قرى سورية مقابل الإفراج عن الرهائن الأتراك
أصبحت اللعبة التركية واضحة للعيان لمن يلعب بالسياسة, والقاصي والداني يعلم أن كل خطوة لها ثمن يدفع, خبر عاجل ورد دون سابق إنذار على أن الرهائن الأتراك قد وصلوا تركيا سالمين, ونحن نقول لهم الحمد لله على سلامتكم.
لقد كان ثمنكم غاليا جدا مقابل إطلاق سراحكم ولكن على حساب شعب لدولة اخرى جرى نزع بيوتهم وخطف رجالهم ونسائهم وتهجير من تبقى إلى أين إلى بلادكم التي وصلتم لها,فلقد كان وصولكم هو وقت وصول المهجرين أيضا ولكن انتم رجعتم إلى بيوتكم وهم ذهبوا إلى الخيام والعراء يبكون أبناءهم وإبائهم وأمهاتهم وإفراد عائلاتهم.
عندما صرح الناطق الإعلامي للحكومة التركية عن إطلاق سراحكم ركز على نقطة مهمة أن عملية الإفراج عنكم دون أن يدفعوا شيئا للخاطفين أو بدون مقابل من الخزينة التركية وهذا كان صحيحا وأكيدا ,لان الحكومة التركية اتفقت مع الخاطفين على أن يكون الثمن لإطلاق سراح الرهائن يدفع متزامنا مع إطلاق سراحكم وهذا ما تم فعلا.
في يوم الجمعة استولى تنظيم الدولة الإسلامية على 40 قرية سورية يسكنها الأكراد ومحاذية للحدود التركية وفي اليوم التالي استولى على 20 قرية أخرى وأصبح المجموع 60 قرية وعينة على مدينة عين العرب (120 كيلو متراً شمال شرق حلب( وتم تهجير أكثر من 50 الفا من الأهالي إلى بلادكم وكون بعض منكم في السلك الدبلوماسي ستعملون على توفير المسكن لهم!
ما فعلته تركيا هي مسرحية مبرمجة وحبكة تسيطر بها على جميع الخطوط والحبال في الوضع العراقي والسوري والعربي حتى وتلعب على جميع الحبال دون خطابات أو كلمات كما يفعل العرب الذين لا يعرفون أين تأخذهم الأمواج السياسية, فقط دور العرب والمسلمين هو دفع الأموال وتسخير أبواقهم الإعلامية للدول الاخرى وهناك مهمة اخرى كبيرة هي الاقتتال بينهم وتدمير ما تبقى في العالم العربي وضرب اقتصادهم وتدمير دولهم بأيديهم,العالم يخطط ونحن العرب ننفذ المطلوب على حساب شعوبنا العربية والإسلامية.
استفادت تركيا الكثير مما فعلته زيادة الثقة بالعلاقة المتينة مع الدولة الإسلامية ومع الجماعات الاخرى أيضا التي سبق وان وفرت لهم تركيا جميع الإمكانيات من التسليح والتدريب وإدخالهم إلى كل من العراق وسوريا والتكاليف على حساب بعض الدول العربية .
والفائدة الاخرى ضرب الأكراد الذين يسكنون في القرى المحاذية للحدود التركية والذين يدعمون الأكراد الأتراك الذين يطالبون بحقوقهم ,وإلقاء القبض على المطلوبين من الأكراد الفارين إلى هذه القرى وهذا شرط أساسي مع الدولة الإسلامية بتسليمهم للحكومة التركية,والعمل على الخلاص من تلك القرى وتشتيت مواطنيها.
أما أهم الفوائد لها هو ضرب الشعب السوري والضغط على الحكومة السورية وخلق عبء جديد للنظام السوري بإدخال اكبر عدد من مقاتلين الدولة الإسلامية الفارين من العراق بعد القصف الغربي لهم هناك وخلق ملاذ امن لهم في هذه القرى القريبة من الحدود التركية حتى يبقوا تحت رعايتهم وتوفير السلاح والمقاتلين والدعم لهم وبنفس الوقت شراء النفط السوري بسعر زهيد وإرساله وبيعه في أوروبا بسعر يوفر ربح ودخل للموازنة التركية.
صورة قاتمة لنا نقتل بعضنا البعض وندمر بيوتنا ونهجر أهلنا نحن العرب والمسلمين بأموالنا وإعلامنا ولا حوله ولا قوة لنا.
الكل يكسب ونحن نخسر , ولا نعرف لماذا؟؟!!