وستشرق الشمس أيضا مجموعة قصصية للدكتور عصام الموسى
مجموعة قصصية جديدة بعنوان (وستشرق الشمس أيضا) صدرت حديثا للدكتور عصام الموسى عن الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى .
تشتمل القصص على أربع مجموعات , ثلاث منها أصدرها الكاتب منذ بدأ يكتب القصة القصيرة أوائل سبعينيات القرن الماضي , تعكس في مجملها تجربته الأدبية على مدار أربعين عاما ، والتي توجت إبداعيا بإصدار رواية (بقايا ثلج) عام 2007 .
وزعت المجموعة على اربعة فصول الاول منها يحمل اسم الخريف، وجاء بعنوان (المحاكمة)، ويضم القصص العشرة التي نشرت بعد العام 2002 حتى وقتنا الحالي.
يفتتح الفصل بقصة (خفقة ضائعة) التي نقرأ فيها: "...انهمرت دمعتان جمدتا في محجريهما..مسحتهما برفق بينما كانت تغلق التلفاز وتنسحب الى مخدعها..لم تكن وحيدة.. رافقتها خفقة قديمة ظنت انها ضاعت الى الأبد..لم تكن كذلك: ما كان منا يبقى فينا، حتى الذكرى..قالت لنفسها".
وفي قصة (ما تقوله النسائم للشمس على قمة الجبل) نقرأ " استمد شجاعة من نظرة الأمل التي شعت في عينيها , ذكرته نظرتها باللحظات الحلوة : لحظات القوة ، حين كان يرنو لعينيها ويرى فيهما بساتين ورود , وأشجارا باسقة وربيعا ازليا : كان لا بد ان يواصل : لأجل العينين وما ملكتا من سحر الماضي والحاضر " .
وعند قصة (المحاكمة) تتراجع الرومانسية دافعة الى الأمام واقعية قاسية ، حين يذهب معلم الجامعة، باني الجيل ، الى القاضي، رافعا دعوى قضائية ضد نفسه.
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان :الشتاء والقفز،الذي يشتمل على قصص مجموعة ( القفز في العينين) التي صدرت عن الامانة ايضا العام 2002 ، وتضم ست عشرة قصة، قال فيها الناقد العراقي مؤيد البصام ان هذه القصص تحمل جماليات التعبير في أطروحاتها حول البعد الإنساني الذي يعتمل في داخل القاص، وتناقش الحال الاجتماعية لشريحة واسعة من الجماهير، وفي ثناياها علائق الغربة والحنين والتغني بالوطن ومشاركة البسطاء مآسيهم .
أما الفصل الثالث بعنوان : الربيع وانعدام الوزن , فيشتمل على قصص مجموعة (انعدام الوزن)، التي صدرت عن رابطة الكتاب الأردنيين عام 1984 ، وتضم ثماني قصص (من أصل 11)، وصفها الناقد محمد المشايخ بقوله " وخلود هذه القصص في ذهن القارئ نابع من كونها تمس مواقع الجراح التي يعاني منها الكادحون اجتماعيا والمضطهدون سياسيا , وللقاص اسلوبه الخاص في الغوص الى اعماق الحدث".
ويصف حمودة زلوم قصة المجموعة(محاولة العودة للحديقة) بقوله: "أبدع عصام في تشخيصه الأرض باستخدام رمز الأم , واستعمل الرمز كأفضل ما يكون الاستخدام من تساوق في المعنى وتناغم في الإيقاع وصدق في التعبير".
اما الفصل الرابع: الصيف والحكايا فيشتمل على مجموعة قصص (حكايات الفارس المدحور) التي صدرت عن نادي خريجي الجامعة الأردنية عام 1972، وضمت ثماني قصص حيث وصف محمود سيف الدين الإيراني – القاص بعد ان نشر له في مجلة أفكار قصصه الأولى في معرض تقديمه للمجموعة بقوله : "وانه والله لصاحب فن قصصي يقوم على الاستعداد والموهبة والثقافة وقوة الملاحظة والمقدرة على استبطان دخائل نفوس شخوصه , وفي قصصه يميل الى مزج الواقع بالحلم".
يقول الموسى أن له قصة اخرى في المجموعة بعنوان (حين كانت الشمس تتهادى) ، اضافة الى القصة وهي ( ما تقوله النسائم للشمس على قمة الجبل) .
يضيف المؤلف في مقدمة كتابه :" ما أروع ان يصحو الانسان كل صباح، ويزيح الستارة عن النافذة، فيرى يوما جديدا تشرق شمسه في السماء الزرقاء تدفع في القلب رعشة مليئة بأمل ان يكون هذا اليوم أجمل من الأمس الذي انتهى وانقضى .
طالما استمتعت بكتابة القصة القصيرة: فقد حلقت مع كلماتها الى آفاق جديدة، وارتحلت مع حروفها على أجنحة خفاقة، وخيال حالم بأن تشرق شمسنا عن يوم لا نظير له، نكون فيه قد حققنا ذواتنا، وصغنا عالما كاملا عادلا مليئا بالحب والعز والشهامة والنقاء والصدق والكرامة". بترا