عودة الروح
يحتاج أي حزب سياسي أو جماعة منظمة إلى محطات شحن للاستمرار والمضي قدما في قنص الغنائم ورسم المعالم من خلال الولوج عنوة عبر أبواب الحكومة المؤصدة لتحقيق مكاسب سياسية ترفع من شأنها وتحذر من تجاوزها أو تجاهلها لما تملكه من رصيد بشري قادر على إحداث الفارق في حال أتيحت لها الفرصة للعمل والبناء مرتكزةًعلى أهداف واقعية وذات مصداقية تلامس حاجات المجتمع في ظل أداء حكومي عقيم اتصف بالنصب والاحتيال في مناسبات سياسية واقتصادية زادت من حالة التوتر والاحتقان دون أدنى شعور بالمسؤولية والاحترام مما أحدث هوة شاسعة ازدادت اتساعاً كلما أطلقت الحكومة فقعات التخدير شفافة اللون عديمة الفائدة والتي تتمثل بالوعود والكلام المعسول بعيداً عن خطوات جادة للإصلاح هذه الحالة ألقت بظلالها على الشارع المتخم بالأعباء فأصبح أكثر قناعة من ذي قبل بالحاجة للتغيير وأصبح أكثر قناعة بدعم الأحزاب سياسياً كما آلت إليه نتائج انتخابات المعلمين الأخيرة والتي حملت الإسلاميين لتسيد معظم مقاعد النقابة فأعادت الروح للجماعة وألقت في حجرها أمانة قيادة الشارع من جديد نحو الخلاص وهذه فرصة لتعويض انتكاسات سابقة زلزلة أركان الجماعة وحيدت دورها لسنوات خلت ويحتاج الإنجاز إلى استراتيجيات في العمل السياسي تختلف كليا عن النمط التقليدي السابق الذي يضع المعارضة وجها لوجه في مواجهة حكومة تمتلك موازين قوى تجعلها تتسيد الموقف في معظم حلقات النزال السابقة واللاحقة إن بقيت الرؤيا ضبابية نمطية لا تحسن إدارة الأمور وتعتمد على حادثة تأجج الرأي العام وتدفعها للتحرك فقط من باب إثبات الوجود.