2024-11-20 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

وزير التنمية.. آن لك أن ترحل..!

موسى الصبيحي
جو 24 :

الوزير الذي يعترف بعدم قدرته على القيام بأهم مسؤوليات وزارته، لا يستحق أن يبقى في منصبه لحظة واحدة، وهذا ما ينطبق تماماً على وزير التنمية الاجتماعية الذي اعترف بعجز وزارته عن الرقابة على دور الرعاية الاجتماعية التي لا يزيد عددها على (55) دار رعاية فيما يتكوّن الهيكل التنظيمي للوزارة من (15) إدارة رئيسية..!! فهل من المنطق والموضوعية أن يبقى هذا الوزير في موقعه بعد هذا الاعتراف الصريح، خصوصاً إذا عرفنا أن وزارة التنمية الاجتماعية التي يتربع الوزير على سدتها تحكمها تشريعات أساسية تتمثل في قانون وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقانون الأحداث، وقانون الحماية من العنف الأسري، وقانون الجمعيات، ويأتي إشرافها على دور الرعاية الاجتماعية في طليعة واجباتها الأساسية..!!


رأينا كيف أن العديد من التجاوزات والانتهاكات الصارخة تعرّض وما يزال يتعرض لها نزلاء مراكز الرعاية الاجتماعية، وما ظهر هو غيض من فيض مما تشهده دور الرعاية من انتهاكات، وبالأمس القريب شاهدنا مجموعة كبيرة من الأيتام ومجهولي النسب يعتصمون وينامون في الشارع لأكثر من أسبوع في ظروف مسّت كرامتهم الإنسانية، احتجاجاً على تجاهل الوزارة لهم وافتئاتها على حقوقهم.. وقد استمعنا منهم إلى روايات يشيب لها الولدان.. ومع ذلك وقف الوزير صامتاً إزاء الحدث ولم يحرك ساكناً إلاّ بعد أن تدخّل الأمير علي بن الحسين وأمر بمعالجة مشكلتهم، عندها فتح الوزير أبوابه لهم..!!


منصب وزير التنمية الاجتماعية كما كتبت ذات مرة هو أهم منصب في الحكومة، فإذا كان فاعلاً ودينامياً ومخلصاً، مدركاً لواجباته ومسؤولياته، كانت البلد بخير، أما إذا كان على العكس، فإنه سيجلب الويلات للوطن والبشر.. وعلى الحكومة أن تتحمّل نتاج ذلك، وأن تبدأ بعمليات الترقيع والتجميل التي لن تُجْدِ ثوباً بالياً..!!


أستغرب أن وزير التنمية الاجتماعية الحالي ما زال في موقعه يمارس عملاً عاجزاً، وكان الأحرى به أن يستقل من منصبه على إثر الفضيحة التي كشفها الملك وهزّت أركان المجتمع، وأدانت فيها لجنة التحقيق وزارة التنمية، وها هو الوزير ذاته يلحق تلك الفضيحة بممارسات لا تدل على استيعابه للدرس ولا إدراكه لمسؤوليات وزارته، ويكفي أن نشير إلى فضيحة الأيتام ومجهولي النسب وتطنيش الوزير لمطالبهم العادلة، وتنصله من واجباته، ثم نجده أخيراً يعترف بعجز وزارته عن رعاية دور الرعاية الاجتماعية والرقابة عليها.. فماذا تبقى إذاً يا وزير التنمية من مهام وواجبات ومبررات لبقائك في منصبك..!!؟


ولن أتحدث عن ظاهرة التسوّل التي أخذت تغزو مجتمعنا بغزارة، ولا عن سكان الطابق السفلي يا معالي الوزير.. وأنا متأكد بأنك لا تعرفهم ولم تصل يوماً إليهم..!!
الإنسان يُهان في الأردن، ومنْ يهانون هم الضعفاء والفقراء والعجزة والأيتام والمسنّين وطفولة بريئة منتهكة لا لذنب سوى لجهالة في النسب..!


ولأصحاب القرار السياسي أقول: إن وزارة التنمية الاجتماعية تحتاج إلى وزير لا يعرف جفنه النوم، ولا قلبه الغلظة، ساهراً على رعاية منْ ذكرت، حازماً في تطبيق القانون، فاهماً لواجباته، مدركاً لمسؤولياته، مبادراً، لا يهمه أن ينزل إلى الطوابق السفلى، متحسساً أحوال ساكنيها، مطمئناً على شؤونهم ومعيشتهم.. مادّاً يداً حانية إليهم لا يعرف النكوص ولا النكوس..!!

Subaihi_99@yahoo.com

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير