"الاتصالات الفلسطينية" نشاطات ملموسة ونتائج مبشرة
محمد خضر قرش
جو 24 : من واجب كتاب المقالات في الحقول المهنية والمتخصصة وخاصة الاقتصادية منها ،أن يقدموا للقراء أو ذوي الاختصاص وللمساهمين والمواطنين على حد سواء ما يشعرون أنه واجب مهني جدير بالقراءة . فمثلما تتم الإشارة إلى السلبيات في مقالات عديدة ،لا بد من تناول الإيجابيات ما دامت موجودة ومعززة بالشواهد. فالتركيز على جانب واحد من الصورة إما السلبي او الإيجابي تحرف الكاتب عن درب ومنهج الموضوعية وتخرجه من قائمة المقيَم أو المحلل المحايد إلى التحيز،مما تنزع عن مقالاته المهنية الواجب توفرها ليكون المقال مصداقا والمعالجة مقبولة وفقا للمعايير المهنية المتفق عليها. ومثلما وقفنا في الماضي وكتبنا عن الثغرات والسلبيات وخاصة لجهة تغليب الشخصنة وحب الذات والبروز بعيدا عن جوهر ونطاق العمل المهني واهدافه وغاياته دفعنا ثمنها مقاطعة وإتهامات وتجني وصلت إلى حد قطع الارزاق. فالواجب يقتضي أن نشير أو نبرز الإيجابيات المهنية بغض النظر عن الرأي أو الانسجام الشخصي تجاه هذه الإدارة أو تلك . وبدون التوغل أكثر فيما لا يفيد القارئ وربما لا يعنيه فإن الواجب يتطلب ان يكون الكاتب أمينا وموضوعيا تتغلب فيها ميزة المهنية على الشخصنة ،قد لا تلغيها ولكنها تتفوق عليها أوتغلبها. فالمهنية والموضوعية المطلقتان تكاد تكونان مفقودتان بل هما فعلا كذلك. وقد رأيت من الضروري الإشارة إليها قبل التطرق إلى صلب الموضوع محل المقال والذي يتصادف مع قرب إنعقاد اجتماع الهيئة العامة للمجموعة خلال الأيام القادمة .
موجبات الكتابة
وزعت مجموعة الاتصالات الفلسطينية نتائج حساباتها الختامية للعام 2013 وفقا لمتطلبات وشروط عضوية البورصة الفلسطينية.ولا أعلم كم باحثا أو مستثمرا محتملا أو مساهما أو محللا أتيحت له الفرصة فعلا لقراءة التقرير السنوي لمجموعة الاتصالات للعام المذكور بما فيها النتائج المالية والحسابات الختامية المدققة حسب الأصول.وعليه فإن موجبات الكتابة وإلقاء الضوء على النتائج والحسابات المالية تأتي لإتاحة المجال للسابق ذكرهم ولمن لديه رغبة ،كل في مجاله وأغراضه لقراءة رأي المحللين وذوي الاختصاص لمساعدتهم في بناء رأي أو إتخاذ القرار المناسب.فالتقريرالسنوي بما فيها الحسابات المالية التي امامي تكشف عن جانبين ،الأول النشاطات والفعاليات المختلفة التي أنجزتها المجموعة خلال العام الماضي والثاني نتائج الحسابات الختامية الموحد والمدقق للمجموعة ككل عن العام المنصرم.وما يهم المستثمر أو المساهم أو الباحث هو معرفة رأي المحللين في المعطيات والبيانات المالية بالدرجة الأولى. فالنشاطات والفعاليات هامة جدا وضرورية،لكن النتائج المالية وخاصة في جانب الإيرادات التشغيلية والارباح قبل الضرائب والاطفاءات وصافي الارباح القابلة للتوزيع والقيمة السوقية للسهم والعائد المتوقع ومجموع صافي الأرباح المتراكمة وغير الموزعة والتي تضاف إلى حقوق المساهمين عادة ،هو ما يشد ويلفت انتباه حملة الاسهم والمستثمرين المحتملين ويجذبهم نحو مجموعة الاتصالات و يحفز الراغبين في الاستثمار بالاقبال على شراء سهم المجموعة بل ويدفعهم نحو المشاركة في أي عمل إستثماري تقوده أو تتولى إدارته المجموعة في المستقبل.فالثقة والإطمئنان بالمركز المالي للمجموعة ضروريان جدا لإستقطاب وجذب المستثمرين على إختلاف جنسياتهم.
تحليل النتائج والبيانات المتاحة
1- الارقام المتاحة والمدققة تشير بوضوح بأن الارباح التشغيلية بلغت نحو 375 مليون دينار اردني (533 مليون $)وان الارباح قبل الفوائد والضرائب والاطفاءات المختلفة بلغت 164 مليون دينار (233 مليون $) وان صافي الأرباح القابلة للتوزيع بلغت نحو 92 مليون دينار أردني (130.6 مليبون $). واهمية هذه النقطة تنبع من أن رأس المال المدفوع عند التأسيس بلغ 132مليون دينار تقريبا ،وهذا يعني أن كل دينار من حساب رأس المال المدفوع غلَ إيرادا يقدر ب 700 فلسا (اي نحو دولارا اميركيا ).لقد تراكمت الارباح الصافية لدى المجموعة إلى نحو 313 مليون دينارا أردنيا وإذا أضفنا إليها الاحتياطي الاجباري والخاص والاختياري ومخصص الاوراق المالية المتوفرة للبيع فإن مجموع حقوق المساهمين المتجمعة عدا رأس المال المدفوع وصل 371 مليون دينارا وهذا يعادل 2.8 ضعف رأس المال .وبعبارة اخرى فإن كل دينار استثمر ودفع كرأس مال حقق2.8 دينار كعائد.وخلاصة هذه النقطة فإن ال 131 مليون دينار التي دفعت كرأس مال أصبحت الآن 503 ملايين دينار خلال الستة عشر عاما الماضية هذا عدا الارباح النقدية التي وزعت على حملة الأسهم طيلة الفترة المشار إليها. فالمساهم الذي دفع دينارا مقابل كل سهم له في الدفاتر خمسة دنانير و300 فلس بإستثناء الارباح التي كان يحصل عليها سنويا.
2- ولم تتوقف المكاسب والمزايا عند الارباح النقدية فحسب ،بل اتسعت لتشمل حصص ومساهمات في شركات اخرى داخل الوطن وخارجه .فالمجموعة تملك نحو 18 % من باديكو ونحو 2% من البنك العربي و25% في شركة فيتل القابضة (الامارات) ومثلها في شركة فيتل الشرق الاوسط وشمال افريقيا و50% في شركة بوابة أريحا للاستثمار .وبالإضافة إلى ذلك فإن المجموعة تملك شركة جوال بنسبة 100% وحضارة وريتش وبالميديا وحلول لتقنية المعلومات .
3- تشكل القيمة السوقية لأسهم المجموعة 33%من إجمالي القيم السوقية لمجموعة الأسهم المتداولة في البورصة الفلسطينية كما هي في نهاية العام الماضي ،مما يعكس الوزن الترجيحي لها سواء في حجم التداول أو في نسبتها المؤثرة باحتساب مؤشر القدس .
4- بلغت قائمة المشتركين في جناحي الوطن نحو 3.25 مليون مشترك موزعة كما يلي: شركة جوال 2.63 مليون والثابت 403 الآف مشترك وحضارة( ADSL) 213 ألف مشترك أيضا وهذا يعزز تفوق المجموعة وتمكنها من المنافسة في ظل عمل الشركات الإسرائيلية في الضفة وخاصة لجهة الهواتف الخلوية.وعليه لم يكن غريبا أن تستأثر شركة جوال بنسبة 80% من السوق الفلسطيني.
5- تشغل المجموعة نحو 3100 موظف برواتب سنوية بلغت 73 مليون دينار للعام 2013 مقابل 64 مليون للعام السابق له.وبافتراض ان كل موظف يعيل خمسة أفراد فإن المجموعة تعيل فعليا 15500 فردا بشكل مباشر عدا اولئك الذين يستفيدون من المجموعة بشكل غير مباشر مثل الموردون للسلع والبضائع والمستلزمات والمعدات بانواعها وأصحاب العقارات المؤجرة للمجموعة والمستفيدين من المسؤولية الاجتماعية كالجمعيات والنوادي والطلبة والتبرعات العادية والاستثنائية التي تطلبها السلطة كما حصل في مخيمات سوريا ولبنان وتمويل ورش العمل والمؤتمرات .
6- المجموعة من أكثر الشركات التزاما بدفع الضرائب سواء المباشرة منها (الدخل) أو غير المباشرة ضريبة القيمة المضافة والرسوم والجمارك.ففي العام الماضي وحده دفعت المجموعة نحو 45 مليون دولار ضريبة دخل فقط بالمقارنة مع 35 مليون $ في العام السابق له (2012) . وبالمناسبة فهي أكثر الشركات التزاما بالدفع وفي احيانا كثيرة الدفع المسبق كما انها أقل الشركات تذمرا وإعتراضا على القرارات والقوانين ذات الصلة.
7- تلتزم المجموعة بالإفصاح والشفافية بشكل واضح كما تلتزم بالقوانين والانظمة التي تعمل وفقا لها
الخلاصة
لقد خطت مجموعة الاتصالات خطوات جديرة وتستحق التسجيل والتوثيق. وتمكنت من الخروج من عنق الزجاجة ومن المخاطر المتنوعة التي واجهتها .فقد إتسعت استثماراتها محليا وعربيا وإقليميا بشكل مدروس وتضاعفت أرباحها وباتت معلما اقتصاديا بارزا في الاقتصاد الفلسطيني . النتائج المالية التي حققتها المجموعة في غاية الأهمية ،ولا نملك إزاءها إلا الترحيب بها. لقد اشرنا إلى
السلبيات التي رافق أداء المجموعة في الماضي بكل وضوح وصراحة وهي موثقة ،وفي الوقت نفسه لا نستطيع تجاهل المنجزات التي إستطاعت المجموعة تحقيقها، لأن ذلك يتعارض مع المهنية والامانة والموضوعية الواجب توفرها في التحليلات الاقتصادية .
موجبات الكتابة
وزعت مجموعة الاتصالات الفلسطينية نتائج حساباتها الختامية للعام 2013 وفقا لمتطلبات وشروط عضوية البورصة الفلسطينية.ولا أعلم كم باحثا أو مستثمرا محتملا أو مساهما أو محللا أتيحت له الفرصة فعلا لقراءة التقرير السنوي لمجموعة الاتصالات للعام المذكور بما فيها النتائج المالية والحسابات الختامية المدققة حسب الأصول.وعليه فإن موجبات الكتابة وإلقاء الضوء على النتائج والحسابات المالية تأتي لإتاحة المجال للسابق ذكرهم ولمن لديه رغبة ،كل في مجاله وأغراضه لقراءة رأي المحللين وذوي الاختصاص لمساعدتهم في بناء رأي أو إتخاذ القرار المناسب.فالتقريرالسنوي بما فيها الحسابات المالية التي امامي تكشف عن جانبين ،الأول النشاطات والفعاليات المختلفة التي أنجزتها المجموعة خلال العام الماضي والثاني نتائج الحسابات الختامية الموحد والمدقق للمجموعة ككل عن العام المنصرم.وما يهم المستثمر أو المساهم أو الباحث هو معرفة رأي المحللين في المعطيات والبيانات المالية بالدرجة الأولى. فالنشاطات والفعاليات هامة جدا وضرورية،لكن النتائج المالية وخاصة في جانب الإيرادات التشغيلية والارباح قبل الضرائب والاطفاءات وصافي الارباح القابلة للتوزيع والقيمة السوقية للسهم والعائد المتوقع ومجموع صافي الأرباح المتراكمة وغير الموزعة والتي تضاف إلى حقوق المساهمين عادة ،هو ما يشد ويلفت انتباه حملة الاسهم والمستثمرين المحتملين ويجذبهم نحو مجموعة الاتصالات و يحفز الراغبين في الاستثمار بالاقبال على شراء سهم المجموعة بل ويدفعهم نحو المشاركة في أي عمل إستثماري تقوده أو تتولى إدارته المجموعة في المستقبل.فالثقة والإطمئنان بالمركز المالي للمجموعة ضروريان جدا لإستقطاب وجذب المستثمرين على إختلاف جنسياتهم.
تحليل النتائج والبيانات المتاحة
1- الارقام المتاحة والمدققة تشير بوضوح بأن الارباح التشغيلية بلغت نحو 375 مليون دينار اردني (533 مليون $)وان الارباح قبل الفوائد والضرائب والاطفاءات المختلفة بلغت 164 مليون دينار (233 مليون $) وان صافي الأرباح القابلة للتوزيع بلغت نحو 92 مليون دينار أردني (130.6 مليبون $). واهمية هذه النقطة تنبع من أن رأس المال المدفوع عند التأسيس بلغ 132مليون دينار تقريبا ،وهذا يعني أن كل دينار من حساب رأس المال المدفوع غلَ إيرادا يقدر ب 700 فلسا (اي نحو دولارا اميركيا ).لقد تراكمت الارباح الصافية لدى المجموعة إلى نحو 313 مليون دينارا أردنيا وإذا أضفنا إليها الاحتياطي الاجباري والخاص والاختياري ومخصص الاوراق المالية المتوفرة للبيع فإن مجموع حقوق المساهمين المتجمعة عدا رأس المال المدفوع وصل 371 مليون دينارا وهذا يعادل 2.8 ضعف رأس المال .وبعبارة اخرى فإن كل دينار استثمر ودفع كرأس مال حقق2.8 دينار كعائد.وخلاصة هذه النقطة فإن ال 131 مليون دينار التي دفعت كرأس مال أصبحت الآن 503 ملايين دينار خلال الستة عشر عاما الماضية هذا عدا الارباح النقدية التي وزعت على حملة الأسهم طيلة الفترة المشار إليها. فالمساهم الذي دفع دينارا مقابل كل سهم له في الدفاتر خمسة دنانير و300 فلس بإستثناء الارباح التي كان يحصل عليها سنويا.
2- ولم تتوقف المكاسب والمزايا عند الارباح النقدية فحسب ،بل اتسعت لتشمل حصص ومساهمات في شركات اخرى داخل الوطن وخارجه .فالمجموعة تملك نحو 18 % من باديكو ونحو 2% من البنك العربي و25% في شركة فيتل القابضة (الامارات) ومثلها في شركة فيتل الشرق الاوسط وشمال افريقيا و50% في شركة بوابة أريحا للاستثمار .وبالإضافة إلى ذلك فإن المجموعة تملك شركة جوال بنسبة 100% وحضارة وريتش وبالميديا وحلول لتقنية المعلومات .
3- تشكل القيمة السوقية لأسهم المجموعة 33%من إجمالي القيم السوقية لمجموعة الأسهم المتداولة في البورصة الفلسطينية كما هي في نهاية العام الماضي ،مما يعكس الوزن الترجيحي لها سواء في حجم التداول أو في نسبتها المؤثرة باحتساب مؤشر القدس .
4- بلغت قائمة المشتركين في جناحي الوطن نحو 3.25 مليون مشترك موزعة كما يلي: شركة جوال 2.63 مليون والثابت 403 الآف مشترك وحضارة( ADSL) 213 ألف مشترك أيضا وهذا يعزز تفوق المجموعة وتمكنها من المنافسة في ظل عمل الشركات الإسرائيلية في الضفة وخاصة لجهة الهواتف الخلوية.وعليه لم يكن غريبا أن تستأثر شركة جوال بنسبة 80% من السوق الفلسطيني.
5- تشغل المجموعة نحو 3100 موظف برواتب سنوية بلغت 73 مليون دينار للعام 2013 مقابل 64 مليون للعام السابق له.وبافتراض ان كل موظف يعيل خمسة أفراد فإن المجموعة تعيل فعليا 15500 فردا بشكل مباشر عدا اولئك الذين يستفيدون من المجموعة بشكل غير مباشر مثل الموردون للسلع والبضائع والمستلزمات والمعدات بانواعها وأصحاب العقارات المؤجرة للمجموعة والمستفيدين من المسؤولية الاجتماعية كالجمعيات والنوادي والطلبة والتبرعات العادية والاستثنائية التي تطلبها السلطة كما حصل في مخيمات سوريا ولبنان وتمويل ورش العمل والمؤتمرات .
6- المجموعة من أكثر الشركات التزاما بدفع الضرائب سواء المباشرة منها (الدخل) أو غير المباشرة ضريبة القيمة المضافة والرسوم والجمارك.ففي العام الماضي وحده دفعت المجموعة نحو 45 مليون دولار ضريبة دخل فقط بالمقارنة مع 35 مليون $ في العام السابق له (2012) . وبالمناسبة فهي أكثر الشركات التزاما بالدفع وفي احيانا كثيرة الدفع المسبق كما انها أقل الشركات تذمرا وإعتراضا على القرارات والقوانين ذات الصلة.
7- تلتزم المجموعة بالإفصاح والشفافية بشكل واضح كما تلتزم بالقوانين والانظمة التي تعمل وفقا لها
الخلاصة
لقد خطت مجموعة الاتصالات خطوات جديرة وتستحق التسجيل والتوثيق. وتمكنت من الخروج من عنق الزجاجة ومن المخاطر المتنوعة التي واجهتها .فقد إتسعت استثماراتها محليا وعربيا وإقليميا بشكل مدروس وتضاعفت أرباحها وباتت معلما اقتصاديا بارزا في الاقتصاد الفلسطيني . النتائج المالية التي حققتها المجموعة في غاية الأهمية ،ولا نملك إزاءها إلا الترحيب بها. لقد اشرنا إلى
السلبيات التي رافق أداء المجموعة في الماضي بكل وضوح وصراحة وهي موثقة ،وفي الوقت نفسه لا نستطيع تجاهل المنجزات التي إستطاعت المجموعة تحقيقها، لأن ذلك يتعارض مع المهنية والامانة والموضوعية الواجب توفرها في التحليلات الاقتصادية .