حزب اللـه في سوريا .. أي نزيف وأية جدوى؟!
ياسر الزعاترة
جو 24 : بوسع حزب الله أن يتحدث عن انتصاره على «التكفيريين» في معركة الأحد في جرود بريتال، وبوسعه أيضا أن يتحدث عن سحب 8 من جثثهم (يبدو أن نسي أنهم ليسوا يهودا حتى يجروا عمليات تبادل للجثث)، لكن العشرة الذين شيّعهم من قتلاه في ذلك اليوم سيقولون لجمهوره شيئا آخر يختلف عن البطولة التي يدعيها بعض المتحدثين باسمه.
وفيما حظي الحزب بمديح متواصل من قبل الفريق الماروني المتحالف معه ممثلا في الجنرال عون (بشار الراعي قال إنه «لولا حزب الله لكان داعش في جونية» الآن)، فإن فريقا مارونيا آخر (سمير جعجع) كان له رأي مختلف، الأمر الذي ينطبق على فريق شيعي، وإن بدا أقلية، مثّله هذه المرة الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأسبق للحزب، والذي اعتبر أن «تورط الحزب في سوريا هو الذي جلب الفتنة للبنان».
قبل أسابيع أعلن الحزب عن حملة لتجنيد 600 مقاتل لسوريا من إحدى المناطق بحسب ما نقلت مواقع لبنانية، فكانت النتيجة أن المتطوعين لم يتجاوزوا 150 شخصا، ما يعكس طبيعة المزاج الشعبي العام في ظل تواصل قدوم النعوش من لبنان، وعبثية المعركة برمتها، وهي عبثية تؤكدها تلك الانتصارات المتوالية التي يتحدث عنها حزب الله من دون أن تؤدي إلى حسم للمعركة التي سجلت جملة من التراجعات للنظام خلال الشهور الأخيرة، ربما بسبب انشغال إيران بالملف العراقي.
قل شهور طويلة أعلن حزب الله أنه «انتصر» في معركة القلمون على «التكفيريين»، لكن الانتصار لم يسفر عن وقف قدوم النعوش من لبنان واحدا إثر الآخر، وأحيانا على شكل أعداد في اليوم الواحد، فيما يشيَّعون دائما تحت شعار أنهم قضوا أثناء تأدية مهمة جهادية، من دون أن تقال الحقيقة ممثلة في أنهم كانوا يدافعون عن طاغية يقتل شعبه، ويسعون لاجهاض ثورة شعب قام ضد دكتاتور فاسد.
هنا تحديدا، سيعتبر القوم أنهم أمسكوا بك متلبسا بالخطأ، ليقولوا، إن ما يجري في سوريا ليس ثورة، ثم يشرعون في الحديث عن التكفيريين وقاطعي الرؤوس، لكن الرد عليهم ليس صعبا على الإطلاق، إذ وقف حزب الله إلى جانب الطاغية منذ اليوم الأول، وحتى ستة شهور لم تطلق خلالها رصاصة واحدة، فيما يعلم الجميع أن عسكرة الثورة كانت خيار النظام الذي كان يتوسل طوال ستة شهور رصاصة واحدة كي يتهم الثورة بالإرهاب كما قال فاروق الشرع الذي كلفته المقولة وضعه تحت الإقامة الجبرية.
لولا تدخل حزب الله في سوريا لما وصل العنف إليه أو إلى لبنان، ولما اختُطف الجنود اللبنانيون، ولولاه لما كان كل هذا الحشد الطائفي في البلد، بل إنه لولاه لسقط النظام، وانتهت المشكلة، لكن الجميع يعلم أن الحزب يتبع خيارات «الولي الفقيه»، وليس خياراته الخاصة، ولم يكن له أن يخالف في قضية حساسة من هذا النوع.
كل المبررات التي تُساق هنا لا قيمة لها البتة، فالكل يعرف الحقيقة، ولم يتلبس حزب الله بفضيحة الكذب والتزوير كما حصل له منذ تدخله في سوريا ضد طاغية يقتل شعبه، وربما تكرر الأمر الآن في خطابه الإعلامي المتعلقباليمن، وحيث يقف التحالف الإيراني إلى جانب ثورة مزعومة تتحالف مع النظام الفاسد المخلوع، وتعاقب كل الذين ثاروا ضده!!
لماذا لم ينصح حزب الله الحوثيين باختيار طريق الحوار كما فعل في سوريا؟ هل إن بشار الأسد أفضل من عبد ربه منصور هادي، وهل تُقارن دكتاتورية بشار وفاسد نظامه (دعك من طائفيته) بمثيله في اليمن؟!
نعود إلى لبنان لنقول إن هذا الذي يجري سيستمر، ونزيف الحزب وإيران وحلفائها سيستمر أيضا، وما هذه الفوضى التي تسود المنطقة والحرب الطائفية فيها إلا نتاج ما جرى في سوريا، ولو لم تتورط إيران وتورط حلفاءها في سوريا لكان المشهد مختلفا تماما، لكنه غرور القوة الذي سبق أن تلبس بوش فورّطه في حروب استنزاف لم تخرج منها بلاده سالمة، وهو السيناريو الذي سيتكرر مع إيران أيضا.
الدستور
وفيما حظي الحزب بمديح متواصل من قبل الفريق الماروني المتحالف معه ممثلا في الجنرال عون (بشار الراعي قال إنه «لولا حزب الله لكان داعش في جونية» الآن)، فإن فريقا مارونيا آخر (سمير جعجع) كان له رأي مختلف، الأمر الذي ينطبق على فريق شيعي، وإن بدا أقلية، مثّله هذه المرة الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأسبق للحزب، والذي اعتبر أن «تورط الحزب في سوريا هو الذي جلب الفتنة للبنان».
قبل أسابيع أعلن الحزب عن حملة لتجنيد 600 مقاتل لسوريا من إحدى المناطق بحسب ما نقلت مواقع لبنانية، فكانت النتيجة أن المتطوعين لم يتجاوزوا 150 شخصا، ما يعكس طبيعة المزاج الشعبي العام في ظل تواصل قدوم النعوش من لبنان، وعبثية المعركة برمتها، وهي عبثية تؤكدها تلك الانتصارات المتوالية التي يتحدث عنها حزب الله من دون أن تؤدي إلى حسم للمعركة التي سجلت جملة من التراجعات للنظام خلال الشهور الأخيرة، ربما بسبب انشغال إيران بالملف العراقي.
قل شهور طويلة أعلن حزب الله أنه «انتصر» في معركة القلمون على «التكفيريين»، لكن الانتصار لم يسفر عن وقف قدوم النعوش من لبنان واحدا إثر الآخر، وأحيانا على شكل أعداد في اليوم الواحد، فيما يشيَّعون دائما تحت شعار أنهم قضوا أثناء تأدية مهمة جهادية، من دون أن تقال الحقيقة ممثلة في أنهم كانوا يدافعون عن طاغية يقتل شعبه، ويسعون لاجهاض ثورة شعب قام ضد دكتاتور فاسد.
هنا تحديدا، سيعتبر القوم أنهم أمسكوا بك متلبسا بالخطأ، ليقولوا، إن ما يجري في سوريا ليس ثورة، ثم يشرعون في الحديث عن التكفيريين وقاطعي الرؤوس، لكن الرد عليهم ليس صعبا على الإطلاق، إذ وقف حزب الله إلى جانب الطاغية منذ اليوم الأول، وحتى ستة شهور لم تطلق خلالها رصاصة واحدة، فيما يعلم الجميع أن عسكرة الثورة كانت خيار النظام الذي كان يتوسل طوال ستة شهور رصاصة واحدة كي يتهم الثورة بالإرهاب كما قال فاروق الشرع الذي كلفته المقولة وضعه تحت الإقامة الجبرية.
لولا تدخل حزب الله في سوريا لما وصل العنف إليه أو إلى لبنان، ولما اختُطف الجنود اللبنانيون، ولولاه لما كان كل هذا الحشد الطائفي في البلد، بل إنه لولاه لسقط النظام، وانتهت المشكلة، لكن الجميع يعلم أن الحزب يتبع خيارات «الولي الفقيه»، وليس خياراته الخاصة، ولم يكن له أن يخالف في قضية حساسة من هذا النوع.
كل المبررات التي تُساق هنا لا قيمة لها البتة، فالكل يعرف الحقيقة، ولم يتلبس حزب الله بفضيحة الكذب والتزوير كما حصل له منذ تدخله في سوريا ضد طاغية يقتل شعبه، وربما تكرر الأمر الآن في خطابه الإعلامي المتعلقباليمن، وحيث يقف التحالف الإيراني إلى جانب ثورة مزعومة تتحالف مع النظام الفاسد المخلوع، وتعاقب كل الذين ثاروا ضده!!
لماذا لم ينصح حزب الله الحوثيين باختيار طريق الحوار كما فعل في سوريا؟ هل إن بشار الأسد أفضل من عبد ربه منصور هادي، وهل تُقارن دكتاتورية بشار وفاسد نظامه (دعك من طائفيته) بمثيله في اليمن؟!
نعود إلى لبنان لنقول إن هذا الذي يجري سيستمر، ونزيف الحزب وإيران وحلفائها سيستمر أيضا، وما هذه الفوضى التي تسود المنطقة والحرب الطائفية فيها إلا نتاج ما جرى في سوريا، ولو لم تتورط إيران وتورط حلفاءها في سوريا لكان المشهد مختلفا تماما، لكنه غرور القوة الذي سبق أن تلبس بوش فورّطه في حروب استنزاف لم تخرج منها بلاده سالمة، وهو السيناريو الذي سيتكرر مع إيران أيضا.
الدستور