نقاش الحرب والطمأنينة
د. مهند مبيضين
جو 24 : النقاش يزداد ويرتفع حول وجوب او عدم المشاركة في التحالف الأربعيني ضد داعش، ونحن دولة لا تملك ترف الانتظار ورمانسية النخب في رغائبها بتحديد مهام الأمن الوطني وجعلها بيدهم، وعلى رأس هذا النقاش تأتي آراء الحركة الإسلامية فيما ذهبنا إليه كدولة، في لحظة يعدّ الاردنيون أنفسهم جميعا جيشا واحدا ضد تهديد بلادهم، والأردنيون لا يحبون اميركا ولا يجلسون مع مندوبيها كما جلس الإخوان وشيوخهم، لرسم ادوارهم الجديد من الأبواب الخلفية.
لقد قبلت الحركة الإسلامية بالاستعانة بامريكا على العراق وكانت الجماعة العراقية من الإخوان قد دخلت مع الغزاة أرض الرافدين العام 2004، وطالبت الجماعة في سوريا الولايات المتحدة بالتدخل ضد نظام الأسد، منذ بدأت الثورة السورية تخطو اقدامها نحو الحرية، لكن الحال في الأردن اليوم مختلف.
إذ استجابت جماعة الإخوان في الأردن للمشروع الإصلاحي الأميركي وقدمت ورقة اصلاحية العام 2005 بشكل سريع انفتاحا على دعوة الولايات المتحدة لمبادرات الإصلاح العربي، فالتقطوا اللحظة، وقدموا يومها مبادراتهم الإصلاحية التي حملت خطوطا عريضة حول التعددية والمشاركة السياسية والديمقراطية،ونظر البعض إلى الوثيقة بريبة حين فسروها انها مغازلة لواشنطن. والأهم من هذا كله، أن إجراء إصلاحات تعزز المشاركة والديمقراطية كان وما زال ينظر إليه على أنه أحد أدوات التوطين للاجئين وبالتالي تهديد هوية الدولة الأردنية.
اليوم يعود الإخوان للواجهة من ذات البوابة التي دخلوا إليها زمن الربيع العربي، لكن هذه المرة بشكل معارض للالتحاق بالتحالف الدولي الذي يستهدف القوى المتطرفة، وكأن الإخوان يقرأون المشهد المقبل، وهو إعادة فتح ملفاتهم بشكل اعنف بعد انقضاء غزوات التحالف الاربعيني ضد داعش، هكذا راهن يريب العقل الإخواني ويدخلهم في باب الحسابات ونذر العقاب، إذ أن ادارة المنطقة في الدول القريبة والمحيطة، سيتجه نحو الأمن وليس الإصلاح والتمكين السياسي للحركات الإسلامية.
هكذا بين يوم وليلة دخلت الريبة لقلب الجماعة، التي سترى لاحقا ان دائرة التضييق ستكون عليهم، في حال انتهت المواجهة، ذلك أن صورة الاعتدال التي التحفوا بها ستنتهي آجلا ام عاجلاً، وعليه فإنهم سيكونون هدفا جديداً ليس لامريكا بل للدولة التي قبلت بالتحالف مع الولايات المتحدة وشاركت في الحرب على داعش.
في ظل هذا الظرف، ظرف الحرب وقرع طبولها، وبعد ان تمّ تهديد الأردن مرارا، وبعد أن ارسلت التحذيرات، خرجت الجماعة وشيوخها وكأنهم يريدون تحديد أجندة الجيش العربي الأردني فيما هو مباح وما هو حرام برأيهم، وامس كانوا يتغنون ببطولة الشهيد فراس العجلوني ويستحضرون طقس الشهادة في المناهج، واليوم يأبون علينا أن نقوم بذات السلوك والاستجابة من نسور سلاحنا البواسل، ضد جماعة دمرت المقامات والمساجد وجزت الرقاب وقطعت الرؤوس.
وكيف لنا أن لا نستجيب، وهل نملك الانتظار، كي تصل الخلايا وتضرب بيوتنا ومدننا ومؤسساتنا؟ لقد أخطأت الجماعة التي ظلت دهرا لصيقة بالدولة، التي لم تضرب عنق أحد ولم تضيق العيش على شيوخ الجماعة وتركهم في وسع من ربهم، لذا يجب عليهم العودة والوقوف مع الجيش العربي ومع القيادة لحماية الوطن ودرء الخطر عنه.
لقد قبلت الحركة الإسلامية بالاستعانة بامريكا على العراق وكانت الجماعة العراقية من الإخوان قد دخلت مع الغزاة أرض الرافدين العام 2004، وطالبت الجماعة في سوريا الولايات المتحدة بالتدخل ضد نظام الأسد، منذ بدأت الثورة السورية تخطو اقدامها نحو الحرية، لكن الحال في الأردن اليوم مختلف.
إذ استجابت جماعة الإخوان في الأردن للمشروع الإصلاحي الأميركي وقدمت ورقة اصلاحية العام 2005 بشكل سريع انفتاحا على دعوة الولايات المتحدة لمبادرات الإصلاح العربي، فالتقطوا اللحظة، وقدموا يومها مبادراتهم الإصلاحية التي حملت خطوطا عريضة حول التعددية والمشاركة السياسية والديمقراطية،ونظر البعض إلى الوثيقة بريبة حين فسروها انها مغازلة لواشنطن. والأهم من هذا كله، أن إجراء إصلاحات تعزز المشاركة والديمقراطية كان وما زال ينظر إليه على أنه أحد أدوات التوطين للاجئين وبالتالي تهديد هوية الدولة الأردنية.
اليوم يعود الإخوان للواجهة من ذات البوابة التي دخلوا إليها زمن الربيع العربي، لكن هذه المرة بشكل معارض للالتحاق بالتحالف الدولي الذي يستهدف القوى المتطرفة، وكأن الإخوان يقرأون المشهد المقبل، وهو إعادة فتح ملفاتهم بشكل اعنف بعد انقضاء غزوات التحالف الاربعيني ضد داعش، هكذا راهن يريب العقل الإخواني ويدخلهم في باب الحسابات ونذر العقاب، إذ أن ادارة المنطقة في الدول القريبة والمحيطة، سيتجه نحو الأمن وليس الإصلاح والتمكين السياسي للحركات الإسلامية.
هكذا بين يوم وليلة دخلت الريبة لقلب الجماعة، التي سترى لاحقا ان دائرة التضييق ستكون عليهم، في حال انتهت المواجهة، ذلك أن صورة الاعتدال التي التحفوا بها ستنتهي آجلا ام عاجلاً، وعليه فإنهم سيكونون هدفا جديداً ليس لامريكا بل للدولة التي قبلت بالتحالف مع الولايات المتحدة وشاركت في الحرب على داعش.
في ظل هذا الظرف، ظرف الحرب وقرع طبولها، وبعد ان تمّ تهديد الأردن مرارا، وبعد أن ارسلت التحذيرات، خرجت الجماعة وشيوخها وكأنهم يريدون تحديد أجندة الجيش العربي الأردني فيما هو مباح وما هو حرام برأيهم، وامس كانوا يتغنون ببطولة الشهيد فراس العجلوني ويستحضرون طقس الشهادة في المناهج، واليوم يأبون علينا أن نقوم بذات السلوك والاستجابة من نسور سلاحنا البواسل، ضد جماعة دمرت المقامات والمساجد وجزت الرقاب وقطعت الرؤوس.
وكيف لنا أن لا نستجيب، وهل نملك الانتظار، كي تصل الخلايا وتضرب بيوتنا ومدننا ومؤسساتنا؟ لقد أخطأت الجماعة التي ظلت دهرا لصيقة بالدولة، التي لم تضرب عنق أحد ولم تضيق العيش على شيوخ الجماعة وتركهم في وسع من ربهم، لذا يجب عليهم العودة والوقوف مع الجيش العربي ومع القيادة لحماية الوطن ودرء الخطر عنه.