القضيّة ليست "مكاسرة".. وهم ملح الأرض يا أمين عمّان
جو 24 : تامر خرمه- كثيرة هي الملفّات العالقة التي مازلت أمانة العاصمة تكدّسها على رفوف التأجيل حيناً والإهمال أحياناً.. مشاكل الناس التي لا تكاد تنتهي، والإشكاليّات المتعلّقة بالبنية التحتيّة، والنظافة، والمواصلات، وغيرها، تحتاج إلى ذلك البأس الشديد الذي أبداه أمين عمان، عقل بلتاجي، لاجتثاث "سوق الجمعة" من منطقة العبدلي، فلماذا لا يظهر هذا "البتع" إلاّ في مواجهة "بسطات" الفقراء؟!
ما الذي جعل من نقل السوق أولويّة مطلقة، لتعمل كافّة الجهات المعنيّة على إنفاد قرار النقل بحسم لم نشهد له مثيلا في مختلف القضايا المعلّقة، كيف أصبحت "البسطات" مسألة استراتيجيّة دخلت "الأمانة" من أجلها معركة كسر عظم مع الناس؟
صحيح أن لا أحد يوافق على تجاوز القانون أو تزاحم "البسطات" على الأرصفة بشكل عشوائيّ، ولكن لم لا يتمّ التعامل مع هذا الأمر بمهنيّة ومسؤوليّة ؟ ألم يكن الأجدى تنظيم السوق الذي يشكّل أهمّ ملامح المدينة وطقوسها المعيشيّة-الاجتماعيّة؟
يحاول بلتاجي تجريعنا فكرة النقل رغماً عن المنطق، متجاهلا حقيقة أن ذات المشاكل ستعيد إنتاج نفسها في منطقة "رأس العين"، خاصّة وأن المساحة المقرّرة لنقل السوق أصغر من منطقة العبدلي، ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالناس نتيجة سوء اختيار هذا المكان الجديد.
ولكن يأبى أمين عمّان إلاّ التمترس في موقفه العنيد عوضاً عن معالجة هذا الملفّ، الذي ابتعد عنه أمناء عمان السابقين نظراً لتعقيداته، بل ويمضي الرجل في تنفيذ قراره بهذا الشكل الصدامي، بصرف النظر عن الكلفة المترتّبة على ذلك.
ويذهب بلتاجي أبعد من هذا في ردّه على الاجتماع الذي عقده أهالي حيّ الطفايلة للتباحث في حالة التوتر الأمني والمطالبة بإقالته، حيث قال في تصريحاته لراديو روتانا: "من هم وماذا يشكلون" ! جواب يذكّرنا بالرئيس الليبي المخلوع معمّر القذّافي.. يا رجل، ما هكذا تورد الإبل!
الأصل في صانع القرار أن يلامس نبض الناس، ويدرك الأسباب التي دفعتهم إلى النزول إلى الشارع والاحتجاج، ويحاول معالجة المسألة بشكل حكيم، عوضاً عن قطع شعرة معاوية، وفرض قرارات تعسّفيّة على هذا النحو المعاند.. فالقضيّة ليست "مكاسرة" يا أمين عمّان.
كان يمكن الوصول إلى تسوية تخدم جميع الأطراف، لم لا تستطيع أمانة عمّان بناء "بركسات" وقواطع، ودورات مياه، وتنظيم السوق في منطقة مناسبة، دون العبث بأرزاق الفقراء ؟!
"نقل السوق إلى رأس العين.. نقطة أوّل السطر".. موقف تخندق فيه عقل بلتاجي دون محاولة الوصول إلى تسوية منطقيّة !! دائما يمكن الخروج بحلول توافقيّة، ولكن صاحبنا يصرّ على أن "يضع رجليه في الحيط" ويستخدام صلاحيّاته باستبداد لتأزيم الأوضاع، هذه ليست بطولة يا رجل.
الدولة تتخلّى عن دورها في حفظ أمن الناس الاجتماعي والاقتصادي، فلا فرص عمل متوفّرة، ولا تعليم مجّاني، ولا تأمين صحّي لائق للفقراء، ولا حتّى أبسط الاحتياجات الأساسيّة متاحة أمام الغالبيّة المهمّشة، وفي ظلّ كلّ هذا، تحرم أمانة عمّان فقراء الوطن من سبل العيش وتجرّدهم وسائل البقاء.. حسن ما هو البديل الذي تدفعون الناس إليه دفعاً.. أهو اللجوء إلى الجريمة ؟ المصلحة العامّة يا أمانة العاصمة تستوجب التفكير مليّاً بأبعاد مثل هذه القرارات.
لا يملك أيّ كان الحقّ في إبداء هذا العنت، والردّ على مطالب الناس بعبارات من قبيل: "من أنتم".. هم ملح الأرض يا صنّاع القرار، أهالي حيّ الطفايلة وغيره من أحياء الوطن جبلوا من طين هذه الأرض، التي استشهد أجدادهم دفاعاً عن كرامتها.
ما الذي جعل من نقل السوق أولويّة مطلقة، لتعمل كافّة الجهات المعنيّة على إنفاد قرار النقل بحسم لم نشهد له مثيلا في مختلف القضايا المعلّقة، كيف أصبحت "البسطات" مسألة استراتيجيّة دخلت "الأمانة" من أجلها معركة كسر عظم مع الناس؟
صحيح أن لا أحد يوافق على تجاوز القانون أو تزاحم "البسطات" على الأرصفة بشكل عشوائيّ، ولكن لم لا يتمّ التعامل مع هذا الأمر بمهنيّة ومسؤوليّة ؟ ألم يكن الأجدى تنظيم السوق الذي يشكّل أهمّ ملامح المدينة وطقوسها المعيشيّة-الاجتماعيّة؟
يحاول بلتاجي تجريعنا فكرة النقل رغماً عن المنطق، متجاهلا حقيقة أن ذات المشاكل ستعيد إنتاج نفسها في منطقة "رأس العين"، خاصّة وأن المساحة المقرّرة لنقل السوق أصغر من منطقة العبدلي، ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالناس نتيجة سوء اختيار هذا المكان الجديد.
ولكن يأبى أمين عمّان إلاّ التمترس في موقفه العنيد عوضاً عن معالجة هذا الملفّ، الذي ابتعد عنه أمناء عمان السابقين نظراً لتعقيداته، بل ويمضي الرجل في تنفيذ قراره بهذا الشكل الصدامي، بصرف النظر عن الكلفة المترتّبة على ذلك.
ويذهب بلتاجي أبعد من هذا في ردّه على الاجتماع الذي عقده أهالي حيّ الطفايلة للتباحث في حالة التوتر الأمني والمطالبة بإقالته، حيث قال في تصريحاته لراديو روتانا: "من هم وماذا يشكلون" ! جواب يذكّرنا بالرئيس الليبي المخلوع معمّر القذّافي.. يا رجل، ما هكذا تورد الإبل!
الأصل في صانع القرار أن يلامس نبض الناس، ويدرك الأسباب التي دفعتهم إلى النزول إلى الشارع والاحتجاج، ويحاول معالجة المسألة بشكل حكيم، عوضاً عن قطع شعرة معاوية، وفرض قرارات تعسّفيّة على هذا النحو المعاند.. فالقضيّة ليست "مكاسرة" يا أمين عمّان.
كان يمكن الوصول إلى تسوية تخدم جميع الأطراف، لم لا تستطيع أمانة عمّان بناء "بركسات" وقواطع، ودورات مياه، وتنظيم السوق في منطقة مناسبة، دون العبث بأرزاق الفقراء ؟!
"نقل السوق إلى رأس العين.. نقطة أوّل السطر".. موقف تخندق فيه عقل بلتاجي دون محاولة الوصول إلى تسوية منطقيّة !! دائما يمكن الخروج بحلول توافقيّة، ولكن صاحبنا يصرّ على أن "يضع رجليه في الحيط" ويستخدام صلاحيّاته باستبداد لتأزيم الأوضاع، هذه ليست بطولة يا رجل.
الدولة تتخلّى عن دورها في حفظ أمن الناس الاجتماعي والاقتصادي، فلا فرص عمل متوفّرة، ولا تعليم مجّاني، ولا تأمين صحّي لائق للفقراء، ولا حتّى أبسط الاحتياجات الأساسيّة متاحة أمام الغالبيّة المهمّشة، وفي ظلّ كلّ هذا، تحرم أمانة عمّان فقراء الوطن من سبل العيش وتجرّدهم وسائل البقاء.. حسن ما هو البديل الذي تدفعون الناس إليه دفعاً.. أهو اللجوء إلى الجريمة ؟ المصلحة العامّة يا أمانة العاصمة تستوجب التفكير مليّاً بأبعاد مثل هذه القرارات.
لا يملك أيّ كان الحقّ في إبداء هذا العنت، والردّ على مطالب الناس بعبارات من قبيل: "من أنتم".. هم ملح الأرض يا صنّاع القرار، أهالي حيّ الطفايلة وغيره من أحياء الوطن جبلوا من طين هذه الأرض، التي استشهد أجدادهم دفاعاً عن كرامتها.