الاخوان المسلمون لا يخجلون من الكذب
محمد خضر قرش
جو 24 : قد يبدو للبعض من المتعصبين والمتشنجين والذين لا يرون في المرآة إلا انفسهم ، بان هذا العنوان هو استفزازي وغير تضامني ، لكنه في الحقيقة سياسي وبامتياز. فقد سبق لي وكتبت مقالا بعنوان: "اما آن الأوان لليسار الفلسطيني ان يخجل من نفسه ويحترم ما تبقى من جمهوره " نشر في شهر نيسان من العام الماضي في جريدة القدس وفي معظم المواقع الاليكترونية ومنها وكالة معا وهو موجود على صفحة الانترنت لمن يريد المقارنة .لقد قسوت على اليسار الذي انتمي إليه وساهمت كغيري في وضع بعض اللبنات التأسيسية له بعد حزيران 1967 بل ويشرفني ان اكون أحد الذين ينتمون إليه ويفتخرون بهذا الماضي الجميل المليئ بالتضحيات ونكران الذات.وقد رأيت أن استخدم نفس التعبير تقريبا لوصف حالة الإخوان المسلمين.وعليه فليس من الغرابة أو التجني أن أصف الاخوان المسلمين بأنهم لا يخجلون من الكذب. وسأحاول وباختصار شديد تبيان وتثبيت ما جاء في عنوان المقال . وفي المناسبة وقبل البدء، فإن ما ذهبت إليه في وصف الإخوان المسلمين هو تجميل من قبلي لما جاء على لسان الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الارشاد السابق للإخوان المسلمين والذي وصف أعمالهم وسلوكهم "بمجموعة الخطايا والاخطاء الكبيرة التي ارتكبوها" قبل واثناء حكمهم المشؤوم لمصر.(راجع مقابلته لموقع جريدة الاهرام المصرية واعادت نشره جريدة السفير اللبنانية على حلقتين بدءا من 22 شباط /فبراير الماضي كما يمكن قراءته على شبكة الانترنت أيضا) وهذا يعكس منهج وسياسة واسلوب الإخوان في العمل منذ أن تأسسوا سواء من قبل المرشد أو مكتب الارشاد او الرئيس المعزول مرسي . ومن الاهمية بمكان ان أشير هنا إلى ان المقالة لن تتطرق إلى الخطايا والاخطاء الكبيرة في زمن الزعيم جمال عبد الناصر وقبله وبعده حتى لا يقال بانه تجني ،كل ما سوف نشير إليه هو ما حصل منذ 3 سنوات فحسب.
أول الكذبات الكبرى إعلان مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع بأنهم لن يرشحوا احد لانتخابات الرئاسة ثم نكتشف انهم رشحوا اثنان هما خيرت الشاطر ومحمد مرسي.ليس هذا فحسب بل أن مكتب الارشاد فصل الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو المكتب السابق والمرشح القوي لنائب المرشد لأنه أعلن عن رغبته في ترشيح نفسه لمنصب الرئيس.
ثاني الكذبات الكبيرة أن الاخوان أعلنوا بأنهم لن يرشحوا او ينافسوا لكل مقاعد البرلمان ثم يتبين كذب ذلك وترشحيهم لكل المقاعد ،مع ان هذا من حقهم لكن ما كان عليهم الكذب بإعلانهم بانهم لن ينافسوا على كل الدوائر.
ثالث الكذبات انهم قالوا بانهم لن يعملوا على أخونة الدولة وسيعينوا الكفاءات ثم يتبين كذب ذلك على لسان ابو الفتوح نفسه في المقابلة المشار إليها أعلاه حيث أجاب عن سبب فشل الاخوان في اختبار السلطة فقال : «الإخوان فشلوا في اختيار الكفاءات، ونصحتهم بالفعل بعدم الاستعانة برجالهم لأن الوقت لا يصلح لذلك، لسنا في ديمقراطية مستقرة لكي يأتي حزب الغالبية برجاله إلى المناصب، ونحن في مرحلة تأسيس تحتاج إلى الكفاءات من كل القوى، وكان من الطبيعي أن يفشلوا لأنهم لم يستعينوا بالكفاءات».
رابع الكذبات هو من موقفهم من الدستور والتوافق وهنا نورد ما كتبه بالحرف عبد الرحمن يوسف القرضاوي في رسالة بعنوان "مرسي لا شرعية له "ارسلها لأبيه الشيخ القرضاوي ونشرت في السابع من شهر تموز 2013 الماضي وهي موجودة على شبكة الانترنت ايضا يقول فيها : لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه في عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة – الذي عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا – يقول لهم : "أنتم في القلب من ثورة يناير!!!"، فبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه؟ لقد تصالح مع الدولة العميقة، ومع الفلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل حاول أن يوظفها لحسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم فسلطهم الله عليه قد حفظت منك كلمة لا أنساها ما حييت يا أبي وأستاذي، كلمة من جوامع الكلم، كلمة صارت لي ميثاقا ونبراسا في فهم الإسلام، وفي فهم السياسة الشرعية، لقد قلت لي ولكل جيلنا : "الحرية قبل الشريعة"(انتهى الاقتباس)
خامس هذه الكذبات ان الإخوان اقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول الكيان الإسرائيلي وضرورة تحرير الأقصى وإذا بنا نقرأ رسالة دافئة وحميمة - لم يفعلها السادات ولا مبارك من قبل- يرسلها مرسي نفسه ويوقعها باسمه ويعنونها باسم عزيزي الرئيس شمعون بيرس !!! فقد تحول إلى عزيز في أقل من عام فكيف لو استمر أكثر في الحكم ؟؟ ليس هذا فحسب بل انه – اي الرئيس مرسي – اشرف بنفسه على وقف اطلاق النار الذي تم بين قوات الاحتلال وحركة حماس وهو من وافق على الشروط وخلال فترة العدوان لم نرَ مددا ولا مساعدات تتدفق إلى القطاع ابان العدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة المحاصرة. لقد بقي الحصار طيلة فترة حكم مرسي وبذلك سقطت كل طروحاتهم حول الموقف من إسرائيل ودعم قطاع غزة.
سادس هذه الكذبات ان الاخوان ومعهم مرسي اعلنوا بانهم سيعملوا على توحيد الكلمة وتنسيق المواقف العربية والاسلامية بما في ذلك جامعة الدول لعربية من القضايا الرئيسية ،لنجد بالتطبيق أن الرئيس مرسي قد اعلن الحرب على سوريا وقطع علاقاته بالجناح الشرقي الحيوي لأمن مصر القومي وسمح للقتلة والارهابيين من كل بقاع الأرض للسفر إلى سوريا ليعيثوا فيها فسادا وقتلا وتخريبا وتدميرا للحضارة العربية والاسلامية في عاصمة الخلافة الثانية.مع انه كان بإمكانه الضغط على جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لتهدئة الوضع والبدء بالمعالجة السياسية وان يساوي بين سوريا وإسرائيل لجهة وقف إطلاق النار على الأقل.
سابع هذه الكذبات انه وعد يالاستثمار في سيناء وإعادة الأمن والأمان لربوعها لنجد أن سيناء العزيزة قد تحولت لبؤر ونقاط تجمع لكل الأرهابيين والقتلة بمن فيهم الذين شاركوا بقتل الجنود المصريين في رفح قبل دقائق معدودة من تناول وجبة الافطار حيث تمت التغطية عليهم وعدم السماح للمؤسسة الامنية بمتابعة ما حدث واعتقال القتلة إلا بعد ان تمت إزاحته .وها نحن نشاهد اليوم كيف تمكنت الجماعات الاسلامية في سيناء وخاصة تلك المدعومة من الاخوان من القيام بعمليات إرهابية في غاية الخطورة على أمن مصر واقتصادها.
ثامن هذه الكذبات أن الإخوان أعلنوا بان الرئيس مرسي سيكون رئيسا لكل المصريين وليس لفئة أو جزء من الشعب ،لنشاهد ونرى بالصوت والصورة انه لم يلتق ويخطب إلا في جماعة الاخوان المسلمين ولم يمارس دوره كرئيس لأرض الكنانة الغالية.فما شاهدناه من مجازر وقتل وترويع للمتظاهرين في قصر الاتحادية من خلال العصابات المرتبطة بهم والذين احيلوا فيما بعد للقضاء .
تاسع هذه الكذبات إعلان مرشد الاخوان ونائبه واعضاء مكتب الإرشاد أنهم لن يتدخلوا في شؤون الحكم وإدارة الدولة ،ليتبين لاحقا أن معظم القرارات كانت تتخذ في مكتب المرشد في المقطم وتبلغ إلى مرسي لتنفيذها ولهذه الغاية تم تعيين كبار مستشاريه من جماعة الاخوان المسلمين ومن ابرزهم عصام الحداد ورئيس الديوان الذي اخذ يتصل بقيادة الجيش الثاني مباشرة ويطلب منهم معلومات . وقد تأكد ذلك بالمفاوضات التي عقدت بين قادة الجيش السابقين (طنطاوي) وفيما بعد السيسي وبين خيرت الشاطر الذي كان يتحدث معهم باعتباره المرجع وصاحب القرار النهائي. وفي إحدى اللقاءات حذر الشاطر، قائد الجيش السيسي من وجود الآف قطع السلاح المهربة من ليبيا والموجودة في حوزة جهات واطراف من الصعب ان تتمكن منهم قوى غير الاخوان وعبر عن هذا بشكل وقح وفج احد قادة الاخوان محمد البلتاجي وتبعه العريان حينما قالا بالحرف "لن تتوقف العمليات الارهابية في سيناء ومصر طالما استمر الانقلاب !!حسب تعبيره.
عاشر هذه الكذبات هو تشدقهم بالديموقراطية لكنها لم تكن أكثر من ديكور لاستبداد جديد وهذا ما قاله وعبر عنه بصراحة ووضوح عبد الرحمن القرضاوي ابن الشيخ يوسف في رسالته المنوه عنها حيث يقول" ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنفسه من نثق بعلمه ودينه وإخلاصه ووطنيته ومع هذا تركوه جميعا بعد أن اكتشفوا حقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد، فلم يكن الرجل يسمع لأحد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يوما ناصحين أمناء ولا بطانة خير، وإنما أعانوه على ما لم يُصلح في مصر دينا ولا دنيا، ودفعوه إلى مواجهة الشعب بالجماعة لتبرير وتمرير قراراته المنفردة، مما أدى إلى دم كثير، وفتنة في الأرض، وما على هذا بايعه المصريون والثوار .ماذا لو أخبرتك يا سيدي وتاج رأسي أنني قد فعلت ذلك بنفسي فما كان من الرئيس وأهله وعشيرته إلا أن صعروا لنا الخدود !لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن – للأسف – لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن . لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة !إن حقيقة ما حدث في مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شعبة من شعب الجماعة، ونحن ندفع وسندفع ثمن ذلك جميعا دما وأحقادا بين أبناء الوطن الواحد !. إن الإرادة الشعبية التي تحركت في الثلاثين من يونيو ليست سوى امتدادا للخامس والعشرين من يناير، ولئن ظن بعض الفلول أن ما حدث تمهيد لعودتهم فأني أقول لفضيلتكم بكل ثقة إنهم واهمون، وسوف يقف هذا الجيل الاستثنائي أمام كل ظالم، ولن يترك ثورته حتى يبلغ بها ما أراد، سواء لديهم ظالم يلبس الخوذة، أو القبعة، أو العمامة .(انتهى الاقتباس )
الخلاصة
تلك نماذج وأمثلة بسيطة جدا من كذب الإخوان المسلمين وخداعهم والذي لم يمضَ عليه سوى أقل من عامين ينقلها لنا اولئك الذين لا يستطيع احد أن يشكك في انتمائهم وحبهم للإخوان بالإضافة إلى ما رأيناه وسمعناه بالصوت والصورة التي لا يكذبها أو ينكرها إلا كل غير ذي عقل أو ذا ارتباط بجهات أجنبية تكن كل الحقد للعرب والمسلمين . هم مصممون على تخريب الوطن العربي وتحويله إلى محميات مماثلة لتلك القائمة في دول الخليج العربي ليسهل على أعداء امتنا تكريس الطائفية والمذهبية وتقسيم وطننا الغالي . هم يريدون السلطة ولو كان ثمنها تقسيم مصر لا سمح الله، الى 26 محمية أو امارة ظلامية كما يبشرنا الظواهري واتباعه .فهم ينطلقون من قاعدة صبيانية قوامها "يا لعيب يا خريب " .فحينما نقول بان الإخوان لا يخجلون من الكذب فنحن بهذا لا نجافي الحقيقة ولا نبتعد عنها بل نحن نجامل بعكس ما فعل كل من ابو الفتوح وعبد الرحمن القرضاوي كما تبين لنا . لقد بات الكذب جزءا من تاريخهم وأسلوب عملهم وبهذا علينا أن نعيد النظر في ما يروجون له وينشروه بين الشباب للتغرير بهم . فمن يكذب مرة سيسهل عليه تكراره مرات عديدة بعد ذلك وهذا ما نشاهده ونراه يوميا وللأسف فقد انتقل إلى فلسطين وهنا مكمن الخطورة .
(محمد خضر قرش – القدس )
أول الكذبات الكبرى إعلان مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع بأنهم لن يرشحوا احد لانتخابات الرئاسة ثم نكتشف انهم رشحوا اثنان هما خيرت الشاطر ومحمد مرسي.ليس هذا فحسب بل أن مكتب الارشاد فصل الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو المكتب السابق والمرشح القوي لنائب المرشد لأنه أعلن عن رغبته في ترشيح نفسه لمنصب الرئيس.
ثاني الكذبات الكبيرة أن الاخوان أعلنوا بأنهم لن يرشحوا او ينافسوا لكل مقاعد البرلمان ثم يتبين كذب ذلك وترشحيهم لكل المقاعد ،مع ان هذا من حقهم لكن ما كان عليهم الكذب بإعلانهم بانهم لن ينافسوا على كل الدوائر.
ثالث الكذبات انهم قالوا بانهم لن يعملوا على أخونة الدولة وسيعينوا الكفاءات ثم يتبين كذب ذلك على لسان ابو الفتوح نفسه في المقابلة المشار إليها أعلاه حيث أجاب عن سبب فشل الاخوان في اختبار السلطة فقال : «الإخوان فشلوا في اختيار الكفاءات، ونصحتهم بالفعل بعدم الاستعانة برجالهم لأن الوقت لا يصلح لذلك، لسنا في ديمقراطية مستقرة لكي يأتي حزب الغالبية برجاله إلى المناصب، ونحن في مرحلة تأسيس تحتاج إلى الكفاءات من كل القوى، وكان من الطبيعي أن يفشلوا لأنهم لم يستعينوا بالكفاءات».
رابع الكذبات هو من موقفهم من الدستور والتوافق وهنا نورد ما كتبه بالحرف عبد الرحمن يوسف القرضاوي في رسالة بعنوان "مرسي لا شرعية له "ارسلها لأبيه الشيخ القرضاوي ونشرت في السابع من شهر تموز 2013 الماضي وهي موجودة على شبكة الانترنت ايضا يقول فيها : لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه في عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة – الذي عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا – يقول لهم : "أنتم في القلب من ثورة يناير!!!"، فبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه؟ لقد تصالح مع الدولة العميقة، ومع الفلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل حاول أن يوظفها لحسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم فسلطهم الله عليه قد حفظت منك كلمة لا أنساها ما حييت يا أبي وأستاذي، كلمة من جوامع الكلم، كلمة صارت لي ميثاقا ونبراسا في فهم الإسلام، وفي فهم السياسة الشرعية، لقد قلت لي ولكل جيلنا : "الحرية قبل الشريعة"(انتهى الاقتباس)
خامس هذه الكذبات ان الإخوان اقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول الكيان الإسرائيلي وضرورة تحرير الأقصى وإذا بنا نقرأ رسالة دافئة وحميمة - لم يفعلها السادات ولا مبارك من قبل- يرسلها مرسي نفسه ويوقعها باسمه ويعنونها باسم عزيزي الرئيس شمعون بيرس !!! فقد تحول إلى عزيز في أقل من عام فكيف لو استمر أكثر في الحكم ؟؟ ليس هذا فحسب بل انه – اي الرئيس مرسي – اشرف بنفسه على وقف اطلاق النار الذي تم بين قوات الاحتلال وحركة حماس وهو من وافق على الشروط وخلال فترة العدوان لم نرَ مددا ولا مساعدات تتدفق إلى القطاع ابان العدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة المحاصرة. لقد بقي الحصار طيلة فترة حكم مرسي وبذلك سقطت كل طروحاتهم حول الموقف من إسرائيل ودعم قطاع غزة.
سادس هذه الكذبات ان الاخوان ومعهم مرسي اعلنوا بانهم سيعملوا على توحيد الكلمة وتنسيق المواقف العربية والاسلامية بما في ذلك جامعة الدول لعربية من القضايا الرئيسية ،لنجد بالتطبيق أن الرئيس مرسي قد اعلن الحرب على سوريا وقطع علاقاته بالجناح الشرقي الحيوي لأمن مصر القومي وسمح للقتلة والارهابيين من كل بقاع الأرض للسفر إلى سوريا ليعيثوا فيها فسادا وقتلا وتخريبا وتدميرا للحضارة العربية والاسلامية في عاصمة الخلافة الثانية.مع انه كان بإمكانه الضغط على جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لتهدئة الوضع والبدء بالمعالجة السياسية وان يساوي بين سوريا وإسرائيل لجهة وقف إطلاق النار على الأقل.
سابع هذه الكذبات انه وعد يالاستثمار في سيناء وإعادة الأمن والأمان لربوعها لنجد أن سيناء العزيزة قد تحولت لبؤر ونقاط تجمع لكل الأرهابيين والقتلة بمن فيهم الذين شاركوا بقتل الجنود المصريين في رفح قبل دقائق معدودة من تناول وجبة الافطار حيث تمت التغطية عليهم وعدم السماح للمؤسسة الامنية بمتابعة ما حدث واعتقال القتلة إلا بعد ان تمت إزاحته .وها نحن نشاهد اليوم كيف تمكنت الجماعات الاسلامية في سيناء وخاصة تلك المدعومة من الاخوان من القيام بعمليات إرهابية في غاية الخطورة على أمن مصر واقتصادها.
ثامن هذه الكذبات أن الإخوان أعلنوا بان الرئيس مرسي سيكون رئيسا لكل المصريين وليس لفئة أو جزء من الشعب ،لنشاهد ونرى بالصوت والصورة انه لم يلتق ويخطب إلا في جماعة الاخوان المسلمين ولم يمارس دوره كرئيس لأرض الكنانة الغالية.فما شاهدناه من مجازر وقتل وترويع للمتظاهرين في قصر الاتحادية من خلال العصابات المرتبطة بهم والذين احيلوا فيما بعد للقضاء .
تاسع هذه الكذبات إعلان مرشد الاخوان ونائبه واعضاء مكتب الإرشاد أنهم لن يتدخلوا في شؤون الحكم وإدارة الدولة ،ليتبين لاحقا أن معظم القرارات كانت تتخذ في مكتب المرشد في المقطم وتبلغ إلى مرسي لتنفيذها ولهذه الغاية تم تعيين كبار مستشاريه من جماعة الاخوان المسلمين ومن ابرزهم عصام الحداد ورئيس الديوان الذي اخذ يتصل بقيادة الجيش الثاني مباشرة ويطلب منهم معلومات . وقد تأكد ذلك بالمفاوضات التي عقدت بين قادة الجيش السابقين (طنطاوي) وفيما بعد السيسي وبين خيرت الشاطر الذي كان يتحدث معهم باعتباره المرجع وصاحب القرار النهائي. وفي إحدى اللقاءات حذر الشاطر، قائد الجيش السيسي من وجود الآف قطع السلاح المهربة من ليبيا والموجودة في حوزة جهات واطراف من الصعب ان تتمكن منهم قوى غير الاخوان وعبر عن هذا بشكل وقح وفج احد قادة الاخوان محمد البلتاجي وتبعه العريان حينما قالا بالحرف "لن تتوقف العمليات الارهابية في سيناء ومصر طالما استمر الانقلاب !!حسب تعبيره.
عاشر هذه الكذبات هو تشدقهم بالديموقراطية لكنها لم تكن أكثر من ديكور لاستبداد جديد وهذا ما قاله وعبر عنه بصراحة ووضوح عبد الرحمن القرضاوي ابن الشيخ يوسف في رسالته المنوه عنها حيث يقول" ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنفسه من نثق بعلمه ودينه وإخلاصه ووطنيته ومع هذا تركوه جميعا بعد أن اكتشفوا حقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد، فلم يكن الرجل يسمع لأحد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يوما ناصحين أمناء ولا بطانة خير، وإنما أعانوه على ما لم يُصلح في مصر دينا ولا دنيا، ودفعوه إلى مواجهة الشعب بالجماعة لتبرير وتمرير قراراته المنفردة، مما أدى إلى دم كثير، وفتنة في الأرض، وما على هذا بايعه المصريون والثوار .ماذا لو أخبرتك يا سيدي وتاج رأسي أنني قد فعلت ذلك بنفسي فما كان من الرئيس وأهله وعشيرته إلا أن صعروا لنا الخدود !لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن – للأسف – لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن . لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة !إن حقيقة ما حدث في مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شعبة من شعب الجماعة، ونحن ندفع وسندفع ثمن ذلك جميعا دما وأحقادا بين أبناء الوطن الواحد !. إن الإرادة الشعبية التي تحركت في الثلاثين من يونيو ليست سوى امتدادا للخامس والعشرين من يناير، ولئن ظن بعض الفلول أن ما حدث تمهيد لعودتهم فأني أقول لفضيلتكم بكل ثقة إنهم واهمون، وسوف يقف هذا الجيل الاستثنائي أمام كل ظالم، ولن يترك ثورته حتى يبلغ بها ما أراد، سواء لديهم ظالم يلبس الخوذة، أو القبعة، أو العمامة .(انتهى الاقتباس )
الخلاصة
تلك نماذج وأمثلة بسيطة جدا من كذب الإخوان المسلمين وخداعهم والذي لم يمضَ عليه سوى أقل من عامين ينقلها لنا اولئك الذين لا يستطيع احد أن يشكك في انتمائهم وحبهم للإخوان بالإضافة إلى ما رأيناه وسمعناه بالصوت والصورة التي لا يكذبها أو ينكرها إلا كل غير ذي عقل أو ذا ارتباط بجهات أجنبية تكن كل الحقد للعرب والمسلمين . هم مصممون على تخريب الوطن العربي وتحويله إلى محميات مماثلة لتلك القائمة في دول الخليج العربي ليسهل على أعداء امتنا تكريس الطائفية والمذهبية وتقسيم وطننا الغالي . هم يريدون السلطة ولو كان ثمنها تقسيم مصر لا سمح الله، الى 26 محمية أو امارة ظلامية كما يبشرنا الظواهري واتباعه .فهم ينطلقون من قاعدة صبيانية قوامها "يا لعيب يا خريب " .فحينما نقول بان الإخوان لا يخجلون من الكذب فنحن بهذا لا نجافي الحقيقة ولا نبتعد عنها بل نحن نجامل بعكس ما فعل كل من ابو الفتوح وعبد الرحمن القرضاوي كما تبين لنا . لقد بات الكذب جزءا من تاريخهم وأسلوب عملهم وبهذا علينا أن نعيد النظر في ما يروجون له وينشروه بين الشباب للتغرير بهم . فمن يكذب مرة سيسهل عليه تكراره مرات عديدة بعد ذلك وهذا ما نشاهده ونراه يوميا وللأسف فقد انتقل إلى فلسطين وهنا مكمن الخطورة .
(محمد خضر قرش – القدس )