هل ينتصر أوباما لغزة على مائدة إفطار المسلمين؟
منار حافظ - على مائدة إفطار الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيجلس المسلمون اليوم للتحدث عن سماحة الدين الإسلامي، ودعوته التي نشرت الحب والسلام.
مأدبة الإفطار التي يقيمها أوباما في البيت الأبيض تهدف لجمع المسلمين الذين قدموا ولاءهم والكثير من الخدمات للولايات المتحدة الأمريكية، وتهنئتهم بشهر رمضان الفضيل.
أوباما يبارك طقوس الآخرين في بلاده ليظهر مدى الحرية التي يتمتعون بها على أن يكون كل الحوار هدفه رفعة "أمريكا".. ماذا عن الشعوب العربية هل سيذكرهم كبار المسلمين على وليمة "العم سام"؟
ماذا عن غزة هل سيكون العدوان "الإسرائيلي" عليها محط اهتمام الجالسين على مائدة الإفطار وشعب بأكمله يتناول رماد القصف بترسانة عسكرية "أمريكية"؟!
على مائدة الإفطار سيلقي أوباما خطابا منمقا ويسمع ضيوفه، وستصور شاشات التلفاز ما يتلوه رئيس الحرية عن أهمية المسلمين كأحد مكونات دولته العتيدة.. ماذا عن تحكم "اللوبي الصهيوني" بنظام حكم بأكمله وحياة تتشكل وفق رغباته ألن يكون لهذا نصيب من الحديث؟ أو بالأحرى ألن تطغى الهيمنة "الإسرائيلية" على الخطابات الأمريكية كما جرت عليه العادة؟
اعتاد العرب والمسلمون أن لا يقف معهم في مآزقهم أحد حتى هم، وأن يكونوا مجرد فرائس تتقاسمها الدول العظمى .. لكن الأدهى والأمر من كل هذا هو أن يُقَدموا على طاولة الإفطار الأمريكية ليأكلوا لحم بعضهم في حفل بهيج تعبيرا عن التهنئة بشهر رمضان.
هل سيتناسى الضيوف في تلك اللحظات شعوبا أبيدت في العراق وأخرى في سوريا، وشعبا أعزل يذبح كل يوم في فلسطين بمباركة أمريكية؟
هل سيتذكر الضيوف الأزمة المصرية وتلك اليمنية والمشاكل التي تواجهها دول المغرب العربي؟ هل سيتذكرون الدعم الأمريكي لكثير من جرائم حكام العالم الثالث ؟ هل سيتذكرون لماذا تغربوا عن ديارهم وتوجهوا لأمريكا؟ أم أن احترام مكارم الضيافة تستوجب عليهم التزام أدب الطعام والصمت على مائدة "اللئام"؟.
لسنا بصدد لوم مسلمي وعرب أميركا فهم بالنهاية اعتادوا العيش في بلاد وفرت لهم الكثير أجرا لما صنعوه لها، مقابل أقل القليل الذي قدمته الأنظمة العربية لهم في بلادهم الأم ، لكن اللافت هو هذه الدعاية الأمريكية السياسية المستمرة والتي تظهر بوجه منافق يظهر الخير للغير ويبطن في داخله مصالح تقدم على طبق من ذهب لحليفها الإستراتيجي"الكيان الإسرائيلي".
يقول الرئيس الأمريكي: "إن شهر رمضان يعيد إلى الأذهان المسؤولية المشتركة تجاه المعاملة الحسنة، وكذلك المبادئ الأساسية التي يلتزم بها أصحاب سائر الأديان وهي السلام والعدل والمساواة".
ما يجري اليوم في العالم العربي الإسلامي يحتاج من الرئيس أوباما أن يطبق مبادئه التي "يعتقد بها" على أرض الواقع لا مجرد كلام للتداول الإعلامي.
في كل عام على مدار حكمه للولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أوباما أنه مهتم باستقبال المسلمين على مائدة الإفطار متمنيا لهم شهر صوم كريم في أجواء فرح وسلام، فهل سعى الرئيس حقا لنشر هذا السلام؟!.