لا بواكي لمتقاعدي الامن العام!
ترددت قليلا قبل اختيار عنوان مناسب لهذه القصه التاليه وبعد ان استعنت باحد الاخوه من كبار ضباط جهاز الامن العام اقترح علي هذا العنوان والذي جاء فعلا يحاكي واقعا صعبا يعيشه معظم اولئك المتقاعدين من جهاز الامن العام والذين قدموا التضحيات لنا جميعا وسهروا الليالي على امننا وراحة ابنائنا وحافظوا على اعراضنا وممتلكاتنا .من هنا يأتي واجب هذا الوطن حيال تلك الورود لكي يرد لهم جزءا مما قدموا عندما غابوا قادة الجهاز وتنكروا لدورهم الوطني والمفروض انهم توارثوه وحملوه كأمانة يسلموها لمن يخلفهم , انها قصة احد الضباط المتقاعدين من جهاز الامن العام والذي خدم هذا الوطن بشرف وكرامة لاكثر من عشرين عاما ولم يستطع في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ان يوفر العيش الكريم لأبنائه واسرته من خلال راتبه التقاعدي والذي بلغ ثلاثمائه وسبعه وعشرين دينارا اردنيا وراتب والده الشهيد والذي ضحى بحياته من اجل المحافظه على بقائنا لم يتجاوز خسمة وسبعون دينارا اردنيا .
لقد ضاقت الظروف والحياة بهذا الضابط ابن الشهيد مما دعاه لمخاطبة امين عمان يطلب منه تعيينه كعامل وطن ليلي او يمنحه تصريح تسول في عمان الغربيه واعتقد هنا ان هذه الرساله بمدلولاتها الاقتصادية والامنيه المتعدده يجب ان تعني الكثيرالكثير لاصحاب القرار في هذه الدولة اذا ما كانت لديهم الرغبة في المحافظة على كرامة وشهامة اولئك العسكر والذين قدموا الكثير ويجب على المسؤولين ان يقفوا على الاسباب التي اوصلت ذلك الضابط الى هذا الحال السيء فلو كان هنالك مديرا لجهاز الامن العام يراعي ويتحسس هموم اولئك الجنود ومشاكلهم لما لجأ ذلك الضابط الى امين عمان ولو كان هنالك مدير امن وقائي يبحث عن ويعالج تلك الحالات لما وصلنا الى هذا الحال السيء والمحرج لنا جميعا . قد بات واضحا انه لم يعد هنالك بواكي لمتقاعدي جهاز الامن العام مما دعى ذلك الضابط للجوء الى امين عمان عله يبكيه ويوفر له فرصه عامل وطن نعتز ونفتخر به وهذا يدل على ان جهاز الامن العام لم يعد كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى السهر فهاهم بعض اولئك ينعمون ويترفهون وهاهم تلك الاغلبية يعانون و يستنجدون مما انعكس سلبا على مستوى الامن وانخفاض مؤشراته بمستوى ملحوظ من قبل الجميع نحن نريد لجهاز الامن العام ان يعود كما كان يتحسس هموم ابنائه و مرتباته ويعيش مع المواطن ويستعيد عافية الجهاز من خلال تأمين الامن وتحقيق العدالة وتوفير البيئه الاستثمارية لدعم وتعزيز الاقتصاد والذي سيحسن مستوى المعيشه للمواطن الاردني , اننا لن نكون قادرين على توجيه اللوم لامين عمان اذا لم يستجب لطلب ذلك الضابط كونه معذور لان جهاز الامن العام أولى بحل مشاكل ابنائه من امين عمان او حتى من الحكومة والتي اوصلت معظم فئات الشعب الاردني الى هذا الحال السيء كونها لم تهتم بتحسين دخول المواطنين واقتصرت غايتها على رفع الاسعار وزيادة الضرائب واهملت جانبا مهما وهو الاستثمار وتنمية الاقتصاد والاقاليم سائلا العلي القدير ان يحمي اجهزتنا الامنيه ويحنن قلوب القادة على منتسبيها من خلال تفقدهم وتحقيق العدالة بينهم والاحتفاظ بالافضل بعيدا عن الشخصنة الهادفه للتربع على كرسي المسؤوليه لان ذلك الكرسي شبيه بكرسي الحلاق انه نعم المولى ونعم النصير .
*عميد متقاعد