مفاوضات التهدئة وقضية سلاح المقاومة
ياسر الزعاترة
جو 24 : ما كان مجرد ظن وتحليل حين طرحت المبادرة المصرية قبل ثلاثة أسابيع أصبح واقعا ملموسا، ويبدو أن ربط المبادرة بين فتح المعابر واستقرار الأوضاع الأمنية إنما كان يعني في واقع الحال نزع سلاح المقاومة، ذلك أن وجود الأنفاق والسلاح، فضلا عن الصواريخ يعد ضربا للاستقرار الأمني، بحسب ما يفهم أولئك.
بعد كيري الذي تحدث قبل أسبوع عن نزع سلاح المقاومة إثر الشتائم التي تعرض لها بعد مبادرته .. بعد ذلك توالت التصريحات حول نزع ذلك السلاح؛ أولا من القادة الصهاينة، وثانيا من الأمريكان، ومن ثم من الاتحاد الأوروبي الذي ربط بين إعادة الإعمار وبين نزع السلاح.
واللافت في هذا الشأن أن مسألة نزع السلاح لا زالت تُربط بعودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي حظي بدعوات تصب في هذا الاتجاه لم تتوقف خلال الأيام الماضية من لدن القادة الصهاينة والكتاب والمحللين، بل أيضا من الصحف الغربية أيضا، وكلها تفضل وجود رجل تم اختباره في الضفة الغربية، فقدم للصهاينة أمنا لم يحلموا به منذ عقود؛ أعني عباس.
الطرف الليكودي العربي لم يتحدث في هذا الشأن، لكن موقفه بالغ الوضوح، فهو مع عودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وقد يرى آخرون إعادته إلى محمد دحلان، ربما لكي يكون الخليفة الجاهز لعباس الذي سيتم عامه الثمانين بعد شهور، وحين يحدث ذلك فإن نزع سلاح المقاومة يغدو أمرا طبيعيا؛ لأن الدولة العتيدة لا تحتمل سلاحا غير سلاح الشرعية، وهي سيكون لها سلاحها تاليا بعد أن تتحكم بالوضع.
في القاهرة تصاعدت وتتصاعد الضغوط على الوفد الفلسطيني المفاوض، بخاصة على ممثلي حماس التي يُراد لها أن تخرج بصورة المهزوم، لأن ذلك هو المسار الوحيد الذي يريح نتنياهو والليكود العربي. ويبدو أن الهدف من كل تلك الضغوط يتمثل في مقايضة المطالب الإنسانية لأبناء قطاع غزة بنزع السلاح، ولو تم ذلك بعد حين مع الإبقاء على صيغة التفاهمات غامضة، ومن دون تلبية الشروط الصريحة لفك الحصار مثل إنشاء المطار والميناء، ولو بإشراف دولي، فضلا عن وضع قيود على إدخال مواد البناء لأجل إعادة الإعمار.
لا مجال والحالة هذه أمام المفاوض الفلسطيني، وبخاصة وفد حركة حماس غير رفض الضغوط، ولو أدى ذلك إلى عودة القتال، فالمقاومة التي ربحت في ميدان المقاومة لا يمكن أن تكون يدها هي السفلى في ميدان التفاوض، وحين خرجت الجماهير الغفيرة في قطاع غزة إلى الشوارع، فهي إنما كانت تبعث برسالتها الواضحة من أحل دعم الفريق المفاوض، تماما كما هو حال خروج الناطق باسم كتائب القسام بخطاب واضح في ذات الاتجاه.
يحتاج الوفد الفلسطيني إلى مزيد من الدعم بكل تأكيد، ولا شك أن على جماهير شعبنا في الضفة الغربية واجب كبير من أجل دعم المقاومة في هذه المفاوضات العسيرة والصعبة في ظل وجود إرادة واضحة من قبل نتنياهو وداعميه عنوانها تركيع حماس والمقاومة كمقدمة لتركيع القضية، بل والأمة جمعاء لكي تكف عن المطالبة بالتغيير، وحتى الإصلاح.
خلاصة القول هي أنْ يعود الوفد من القاهرة وتنتهي المفاوضات نهائيا، خيرٌ من أنْ يعود باتفاق هزيل، أما إعادة الإعمار فيمكن أنْ تتم من خلال جيوب الطيبين والمخلصين من أبناء هذه الأمة، وهم كثر، ولديهم القدرة..
المقاومة جاهزة لجولة طويلة من القتال والاستنزاف، وإذا كان نتنياهو جاهزا لاحتمال الخسارة الإعلامية، وربما انتفاضة في الضفة، فضلا عن خسائر المواجهة فليفعل، لكن المقاومة لن تقبل بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل المعركة مهما كانت الظروف والضغوط.
الدستور
بعد كيري الذي تحدث قبل أسبوع عن نزع سلاح المقاومة إثر الشتائم التي تعرض لها بعد مبادرته .. بعد ذلك توالت التصريحات حول نزع ذلك السلاح؛ أولا من القادة الصهاينة، وثانيا من الأمريكان، ومن ثم من الاتحاد الأوروبي الذي ربط بين إعادة الإعمار وبين نزع السلاح.
واللافت في هذا الشأن أن مسألة نزع السلاح لا زالت تُربط بعودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي حظي بدعوات تصب في هذا الاتجاه لم تتوقف خلال الأيام الماضية من لدن القادة الصهاينة والكتاب والمحللين، بل أيضا من الصحف الغربية أيضا، وكلها تفضل وجود رجل تم اختباره في الضفة الغربية، فقدم للصهاينة أمنا لم يحلموا به منذ عقود؛ أعني عباس.
الطرف الليكودي العربي لم يتحدث في هذا الشأن، لكن موقفه بالغ الوضوح، فهو مع عودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وقد يرى آخرون إعادته إلى محمد دحلان، ربما لكي يكون الخليفة الجاهز لعباس الذي سيتم عامه الثمانين بعد شهور، وحين يحدث ذلك فإن نزع سلاح المقاومة يغدو أمرا طبيعيا؛ لأن الدولة العتيدة لا تحتمل سلاحا غير سلاح الشرعية، وهي سيكون لها سلاحها تاليا بعد أن تتحكم بالوضع.
في القاهرة تصاعدت وتتصاعد الضغوط على الوفد الفلسطيني المفاوض، بخاصة على ممثلي حماس التي يُراد لها أن تخرج بصورة المهزوم، لأن ذلك هو المسار الوحيد الذي يريح نتنياهو والليكود العربي. ويبدو أن الهدف من كل تلك الضغوط يتمثل في مقايضة المطالب الإنسانية لأبناء قطاع غزة بنزع السلاح، ولو تم ذلك بعد حين مع الإبقاء على صيغة التفاهمات غامضة، ومن دون تلبية الشروط الصريحة لفك الحصار مثل إنشاء المطار والميناء، ولو بإشراف دولي، فضلا عن وضع قيود على إدخال مواد البناء لأجل إعادة الإعمار.
لا مجال والحالة هذه أمام المفاوض الفلسطيني، وبخاصة وفد حركة حماس غير رفض الضغوط، ولو أدى ذلك إلى عودة القتال، فالمقاومة التي ربحت في ميدان المقاومة لا يمكن أن تكون يدها هي السفلى في ميدان التفاوض، وحين خرجت الجماهير الغفيرة في قطاع غزة إلى الشوارع، فهي إنما كانت تبعث برسالتها الواضحة من أحل دعم الفريق المفاوض، تماما كما هو حال خروج الناطق باسم كتائب القسام بخطاب واضح في ذات الاتجاه.
يحتاج الوفد الفلسطيني إلى مزيد من الدعم بكل تأكيد، ولا شك أن على جماهير شعبنا في الضفة الغربية واجب كبير من أجل دعم المقاومة في هذه المفاوضات العسيرة والصعبة في ظل وجود إرادة واضحة من قبل نتنياهو وداعميه عنوانها تركيع حماس والمقاومة كمقدمة لتركيع القضية، بل والأمة جمعاء لكي تكف عن المطالبة بالتغيير، وحتى الإصلاح.
خلاصة القول هي أنْ يعود الوفد من القاهرة وتنتهي المفاوضات نهائيا، خيرٌ من أنْ يعود باتفاق هزيل، أما إعادة الإعمار فيمكن أنْ تتم من خلال جيوب الطيبين والمخلصين من أبناء هذه الأمة، وهم كثر، ولديهم القدرة..
المقاومة جاهزة لجولة طويلة من القتال والاستنزاف، وإذا كان نتنياهو جاهزا لاحتمال الخسارة الإعلامية، وربما انتفاضة في الضفة، فضلا عن خسائر المواجهة فليفعل، لكن المقاومة لن تقبل بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل المعركة مهما كانت الظروف والضغوط.
الدستور