jo24_banner
jo24_banner

الصفقة الكبرى..

د. حسن البراري
جو 24 : ما أن قام طيار سوري بقيادة طائرة من طراز ميغ ٢١ القديمة إلى الاردن طالبا حق اللجوء السياسي وقيام الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة تركية فانتوم من طراز قديم حتى بدأ بعض المراقبين بالحديث عن سيناريوهات مواجهة اقليمية تمهيدا لإسقاط نظام الأسد في دمشق.

وتزامنت هذه الاحداث مع نشر نتائج استطلاع للرأي قامت به مؤسسة بيو الأميركية في المنطقة لتحديد الموقف من النظام السوري، وبين الاستطلاع ان هناك ٨٩٪ من الأردنيين و ٦٧٪ من الأتراك مع الاطاحة بنظام الأسد. وبعيدا عن نظرية المؤامرة فإن استطلاع الرأي يخدم توجهات القيادتين الأردنية والتركية في الموقف من سوريا. لكن لتركيا حسابات تتعلق بالقضية الكردية تفرض عليها نمطا في التعامل مع الأزمة السورية، فالهدف الاستراتيجي التركي في سوريا هو الاستقرار وهذا لا يعني استمرار النظام، ومع ذلك فإن أنقرة لا تتحكم بديناميكية الحراك داخل سوريا. أما الاردن فليس له موقف استراتيجي واضح وإنما موقف متطور مع تطور الأحداث لذلك من السهل توريطة في مواجهات مستقبلية لأن موقفه يستند على ردات الفعل بدلا من الاستباق والاشتباك والمبادرة الايجابية التي تخدم مصالح الاردن.

وعلى نحو لافت تخفق كل من أنقرة وعمان في صياغة موقف يؤثر في مجرى الأحداث في سوريا. والأمر نفسه ينطبق على الدول الخليجية المتحمسة لتغيير نظام الاسد، فهي دول لم تدرك بعد أن التغيير بهذا المستوى (في بلد وصلت فيه العلاقة بين النظام والمعارضة إلى نقطة اللا عودة وفي حالة من عدم قدة اي من الطرفين حسم المواجهة) يحتاج إلى قرار دولي لم ينضج بعد وإن كان هناك تفاهمات اميركية روسية جديدة. فالنظام السوري يتمتع بشبكة من التحالفات الاقليمية هي أكثر تماسكا وتستشعر خطرا يحيط بها جميعا من جراء هزيمة النظام السوري في حين أن حلفاء المعارضة السورية لا يستشعرون بنفس الخطر والجميع يعاني من انكشاف استراتيجي لا يمكن معالجته إلا بتدخل دولي.

لذلك فالقدرة على صنع الفرق في المعادلة السورية الداخلية لا تأتي بقرار من عمان أو أنقرة أو حتى دول الخليج وإنما من تفاهم روسي أميركي. فالرئيس بوتين الذي يريد أن يكون له رأي فيما يجري يخشى من تدخل دولي بقيادة الناتو يترك روسيا من دون أصدقاء في المنطقة ويساهم في اضعاف المكانة لروسيا التي تحاول استعادة شيئا من صورتها إبان الحرب الباردة. لكن موسكو تدرك أن ذلك لضرب من الخيال دون موافقة أميركية على دور روسي.

ويدرك بوتين أن المرشح الجمهوري ميت رومني يعرف روسيا بالخصم الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وبالتالي من الأفضل له ولروسيا التعامل مع الأزمة مع ادارة أوباما ومساعدة الرئيس أوباما في معركة اعادة الانتخاب بدلا من التعامل مع ادارة جمهورية ترى الرئيس بوتين بأنه امتداد ل الكي جي بي


وفي المقابل، لا يريد اوباما التورط بتدخل عسكري في موسم الانتخابات ولا يمكن له من فرض رؤيته دون التفاهم مع روسيا، لذلك رأينا بعض المحللين السياسيين امثال ديفيد اغناتشيوس يطرح فكرة أن تكون روسيا عرابة حل المسألة السورية على أن تكون نتجية الجهد الروسي تنحية الرئيس السوري


وقد وفرت مناسبة قمة العشرين فرصة للقاء الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي للحديث عن الملف السوري، وتفيد التسريبات أن ثمة اتفاق على صفقة بدت ملامحها واضحة تنتهي بتنحية الرئيس السوري والحديث هنا عن اطار زمني لا يتعدى الشهرين يتنحى بموجبه الرئيس السوري ويتسلم نائبة فاروق الشرع منصب الرئيس بشكل انتقالي حتى يشرف على العملية الانتقالية بشكل يضمن عدم هيمنة الاسلاميين. وبموجب هذا الاتفاق سيغادر الرئيس السوري للخارج وهنا الحديث عن ايران او روسيا لاستقبال الرئيس السوري. وقد تناول الجانبان الروسي والأميركي بعض التفاصيل مثل دخول قوات حفظ السلام الدولية بمشاركة عربية لسوريا لضبط الأمن وانتخاب مجلس انتقالي لوضع دستور لوضع دستور جديد مع الاتفاق على اجراء انتخابات عامة في سوريا في حزيران من العام القادم.

لكن يبقى السؤال الأهم وهو ماذا لو رفض الرئيس السوري التعامل مع هذه الصفقة، هل سينفتح صندوق الشرور عندها؟!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير