هل سيقع الأردن في فخ الإصطفاف مع طرف ضد آخر في الأزمة الخليجية؟
أمل غباين- طرح قرار الدول الخليجية السعودية والامارات والبحرين سحب سفرائها من دولة قطر عدة تساؤلات حيال الموقف الاردني واين تكمن مصلحته في دائرة الانقسام الخليجي.
موقف الاردن وحسب بعض المؤشرات يبدو انه سيتجه نحو استرضاء المعسكر الذي تقوده السعودية خاصة في ظل العلاقة المتوترة بالاصل ما بين الجانبين الرسمي الاردني والقطري.
دور الاردن الاستراتيجي في بعض القضايا العربية يلعب اهمية كبرى نظرا لحساسية موقعه ولاعتبارات عديدة متعلقة في تبعات الاصطفاف وانعكاساته المباشرة على الاوضاع السياسية والاقتصادية للمملكة، وهذا ما يجعل اتخاذ اي موقف من الازمة الخليجية له محذوراته وكلفه الباهظة.
هل سيقع الاردن في مربع التحالف الخليجي الثلاثي ضد دولة قطر ام انه سيلتزم الحياد والنأي بالدولة عن الازمة الطارئة بين الاشقاء العرب والذين سرعان ما سيتجاوزن الخلافات ويعودون الى واقع التحالف المصلحي العضوي بين جميع دول التعاون الخليجي؟
سياسيون وحزبيون ومحللون اتصلت بهم jo24 تباينت رؤيتهم للمشهد وطبيعة الدور المطلوب من الاردن في هذه المرحلة، البعض انحاز الى فكرة التزام الحياد وعدم الانجرار الى التخندق وانه على الاردن ان لا يقف مع طرف ضد اخر. في حين ذهب آخرون باتجاه دعوة الاردن الرسمي الى الاصطفاف مع المعسكر الذي تقوده السعودية على اعتبار ان الاردن لن يخسر شيئآ كون علاقته مع قطر تشهد توترا منذ زمن.
عربيات: قول كلمة الحق دون تحيز
السياسي والبرلماني المخضرم الدكتور عبد اللطيف عربيات قال ان الاصطفافات التي تمت بين دول الخليج ضد قطر جاءت بناء على مواقف مختلفة، لكنه عاد ليتساءل عن اسباب الخلاف الموجبة للقطيعة خاصة في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة.
وقال "نحن ننظر في الواقع الى هؤلاء نظرة اشفاق على ما وقعوا به من خلاف" مضيفا ان السبب الحقيقي للخلاف هو تدخل اطراف خارجية وصفها بالعابثة بالامن والاستقرار في المحيط العربي، مؤكدا انها تسعى لصنع الفوضى الخلاقة وزيادة النزاعات لتفتيت المنطقة.
وعن موقف الاردن من الانقسام الخليجي قال عربيات ان المملكة يقع عليها دور مهم في قول كلمة الحق وانهاء الخلاف بين الطرفين وعدم الانحياز لاحد على الاخر.
الفلاحات: الخلاف لن يطول
اما القيادي في الحركة الاسلامية سالم الفلاحات أكد من ناحيته ان الخلاف بين قطر وبعض دول الخليج لن يطول امده اذ تتطلب المصلحة العامة لتلك الدول ولباقي دول المنطقة عدم الانقسام في مجلس التعاون الخليجي.
وقال انه ليس من مصلحة الاردن على الاطلاق ان يقف مع اي معسكر وان المصلحة العليا للدولة ان يتمهل قليلا كونها تربطها علاقات اقتصادية مع طرفي الخلاف رغم الخلافات الشخصية مع احد تلك الاطراف.
واضاف الفلاحات ان الاوضاع في الشرق الاوسط تتحرك وتتغير بشكل متسارع منذ فترة وبالتالي فلن يبقى الخلاف طويلا بين تلك الدول ومن يتدخل بينها هو بالنهاية من سيدفع الثمن.
العبادي: قطر لم تساعد الأردن
السياسي والبرلماني المخضرم الدكتور ممدوح العبادي يرى من وجهة نظره ان دول الخليج شعرت بالخطر الحقيقي من تغلل الاخوان المسلمين خصوصا بعد ان هيمنوا سيطرتهم في مصر وحاولوا التمدد في دول الخليج.
واضاف العبادي "ان الحركة الاسلامية ليست حركة كشفية بل هم تنظيم سياسي حزبي من حقه ان يستلم الحكم هذا ما سلل الخوف لدول الخليج".
وتابع ان السعودية عندما استشعرت بالخطر ،خاصة مع اصطفاف قطر لجانب الاخوان حيث حاولت هي ودولة الامارات ان تحذراها من الاستمرار بالامر دون جدوى فكان لا بد من اتخاذ قرار القطيعة.
وفيما يتعلق بموقف الاردن الرسمي لم يخف العبادي ميوله الى الصف الخليجي المناوئ لقطر حيث قال ان قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تلتزم بتقديم المساعدات المالية للاردن فيما التزمت الدول الاخرى بذلك وبالتالي فان الدولة ستقف حسب قوله بصف من قدم ويقدم المساعدة لابناء الشعب الاردني.
قمحاوي: اصطفافات قطر تتعارض مع مصالح الأردن
المحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي يرى من وجهة نظره ان العلاقة الاردنية القطرية كانت متوترة وبحدودها الدنيا وانه لن يكون صعبا على الاردن ان يحدد مساره في هذه القضية كونه لن يخسر صديقا لم يكسبه بالاصل.
واضاف قمحاوي انه ونظرا لسياسة قطر فيما يتعلق بدول المنطقة ودعمها الشديد للحراكات الاسلامية خاصة الاخوان المسلمين فان هذا الامر حسب قوله يتعارض مع مصالح الاردن ولا يوجد مجال في الوقوف على الحياد في مثل هذه القضايا.
أبو طير: لا بديل عن المعسكر السعودي
الكاتب والمحلل السياسي ماهر ابو طير اكد انه وعلى الرغم من تردي العلاقات الاردنية القطرية ووجود ارض خصبة لتوسعة الخلاف الا ان الاردن سيتمهل في اعلان موقفه الرسمي.
وحول المعسكر الذي سينحاز له الاردن في حال قرر عدم اتخاذ موقف محايد قال ابو طير ان المعسكر الذي تقوده السعودية هو خيار الاردن ولا يوجد خيار بديل عنه.
واكد ابو طير ان مصلحة الاردن تتطلب من اصحاب القرار التوسط لحل الخلاف والصبر حتى تنجلي الصورة مشددا على ان الاردن سيدفع الثمن غاليا في حال انحاز الى صف على حساب آخر، خاصة في حال عادت المياه لمجاريها بين دول الخليج وقطر.