دبين.. الدفاع المدني أخمد الحريق وسببه لا زال قائما "صور"
أحمد الحراسيس - استقبل الأردنيون بداية فصل الصيف بحريق التهم نحو 15 دونما من الأشجار الحرجية في أحراش دبين، شمالا، حيث تمكنت كوادر الدفاع المدني من السيطرة على الحريق واخماده رغم وعورة المنطقة وصعوبة وصول آلياتها إلى كافة مناطقها.
لم يستغرب أهالي دبين نشوب الحريق والتهامه 15 دونما؛ فقد كانوا ينتظرون اندلاعه ويتخوفون امتداده لمزارعهم ومنازلهم في حال وقع المحظور، فالمنطقة -كما تظهر الصور المرفقة- غنية بالأعشاب والأشجار الجافة التي يكفي "عقب سيجارة" لاشعالها وايقاع أبلغ الأضرار فيها.
تلك التخوفات والهواجس نقلها الأهالي للمسؤولين في وزارة الزراعة، فهي الجهة المسؤولة عن ازالة الأشجار المحطمة ومخلفاتها، ووضع الأهالي الوزارة بصورة المشهد الذي يسيطر على المنطقة منذ انتهاء العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد نهاية العام الماضي؛ فـ"أليكسا" خلّفت وراءها مئات الأشجار المحطمة، كما ان طبقات أوراق أشجار الصنوبر والسرو غطّت الأرض، وتلك الأوراق معروفة بسرعة اشتعالها في حال تعرضها لأشعة الشمس الحارقة او أُلقي عليها "عُقب سيجارة".
وزارة الزراعة لم تلقي بالا لتلك النداءات والتحذيرات، ولم تكلّف كوادرها بتدارك الأمر من خلال تنظيف وازالة تلك الأشجار والأعشاب التي تهدد أحراش دبين كاملة، وباتت الغابة تحت خطر تكرار الحادثة مرة أخرى خلال الصيف الحارق المنتظر.
في كل صيف يعتاد الأردني أخبار حرائق الغابات والأحراش، ولا يرتبط اندلاع الحرائق بمخلفات رحلات المتنزهين أو أعقاب السجائر، وعلميا، يكفي الأعشاب الجافة ان تتعرض لأشعة الشمس النافذة من زجاج كالعدسات لاشتعالها وامتدادها على كامل مساحة الأرض.
وزارة الزراعة وأجهزة الدولة مطالبة بالتحرك جديا لتنظيف ومنع أسباب اندلاع الحرائق في غاباتنا المحدودة، ولا يُعقل أن تتحجج الوزارة بمحدودية كوادرها وتظل ترمي الحمل على الأجهزة الأمنية، فمؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية التطوعية والمدارس كثيرة، ويمكن التواصل معها جميعا والطلب منها ان يكون تنظيف الغابات جزءا من نشاطاتها، ولن يرفض أحدهم المساعدة، أما أن يظلّ ردّ الوزارة بأن "ازالة تلك المخلفات يحتاج إلى جيش" فذلك هروب من المسؤولية واستهتار بالغابات التي تقع ضمن مسؤوليات الوزارة والأردنيين جميعا.
بالأمس، أبهرت كوادر الدفاع المدني أهالي دبين الذين اعتقدوا للحظات أن النيران ستلتهم بيوتهم ومزارعهم -فأوراق الصنوبر أشبه بـ"الكاز والبنزين" بسرعة استجابتها للحرارة- لكن ذلك التواكل على الدفاع المدني وقدراته هي مغامرة لن نخرج منها بأقل من خسارة أشجارنا وغابتنا، في حال لم تكن أكبر من ذلك -لا قدّر الله-
بدورها، حاولت Jo24 الاتصال مرارا بمسؤولي وزارة الزراعة لمتابعة القضية، إلا أن هواتفهم لم تجب.
تاليا مجموعة صور لآثار الحريق ومسببه:
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.