إلى وزير العمل
علي الجازي
يا معالي الوزير المحترم , إن الإتفاق الذي اُبرم بليل مع أباطرة الفوسفات ومتسولي المناصب وتُجار الولاءات الزائفة الذين إعتادوا التطفُّل على أرزاقنا وحياتنا هو إتفاق فاسد , وليس الفساد هو الفساد المالي فقط بل إن التعدي على وظائف أبناء البادية الجنوبية في الشركات القائمة بمناطقهم هو فساد إداري وأخلاقي لا يليق بمن حَملَ المسؤولية وتصدى للخدمة العامة .
ونصدقك القول أن ما سمعناه منكم قد أمّلنا خيرا بعد طول صبر , لكن ما نراه بأعيننا واقعاً مراً قد أفقدنا الثقة بكل كلام وكل وعد بل وبكل شئ , نحن لا نطلب كرامةً من أحد فالكريم لا يُكرَّم في بيته , دعو أبناءنا يعملون بباديتهم ولا تختبرو صبرهم فصبر البدوي يُقاس بالأسباب ولا يُقاسُ بالمدة وأنتم لم تتركوا لصبرهم أسباب .
فكن يا معالي الوزير ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا تكن ممن أخذته العزة بالإثم فكان من الخاسرين , وأخيرا فإنني اُذكر نفسي وإياكم بقول العلي القدير:
" قل هل نُنَبئكم بالأخسرين أعمالا , الذين ضَل سَعيُهم في الحياةِ الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا "
صدق الله العظيم