2024-11-12 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عقل بلتاجي وسوق السكر.. استمرار لحكاية قطع الأرزاق

عقل بلتاجي وسوق السكر.. استمرار لحكاية قطع الأرزاق
جو 24 : أحمد الحراسيس - شهدت منطقة وسط البلد في ساعة متأخرة من ليل ثاني أيام العيد وحتى مطلع فجر اليوم الثالث توترا ملحوظاً واستنفاراً من قبل أصحاب محال وبسطات داخل وعلى أطراف "سوق السّكّر" بعد حضور آليات أمانة عمان رفقة قوات الأمن والدرك لغاية هدم وإزالة أجزاء من مدخل السوق المحاذي لـ"سبيل الحوريات" بهدف تقسيم الشارع إلى مسربين.

سوق السكر كما يعلم مرتادوه من الباحثين عن "فواكه وخضروات" بجودة مميزة وأسعار زهيدة، يضم تجاراً وبائعين من مختلف مناطق عمان الشرقية ووسطها، بخاصة جبل التاج وجبل الجوفة والأشرفية وجبل القلعة، وجميعها مناطق معروفة بالفقر وقلة الحيلة، ولم يلجأوا للعمل المتعب في السوق ووراء البسطات إلا لانسداد باقي السبل أمامهم، وهو ما يبدو أن أمين عمان عقل بلتاجي يجهله تماما..

أولئك الشباب الذين يحمل عدد لا بأس به منهم شهادة "بكالوريوس"، وهم في معظمهم من أبناء حي الطفايلة، وقفوا طيلة الليل في المكان الذي يسترزقون فيه، رافضين الانصياع لـ"رغبات" البلتاجي التي اعتبروها استهدافاً لهم كـ"ابناء حي الطفايلة"، وتساءلوا حول خلفية قراره "هي سياسية بامتياز وليست تنظيمية كما يدّعي؟!"، وانتقدوا أي مسؤول يدخل توجهاته السياسية ومرجعياته في عمله.. حتى لو كان بلتاجي.

ربما يعتقد الرجل الذي جاء بهالة إعلامية غير مسبوقة، عززها بحركات أشبه بالتمثيلية، ان أصحاب البسطات "الملتزمين حقا" اختاروا الوقوف تحت أشعة الشمس ولساعات طويلة ترفا، لا قسرا، وانهم فضّلوا ذلك العمل على وظائف وفرتها الدولة لهم في المؤسسات الخاصة والحكومية، فقرر بلتاجي استهداف مصدر رزقهم ذلك لاجبارهم على قبول وظائف يُفترض أن توفّرها الدولة لأبنائها.

حقيقة، لا يُسجل للبلتاجي منذ توليه مسؤولية أمانة عمان أي نجاح كبير أو تميّز، على العكس تماماً، فقد اقتصر عمله على اثارة الجدل دائما، بداية من مشهد "قشاطات الحسيني وعمان تغرق بالأمطار"، ثم شلل الحركة في عمان 10 أيام بسبب ثلوج أليكسا التي لم تزلها أو تعالجها كوادر الأمانة، ومرورا بقرار وقف تراخيص محال القهوة السائلة، ولاحقا قرار منع الأراجيل ومقترح تحويلها إلى مراكز تعليم موسيقى أو تحفيظ قرآن، وأخيرا محاولات ازالة الأسواق الشعبية والغائها. ولم يسجّل الرجل تقدّما في الأمور التنظيمية التي تهم أبناء عمان فعلا، كشبكة الصرف الصحي التي بتنا نخشى أقل زخة مطرية كي لا نغرق فيها، وحل المشاكل الإدارية والترهل الذي تعيشه مؤسسة الأمانة نفسها، والمشكلات المرورية في الشوارع الحيوية، ومشكلة النظافة التي تعانيها مختلف مناطق العاصمة.

وبالعودة لرغبة البلتاجي بتحويل شارع سبيل الحوريات إلى مسربين وازالة جزء من سوق السكر، يعلم أبناء وسط المدينة أن شارع "قريش" والموازي له "شارع طلال"، يفصل بينها عدة فتحتات ومسارب، نحو 9 مسارب، ويمكن للبلتاجي -إن كانت رغبته مجرد اتخاذ قرار- أن يختار أيّا من تلك التسعة مسارب والتعديل عليه دون أن يؤثر على أحد، وأما إن كان هدفه التنظيم حقا، فكلّ ما عليه أن يطلب من ادارة السير عدم اغلاق الـ"U-تيرن" المقابل لمكتبة الأمانة والذي لا يبعد عن شارع سبيل الحوريات أكثر من 100 متر، ولن يزعج بذلك أحدا.. إلا إن كان الرجل يستهدف فعلا أبناء مجتمع معيّن كما قال المحتجون خلال وقفتهم أمس.

لطالما رفع أبناء عمان الشرقية أصواتهم لمطالبة الأمانة بالقيام بمسؤولياتها من حفاظ على النظافة، واصلاح شوارعهم التي تحول بعضها إلى "ترابية بدلا من اسفلتية" لكن أحدا لم يكن يستجب لتلك النداءات والمطالبات، واليوم يوجّه بلتاجي جرافاته وآلياته للقضاء على مصدر رزق أولئك المهمّشين.


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير