jo24_banner
jo24_banner

من يقف خلف استهداف جميل النمري ؟

د. حسن البراري
جو 24 : الاستهداف الممنهج للنائب جميل النمري أمر يبعث على الريبة ويأتي في سياق حرب بالوكالة تشن ضده، فمن هي القوى التي تقف خلف استهداف جميل النمري أو لنكن اكثر دقة النهج الاصلاحي الذي يتبناه جميل النمري؟

هذا هؤ السؤال الاساس، ولكي نستبطن جوهر المشكلة علينا أن تسلط الضوء على الرعب الذي يجتاح النخب المتنفذة والحرس القديم الفاسد كلما طرح موضوع الاصلاح بشكل جدي، وهنا لا ينبغي أن نتوقف فقط عند مظاهر ذاك الرعب الذي يأخذ شكلا محددا في البرلمان: مكارثية وبلطجة مخطط لها وتأتي ضمن سياق الانقضاض على الاصلاح. فالقضية برمتها تتعلق بموقف الحرس القديم بشقيه التقليدي والليبرالي وخشيته من الاصلاح، فبعد أن تم استخدام البرلمان لطي ملفات الفساد تريد هذه القوى توظيف البرلمان في آخر مهمة له للتشريع لإستمرار الأمر الواقع.

التصرف غير المسؤول للنائب يحيى السعود- عندما هجم معتديا على جميل النمري وعندما رفع حذاءه لأعلى من مستوى رأسة بقليل حسبما شاهدنا في الصور- لا يعبر عن حادثة تلقائية، ولم يأت نتيجة لمشادة كلامية أو لخلاف على تشريع بقدر ما يعبر عن نهج قبل البعض أن يكون فيه رأس حربة، وما زال في الذاكرة الاعتداء غير المبرر على مكتب وكالة الانباء الفرنسية واستهداف المتظاهرين السلميين من مجموعات معروف مرجعيتها.

للأسف هناك تواطؤ  لما جري مع جميل النمري، وقد لمسنا نوعا من الشيطنة لجميل النمري إذ بدأنا نلحظ بعض ملامحها من الرسائل التي تبادلها رئيس مجلس النواب مع رئيس الحكومة والتي اعتذر عنها رئيس الحكومة بعد أن كشفتها كاميرا الزميل محمد الرفايعة، لكن هذه الشيطنة والتحرش بالنمري لم تنجح في ثنيه عن التعبير عن نفسه سياسيا وسلميا وبشكل راق في معارضته لما تقوم به القوى المناهضة للاصلاح في البرلمان وغير البرلمان..

الذين يقبلون تجاوز الأعراف ويعتدون على زملائهم ينتظرون مكافآت من الدولة، وهنا توريط للدولة في وقت باتت فيه مصداقية الدولة على المحك، ولا أعرف أي صورة ترسم للاردن بعد أن تصدت منظمات حقوق الانسان الدولية لهذه الظاهرة. ولا أعرف كيف يخدم هؤلاء الدولة الاردنية وهم يعرضونها لشتى أنوع النقد من الخارج ومن الداخل أيضا؟!

قبل أيام قليلة تحدث وزير الخارجية ناصر جودة في مؤسسة كارنيغي هنا في واشنطن عن الاصلاح الذي يقوده الملك، وبصرف النظر عن رأينا بحديث السيد جودة إلا أنه من الضروري طرح السؤال التالي: أهذا هو الاصلاح الذي نتبجح به في العالم الخارجي؟ أيضرب جميل النمري- النائب الأبرز والأٌفضل- في البرلمان لأنه عبر عن رأيه في قانون الانتخابات السيء في البرلمان الأسوأ؟!

لا ندافع عن جميل النمري كشخص أو لأنه يمثل أو لا يمثل رأيا سياسيا نؤمن به بل ندافع عن حقه في التعبير عن نفسه بكل حرية دون أن يكون عرضة للتربص من قوى الشد العكسي أو وكلائها، فما جرى مع النائب جميل النمري يمكن أن يجري مع أي شخص مع أن هناك عوامل ردع منها حجم العشيرة التي تقف خلف المستهدف، ف "بطولات" دون كيشتوت هي انتقائية كما حدث في كل حالات الاعتداء والتحرش السابقة.

تابعو الأردن 24 على google news