من مشروع بحثي وتاريخي كبير، يطمح إلى توثيق وكتابة تاريخ مدينة عمان العمراني والاجتماعي المهني والمكاني. ولا يخف على القارئ أهمية وحجم الجهد المطلوب بذله كي يرى هذا المشروع النور بمستوى يليق بذاكرة مدينة عمان.
يقول د. البخيت، في معرض تقديم الجزء الأول من «ذاكرة المدينة»: إن القراءة الدقيقة والأمينة التي قدمها الباحث محمد رفيع لعقود تلك الفترة، أرضية صالحة لفهم التكوين الجنيني الأول في عمان، والتزاحم على المستقبل فيها، فاللغة هي الوطن، والحرف هو المعنى، والنهضة جماعية في ظل الاستقرار وتساوي الفرص، أمام كل الوافدين لعمان.
وهي عقود، ومواثيق، وذكريات يتابع البخيت، نفض عنها رفيع غبار الخزائن والرفوف وأشاع فيها الحياة من جديد ، هي حياة الناس، التي تعيد في ذاكرة القارئ اشتعال الحنين إلى حيث كانت عمان تتكون على مهل، وتنام على مهل وتصحو على مهل، وتصغي للقادمين من بعيد على مهل، وتنتقل الحياة بإيقاعاتها، وهو في ما يقدم من ذاكرة للأعوام التي مرت كطيف على وجه المدينة إنما يرسم مرجعاً وسفراً من أسفار عمان، ويبرز ملامح الحياة العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمهنية وغيرها من أوجه الحياة.الراي