العامل الصهيوني في التأثير على ثورة سوريا
ياسر الزعاترة
جو 24 : منذ البداية، ذهب منظرو الوقوف إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد شعبه إلى أن ما يجري هو عبارة عن مؤامرة صهيونية أمريكية هدفها التخلص من قلعة المقاومة إياها!!
والحق أن نتنياهو وقادة الاحتلال حتى في أجمل أحلامهم لم يتخيلوا يوما أن يحدث صراع في المنطقة يقدم لهم كل هذه المكاسب التي جنوها من دون أن يدفعوا أية كلفة، حيث تمكنوا من خلاله من استنزاف وتدمير سوريا وفرض تخليصها من السلاح الكيماوي، وكذلك استنزاف حزب الله وعزله عن بقية الأمة، واستنزاف إيران وعزلها مذهبيا أيضا، ثم استنزاف تركيا ذات القيادة المغضوب عليها، وصولا إلى ضرب مد ثوري عربي كان يمكن أن يغير خريطة المنطقة وصولا إلى أنظمة تعبر عن شعوبها التي لا تعترف بدولة الاحتلال، وترفضها وترفض حتى القرارات الدولية التي منحتها الاعتراف وتثبيت الوجود.
دعك من مستوى الابتذال، والسقوط الأخلاقي في وصف انتفاضة شعب مكث يبذل الدماء 6 شهور في الشوراع قبل أن تطلق رصاصة واحدة بأنها مؤامرة، فيما يعلم الجميع أنها كانت جزءا لا يتجزأ من منظومة الربيع العربي، ومن أشواق الشعب السوري في التخلص من دولة الفساد والاستبداد، وليس من دولة المقاومة والممانعة، بدليل أن جميع الدول التي انضمت لاحقا إلى ما يُعرف بالدول الداعمة للثورة لم تكن كذلك في البداية، ، بل إن بعضها قدم دعما عمليا للنظام خلال الشهور الأولى، وأخرى قدمت النصائح لاستيعاب الموقف لم يأخذها النظام مأخذ الجد، لسبب يتعلق بإدراكه لحقيقة أن أي إصلاح سياسي مهما كان لا يمكن أن يبقي على حكم الأقلية بصيغته القائمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، وكان ينبغي طرحه دائما، ويهرب منه منظرو الوقوف إلى جانب المجرم ضد شعبه، هو ماذا لو كانت سوريا في مكان آخر؟ وبتعبير أدق، ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال تجلس هنا على حدود سوريا، هل كان بوسع النظام أن يبقى رغم الانتفاضة الباسلة ضد، سواءً بقيت في حدودها السلمية، أم ذهبت في الاتجاه المسلح؟!
في البعد الأول، ما كان للنظام أن يقتل كل أولئك الآلاف من شعبه فيما يسكت العالم على ذلك ضمن حسابات الكيان الصهيوني التي كانت ترفض التدخل خشية البديل، هي التي كانت تردد يوميا أن “شيطانا نعرفه خيرٌ من شيطان لا نعرفه”.
لكن الأهم من ذلك هو ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال هنا، وثار الشعب ومن ثم حمل السلاح على النحو القائم، ألم يكن بالإمكان الحديث عن تدخل عسكري كما حصل في ليبيا، حتى لو لم يكن هناك نفط، ربما لحساب مطالب من دول معينة، لاسيما أن الأمر لم يكن يستدعي غير ضربات جوية مركزة تدفع كلفتها الدول الداعمة، كتلك التي كانت مقررة العام الماضي قبل أن يجري شطبها مقابل تخلي النظام عن أسلحته الكيماوية، وهي صفقة يعلم الجميع أنها إسرائيلية الوجه واليد واللسان، لأن أسلحته تلك لم تكن تهدد التوازن الإستراتيجي مع الغرب أو الولايات المتحدة.
أليس وجود الكيان الصهيوني هو الذي منح النظام فرصة التخلص من تلك الضربة؟! بيد أن السؤال الأهم هو: ما الذي حال دون تسليح الثوار بالسلاح النوعي، وما الذي جعل الولايات المتحدة تلقي بثقلها كله من أجل الحيلولة دون ذلك، وصولا إلى تفتيش طائرات الأسلحة قبل تحميلها أو تفريغ حمولتها من أجل التأكد من خلوها من ذلك السلاح؟!
ما الذي استدعى ذلك؟ أليس وجود الكيان الصهيوني، خشية أن تقع تلك الأسلحة، لاسيما مضادات الطيران بيد من يسمونها “جماعات لا يمكن السيطرة عليها”؛ يمكن أن تستخدمها بما يؤثر على أمن ذلك الكيان؟!
ثم، ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال هنا؟ هل كان يمكن أن يكون هناك حزب اسمه حزب الله يملك كل هذه الأسلحة والقدرات القتالية على نحو جعله ينقذ النظام بعد أن أخذ يترنح أمام ضربات الثوار رغم بؤس تسليحهم؟!
الخلاصة أن بقاء نظام بشار رغم الانتفاضة الشعبية الباسلة ضده؛ السلمية أولا، والمسلحة ثانيا، لم يكن ليحدث لولا وجود دولة الاحتلال، وهي نظرية تعاكس تماما تلك النظرية البائسة التي قالت إن الانتفاضة ضده كانت لصالح تلك الدولة، وليست ثورة شعبية طبيعية ضد نظام فاسد مستبد، فضلا عن أن يكون نظاما تتحكم به طائفة لا تتعدى نسبتها 10 في المئة من سكان البلاد؟!
(الدستور)
والحق أن نتنياهو وقادة الاحتلال حتى في أجمل أحلامهم لم يتخيلوا يوما أن يحدث صراع في المنطقة يقدم لهم كل هذه المكاسب التي جنوها من دون أن يدفعوا أية كلفة، حيث تمكنوا من خلاله من استنزاف وتدمير سوريا وفرض تخليصها من السلاح الكيماوي، وكذلك استنزاف حزب الله وعزله عن بقية الأمة، واستنزاف إيران وعزلها مذهبيا أيضا، ثم استنزاف تركيا ذات القيادة المغضوب عليها، وصولا إلى ضرب مد ثوري عربي كان يمكن أن يغير خريطة المنطقة وصولا إلى أنظمة تعبر عن شعوبها التي لا تعترف بدولة الاحتلال، وترفضها وترفض حتى القرارات الدولية التي منحتها الاعتراف وتثبيت الوجود.
دعك من مستوى الابتذال، والسقوط الأخلاقي في وصف انتفاضة شعب مكث يبذل الدماء 6 شهور في الشوراع قبل أن تطلق رصاصة واحدة بأنها مؤامرة، فيما يعلم الجميع أنها كانت جزءا لا يتجزأ من منظومة الربيع العربي، ومن أشواق الشعب السوري في التخلص من دولة الفساد والاستبداد، وليس من دولة المقاومة والممانعة، بدليل أن جميع الدول التي انضمت لاحقا إلى ما يُعرف بالدول الداعمة للثورة لم تكن كذلك في البداية، ، بل إن بعضها قدم دعما عمليا للنظام خلال الشهور الأولى، وأخرى قدمت النصائح لاستيعاب الموقف لم يأخذها النظام مأخذ الجد، لسبب يتعلق بإدراكه لحقيقة أن أي إصلاح سياسي مهما كان لا يمكن أن يبقي على حكم الأقلية بصيغته القائمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، وكان ينبغي طرحه دائما، ويهرب منه منظرو الوقوف إلى جانب المجرم ضد شعبه، هو ماذا لو كانت سوريا في مكان آخر؟ وبتعبير أدق، ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال تجلس هنا على حدود سوريا، هل كان بوسع النظام أن يبقى رغم الانتفاضة الباسلة ضد، سواءً بقيت في حدودها السلمية، أم ذهبت في الاتجاه المسلح؟!
في البعد الأول، ما كان للنظام أن يقتل كل أولئك الآلاف من شعبه فيما يسكت العالم على ذلك ضمن حسابات الكيان الصهيوني التي كانت ترفض التدخل خشية البديل، هي التي كانت تردد يوميا أن “شيطانا نعرفه خيرٌ من شيطان لا نعرفه”.
لكن الأهم من ذلك هو ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال هنا، وثار الشعب ومن ثم حمل السلاح على النحو القائم، ألم يكن بالإمكان الحديث عن تدخل عسكري كما حصل في ليبيا، حتى لو لم يكن هناك نفط، ربما لحساب مطالب من دول معينة، لاسيما أن الأمر لم يكن يستدعي غير ضربات جوية مركزة تدفع كلفتها الدول الداعمة، كتلك التي كانت مقررة العام الماضي قبل أن يجري شطبها مقابل تخلي النظام عن أسلحته الكيماوية، وهي صفقة يعلم الجميع أنها إسرائيلية الوجه واليد واللسان، لأن أسلحته تلك لم تكن تهدد التوازن الإستراتيجي مع الغرب أو الولايات المتحدة.
أليس وجود الكيان الصهيوني هو الذي منح النظام فرصة التخلص من تلك الضربة؟! بيد أن السؤال الأهم هو: ما الذي حال دون تسليح الثوار بالسلاح النوعي، وما الذي جعل الولايات المتحدة تلقي بثقلها كله من أجل الحيلولة دون ذلك، وصولا إلى تفتيش طائرات الأسلحة قبل تحميلها أو تفريغ حمولتها من أجل التأكد من خلوها من ذلك السلاح؟!
ما الذي استدعى ذلك؟ أليس وجود الكيان الصهيوني، خشية أن تقع تلك الأسلحة، لاسيما مضادات الطيران بيد من يسمونها “جماعات لا يمكن السيطرة عليها”؛ يمكن أن تستخدمها بما يؤثر على أمن ذلك الكيان؟!
ثم، ماذا لو لم تكن دولة الاحتلال هنا؟ هل كان يمكن أن يكون هناك حزب اسمه حزب الله يملك كل هذه الأسلحة والقدرات القتالية على نحو جعله ينقذ النظام بعد أن أخذ يترنح أمام ضربات الثوار رغم بؤس تسليحهم؟!
الخلاصة أن بقاء نظام بشار رغم الانتفاضة الشعبية الباسلة ضده؛ السلمية أولا، والمسلحة ثانيا، لم يكن ليحدث لولا وجود دولة الاحتلال، وهي نظرية تعاكس تماما تلك النظرية البائسة التي قالت إن الانتفاضة ضده كانت لصالح تلك الدولة، وليست ثورة شعبية طبيعية ضد نظام فاسد مستبد، فضلا عن أن يكون نظاما تتحكم به طائفة لا تتعدى نسبتها 10 في المئة من سكان البلاد؟!
(الدستور)