jo24_banner
jo24_banner

اذ «كرونا» كل سنة مرة

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : أحاول جاهداً أن أصفّي نيتي بأدق وأكفأ وأنعم المصافي النفسية، وان أفكر بحسن نية تطابق او تتفوق على حسن نيّة هيفاء وهبي ، لكن للأسف كل ما أراه وادقق به من أحداث حول العالم لا يمكن أن يجري بحسن نية مطلقة ..
تذكرون معي موضة «جنون البقر» التي ظهرت وترعرعت في آواخر التسعينات من القرن الماضي ، وكيف دبّ الهلع في العالم أجمع من هذا المرض الجديد والخطير، فأعدمت الأبقار، وقوطعت اللحوم، وتضررت منتجات الألبان كلها خوفاً من المسّ البقري مع ان المسّ البشري أخطر وأبشع..ترى أين هو المرض الآن؟؟.
ومن يحمل ذاكرة حديدية...يذكر موضة «الحمى القلاعية» التي انتشرت وشاعت مباشرة بعد جنون البقر حتى أصبحت الشاغل الأكبر للعالم. ففي المملكة المتحدة عام 2001 فرضت الحكومة البريطانية قتل الكثير من الماشية وإلغاء العديد من المناسبات الرياضية والترفيهية خوفاً من «الحمّى العالمية»..ترى اين هو المرض الآن؟؟..ومن يملك ذاكرة فضية... يعرف انه بعد جنون البقر والحمى القلاعية ..ظهر مرض الالنهاب الرئوي الحاد «سارس» الذي بدأ في الصين وبعض مناطق شرق آسيا وامتدت إشاعاته الى أمريكا الشمالية ، في ذلك الوقت تم التحذير من القطط المنزلية والحيوانات الأليفة لأنها الناقل الرسمي والحصري لبث زكام وفيروسات هذا المرض..حتى صار الإنسان الأسيوي في نظر العالم عبارة عن متّهم بــ»السارس» حتى تثبت براءته..أين هو المرض الآن؟؟.
ومن يملك ذاكرة ذهبية ..يعرف انه بعد جنون البقر والحمى القلاعية وسارس ..ظهرت قصة «الجمرة الخبيثة» التي تنقل العدوى من خلال الجهاز التنفسي لدى البشر بأعراض تشبه الانلفونزا وتستمر لعدة أيام، تليها انهيار شديد (وغالبا ما يكون مميتا) في الجهاز التنفسي، طبعاً الماعز والأبقار والأغنام هي الوكيل والموزع المعتمد للجمرة الخبيثة في العالم..أين ذهب المرض الآن؟؟
ومن يملك ذاكرة بلاتينية..يعرف ان موضة انلفونزا الطيور جاءت في عام 2004، وهو ذلك المرض الذي ينتقل من الطيور الى الانسان مسببة أعراض ومشاكل تنفسية قاتلة..تلتها بعد ذلك انفلونزا الخنازير وأخذت مجدها عام 2009..ويحق لنا ان نتساءل اين انفلونزا الطيور والخنازير الآن؟؟...
الآن سوق «الكورونا» ...برأي الشخصي هي أحدى حلقات المسلسل الرعب الطويل ( اعطس وافطس).. وهي واحدة من الأعمال الكاملة التي يروّج لها بين الفترة الثانية من قبل لوبيات الاعلام العالمي ، وشركات الأدوية والأمصال ، وربما تديرها صراعات غذائية واقتصادية كبرى التي تتنافس على اقتحام الأسواق العالمية وإرهاب البشرية من منتجات محددة...
طيب لماذا لا تأتي الفيروسات إلا من أطعمتنا...مثل البقر والأغنام والماعز والابل والطيور..وحتى الخنازير(بالنسبة للغرب)...لماذا لا نسمع عن انفلونزا التماسيح مثلا؟؟....
بالتأكيد نحن لا ننكر وجود «الكورونا» او سابقاته ولا ننفي خطورته او عدواه ، لكن التهويل من كورونا والفزع العالمي مبالغ فيه بشكل كبير جداً، فالصيت أكبر من الفعل الحقيقي لهذا المرض العادي..
سؤال..كم حالة وفاة للكورونا في الوطن العربي؟؟ الا نفقد يومياً المئات والآلاف بالمشاجرات والغزوات العربية العربية ..ثم ان تصادم حافلتين ....او تفجير مفخخ..او قصف منظّم...يقتل أضعاف ما ستقتله الكورونا لمدة قرن كامل...
فيروس التطرّف..وفيروس الاستبداد أكثر خطورة وفتكاً من فيروس «العطاس»!!..
ايها الانسان لا تفزع الا من نفسك!!


الرأي
تابعو الأردن 24 على google news