jo24_banner
jo24_banner

الشيوعيون الفلسطينيون السابقون

محمد خضر قرش
جو 24 : القدس - منذ فترة ليست بالقصيرة وهذا الموضوع يطرح أو يفرض نفسه بقوة عليَ ،ويزداد هذا الإلحاح كلما زرت مقرا لمنظمة غير حكومية ممولة من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية أو كندا،حيث نجد أن معظم أو غالبية مدرائها أو مجالس إدارتها ومتصرفي أعمالها هم من الشيوعيين أو اليساريين السابقين. وقد دفعني هذا الواقع للبحث في هذه الظاهرة وسبر غورها وبالأخص كيف يمكن للمناضل الشيوعي التحول بهذه السرعة إلى النقيض لما كان يؤمن به من أفكار ومعتقدات ومبادئ.لكن في البداية وقبل الولوج في صلب الموضوع فإن هذا العنوان لا يخص الكوادر والقيادات الشيوعية السابقة فحسب وإنما يمتد ليشمل الكوادر والقيادات التي كانت منتمية للتنظيمات والجبهات اليسارية الفلسطينية التي مارست الكفاح المسلح ردها من الزمن وما زالت تمارسه نظريا حيث لم تلغه أو تشطبه بعد. فمعالجة هذا الظاهرة ستكشف إلى حد كبير الدوافع والاعتبارات التي أملت أو دفعت بالأشخاص للانضمام إلى الحزب الشيوعي ومن أجل المزيد من الموضوعية والمهنية وإجلاء للموقف فإنه لا بد من التفريق بين الانتماء للحزب الشيوعي قبل حرب حزيران عام 1967 وبعده. ففي الحالة الأولى كان ثمن الانتماء والنضال في صفوف الحزب الاعتقال والسجن كما كان حال الانتماء لحركة القوميين العرب وحزب البعث، إلا أن الوضع اختلف كليا بعد العام المذكور، حيث لم يعد الانضمام والنضال في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني يترتب عليه بالضرورة الاعتقال والسجن من قبل سلطات الاحتلال،بعكس الانتماء إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة أيا كانت اتجاهاتها الفكرية،حيث كان مجرد الاشتباه بالانتماء إلى أي منها يكلف صاحبها الاعتقال والسجن لسنوات عدة.ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن الحزب الشيوعي الأردني (الفلسطيني) وكافة مناضليه لعبوا دورا فاعلا وكبيرا وملموسا في النضال الوطني ضمن صفوف الحركة الوطنية الأردنية الفلسطينية بما في ذلك التصدي الشرس لحلف بغداد وغيره،جنبا إلى جنب مع بقية الأحزاب القومية كحركة القوميين العرب وحزب البعث.لكنه مع ظهور الكفاح المسلح عقب عدوان حزيران عام 1967بدأ التفاوت في الآثار المترتبة على ممارسة النضال يلمس بشكل واضح بالمجتمع الفلسطيني.إلا أنه وللأمانة فقد تعلمنا من الرعيل الأول المؤسس ومن كل القادة الوطنيين وهم كُثر الصلابة والشجاعة والإقدام ونكران الذات.ولست هنا في سياق سرد الأسماء لكنني اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر قادة كبار توفيَ الكثير منهم والقليل ما زال على قيد الحياة سواء في الحزب الشيوعي أو حركة القوميين العرب أو حزب البعث.ومن ابرز القيادات الشيوعية الصلبة :يعقوب زيادين وفهمي السلفيتي وسليمان النجاب وبشير البرغوثي وعربي عواد وجريس قواص ويمكن إضافة الراحل حيدر عبد الشافي حينما أسس مع زملاء آخرين له عصبة الشيوعيين في وقت مبكر من القرن العشرين،أما أبرز القيادات المنتمية لحركة القوميين العرب والبعث من الأردنيين والفلسطينيين قبل وبعد حزيران 1967،فهم بهجت ابوغربية وجورج حبش وضافي جميعاني ونايف حواتمة ووديع حداد وصبحي غوشة وبسام الشكعة وعبد الكريم حمد(ابوعدنان) واحمد اليماني (ابوماهر) وصلاح صلاح والأخوين جهاد وهاني ضاحي وحمدي مطر (ابوسمير) وابوحسين العابد من مخيم اليرموك وعشرات غيرهم فعذرا لمن لم أذكرهم حيث لم تسعفنِ الذاكرة لتدوين الآخرين.ومن الأهمية بمكان التمييز بين الانتماء للحزب الشيوعي الفلسطيني والنضال في صفوفه والانتماء للفصائل الفلسطينية المسلحة كلها بعد حزيران 1967. فالانتماء والنضال في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني بالضفة والقطاع لم يكن يترتب عليه الاعتقال والسجن فورا بعكس الانتماء إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة على اختلاف أيديولوجيتها الفكرية والتي كانت تطلق عليها سلطات الاحتلال حينها"منظمات التخريب." فكل الذين طردتهم إسرائيل من الضفة والقطاع كانوا من مناضلي وقادة الفصائل الفلسطينية المسلحة باستثناء عدد لا يزيد عن أصابع اليدين من الحزب الشيوعي وفي مقدمتهم عربي عواد وجريس قواص ابن قرية جفنة رحمه الله، وكانا قد ترأسا معا جناحا أطلقوا عليه أسم الحزب الشيوعي الثوري الذي اتجه نحو ممارسة العمل المسلح بعد ذلك، بدعم ومساندة من الجبهات اليسارية وفي مقدمتها الجبهة الديمقراطية التي قدمت له كل المستلزمات النضالية العسكرية منها واللوجستية بالإضافة إلى بعض رؤساء البلديات الذين أعلنوا عن تأييدهم القوي لمنظمة التحرير الفلسطينية مثل عبد الجواد صالح .

النضال السهل في مواجهة النضال الخطر والمكلف
هذه المقدمة كانت ضرورية جدا لتساعدنا في عقد مقارنة بين النضال السهل في صفوف الحزب الشيوعي والأخر المكلف والخطر في صفوف الجبهات والفصائل الفلسطينية المسلحة بعد هزيمة حزيران 1967. لقد تمكن الحزب الشيوعي من استقطاب أعضاء كُثر بعد الاحتلال بالذات بسبب كون الانتماء إليه أو النضال في صفوفه لا يترتب عليه الاعتقال والسجن أو الاستشهاد أو حتى الاستدعاء للتحقيق. فالكثير منهم قد اختار أضعف الإيمان وهو النضال غير الخطر دون أن يكون الانتماء إليه وليد قناعة وإيمان بالفكر الشيوعي، وهذا تأكد لا حقا.فمعظم الذين انتسبوا لصفوف الحزب الشيوعي بعد العام 1967 استفادوا شخصيا من المزايا والفوائد الجمة التي كان يوفرها لهم الحزب عبر إبتعاث العديد منهم إلى الجامعات في منظومة الدول الاشتراكية مجانا وتخرجوا منها وحصلوا على شهادات علمية عالية وبات للعديد منهم فيما بعد مراكز مرموقة واستفادوا من كل الفرص التي أتاحها الحزب لهم دون أن يقدموا له بالمقابل ما كان مطلوبا منهم أو ما يجب أن يفعلوه في ساحات النضال والمواجهات مع قوات الاحتلال في المدن والقرى والمخيمات.وقد قام العديد منهم لاحقا وبتمويل من الحزب أو بمعرفته أو بموافقته بإنشاء منظمات غير حكومية (صحية وإعلامية واجتماعية وحقوق إنسان ومرأة).وحينما غادروا صفوف الحزب أخذوها غالبا معهم وتمكنوا من الحصول على تمويل لها من الدول الغربية.وحتى تكون معالجتنا أقرب وضوحا للقارئ العادي، فمن الضروري عقد مقارنة بين عدد الشهداء الذين سقطوا في الضفة والقطاع فقط(عدا الخارج) من المنتمين للفصائل الفلسطينية المسلحة والحزب الشيوعي،سنجد الأمور على حقيقتها حيث لا تكاد تصل النسبة إلى 1%. أما نسبة المعتقلين والمسجونين بأحكام عالية ومتوسطة وحتى عادية من صفوف الحزب الشيوعي من قبل الاحتلال فهي وفقا لأكثر التقديرات حيادية ومعرفة فلم تزد عن 4%، فالاختلال كبير وملموس ويكاد لا يصدق.وهذا يعني أن أكثر من 96% من مناضلي الفصائل الفلسطينية المسلحة هم الذين دفعوا الثمن الباهظ في التصدي للاحتلال ودفعوا من شبابهم وعمرهم وحياتهم ومعاناة أسرهم ثمنا كبيرا.لقد ظلت كوادر الحزب الشيوعي الفلسطيني بعد العام 1967، تناضل بالخطابات وفي بعض الأحيان تتضامن معهم أمام الصليب الأحمر وتكتب الشعارات على الجدران وتتغنى بأمجادهم دون أن تنسى المقالات في الصحف وقد تشارك في تظاهرات أو مؤتمرات وكفى الله المؤمنين شر القتال. تلك هي أبرز المهمات النضالية التي كان معظم كوادر الحزب الشيوعي يقومون بها. وهذا كان وليد قناعة بعدم جدوى الكفاح المسلح لدى الحزب الشيوعي أسوة بمواقف الأحزاب الشيوعية العربية التي اعترفت بوجود إسرائيل في وقت مبكر أسوة بمواقف الاتحاد السوفيتي والأحزاب الشيوعية في العالم.

تزامن سقوط الشيوعية واتفاقية أوسلو
من المصادفات النادرة، أن يحدث تحولين كبيرين على المستوى الدولي والإقليمي يكونان لصالح الحزب الشيوعي الفلسطيني بفاصل زمني لا يزيد عن ثلاث سنوات وهما: الأول سقوط الشيوعية في بداية عقد التسعينات والتي ترتب عليها تفسخ الأحزاب الشيوعية العربية وتغيير أسماء العديد منها( كما حصل مع حركة الأخوان المسلمين حيث أعطيت الصلاحية لكل فرع بإيجاد أسم مناسب للعمل السياسي في كل دولة) والثاني عقد اتفاقية أوسلو ومغادرة مبدأ الكفاح المسلح عمليا وانتهاج طريق المفاوضات لحل الصراع مع إسرائيل.لقد جاء الحدثان ليقويان ويعززان من وجهة نظر وفكر الكوادر الذين انتسبوا للحزب الشيوعي بعد عام 1967 من خطأ انتهاج طريق الكفاح المسلح والأفكار والمبادئ التي قامت عليها الأحزاب الشيوعية أيضا وقد استوجب ذلك تغيير الاسم والتخلص من الإرث الشيوعي كله الذي لم يجلب لهم سوى ضيق وفقر الحال وقلة المال ومحدودية النفوذ والعلاقات.وقد تلقفت الكوادر سالفة الذكر نتائج التحولين وتخلصت من الأحمال والأفكار الشيوعية لكي تسارع بالصعود في القطار الأميركي والغربي الذي بدأ السير وحيدا في الأرض العربية بدون منافس أو منازع .ومع طرح موضوع المفاوضات المباشرة حتى سارع الحزب بالمشاركة بعضوين في الوفد المفاوض قبل أن تنحصر بين حركة فتح وإسرائيل. بل أن بعض أعضاءه شغل موقعا وزاريا أكثر مرة في الحكومات المتعاقبة كما انطبق هذا على الفصائل الفلسطينية المسلحة،اليسارية منها وغير اليسارية عدا فصيل منها لم يشارك بصفته التنظيمية أو الحزبية ،لكن احد أعضاء مكتبه السياسي السابقين والذي أسس منظمة غير حكومية وشغل منصبا حكوميا هاما وما زال يتبوأه.فالمنظمة غير الحكومية التي أنشأها بتمويل من الفصيل قسمت بينه وبين عضو أخر في اللجنة المركزية من مدينة القدس وقد تمكن الفصيل من استرداد مبلغ التأسيس المقدر ب 15 ألف دولار لتسوية الوضع عقب استقالته هو والعضو المنوه عنه من اللجنة المركزية والذي أدان في بيان علني صدر عنه قيام فصيله بعملية عسكرية استهدفت امرأة وطفلها، وأذاعته وسائل الإعلام الإسرائيلية ونشرته على نطاق واسع وكان هذا البيان بمثابة فيزا أو رسم أو جواز عبور للعمل في المنظمات غير الحكومية وفتح مكتب له في القدس وتبييض صفحته ومحو سجله بل وتاريخه النضالي. لقد اخذ الشيوعيون السابقون يتسابقون على المراكز الهامة كما اتجه البعض منهم للانتساب إلى النوادي الأجنبية المسجلة كمنظمات غير حكومية مثل نادي الروتاري وثيق الصلة بالماسونية العالمية والحركة الصهيونية.وباختصار شديد لم يعد للعديد من الشيوعيين السابقين ولبعض اليساريين خطوط حمراء أو ثوابت فيما يتعلق بمصالحهم المهنية. فهم يتسابقون بإقامة علاقات مع الغرب الاستعماري الذي كان لعقود طويلة عدوهم الرئيس طبقا للفكر الشيوعي واليساري بل والوطني.فالأرض العربية ما زالت محتلة من قبل هذه الدول وقواعدها العسكرية منتشرة من شرق الوطن العربي إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: كيف يستطيع كادر ومسئول شيوعي أن يغير أفكاره ومبادئه ويستدير 180 درجة في وقت قصير ودون سابق إنذار أو فترة تمهيدية؟ مما يؤكد أن انتماءه أو انتسابه للحزب لم يكن وليد قناعة أو إيمان بصحة الفكر الشيوعي وبالمناسبة فهذه الخاصية أو الاستدارة لم تنحصر في كوادر الحزب الشيوعي الفلسطيني فحسب،بل اتسعت لتشمل العديد من الأحزاب الشيوعية العربية لدرجة أن أمين عام الحزب الشيوعي العراقي قد تم تعينه عضوا في مجلس الحكم من قبل حاكم العراق بول برايمر الأميركي الذي أدار البلاد بعد احتلال بغداد.ومن باب الأمانة أن نقول بان ما سبق يخص شريحة لا بأس بها من كوادر الحزب الشيوعي السابقين الذين أرادوا تعويض ما فاتهم والسباق على المراكز وباتت علاقتهم بالحزب محصورة في باب المجاملة لا أكثر.فكيف يمكن لشخص يؤمن بالفكر الشيوعي والوطني أن ينتسب لنادي الروتاري مثلا أو يقيم علاقات قوية مع من كان يحاربهم ويصفهم بالامبريالية!! التي تدعم المحتل الإسرائيلي.لقد اندمجت كوادر من الحزب الشيوعي السابقين وبعض اليساريين من الفصائل الفلسطينية بالمنظمات غير الحكومية الممولة بالكامل من الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي العدو الأول لحقوق الوطنية الفلسطينية وباتت مصدر رزقهم وطريقهم لتبوأ مراكز مؤثرة في النظام السياسي الفلسطيني.ونظرة سريعة على اختيار الوزراء في الحكومات المتعاقبة سنجد نسبة لا بأس بها هم من مؤسسي أو مدراء المنظمات غير الحكومية ليس هذا فحسب بل أن بعضهم نجح أو تمكن من الحصول على الجنسية الأميركية كإثبات إضافي على إنهاء علاقته بالفكر الشيوعي وتطليق تاريخه الذي ربما بات يعتبره وصمة عار له ويريد أن لا يذكره أبدا.

الخلاصة
لا يمكن لمقال محدود الكلمات أن نتمكن من الإحاطة بموضوع التحول الملفت للنظر للكوادر السابقة للحزب الشيوعي ولبعض قيادات فصائل اليسار من سرعة التحاقهم بالركب الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية المتطابقة مصالحها مع المحتل الإسرائيلي. فهذه تحتاج إلى دراسة مستفيضة عن خلفية ونفسية الكوادر سالفة الذكر، فلا يمكن أن يكون العامل المالي وحده هو السبب في التحول عن الفكر الشيوعي والاستدارة الكاملة (إدارة الظهر) لكل ما كان يدعي انه مؤمن به. لذا أتطلع كغيري لدراسة هذه الظاهرة بغرض الوصول إلى تفسير علمي لها. وكما تبين بعد سقوط صدام حسين وحسني مبارك وما يحصل في سوريا أن الانتماء لحزب البعث أو الوطني لم يكن وليد قناعة وإنما للوصول إلى السلطة، ويمكن تعميم وتطبيق هذه الظاهرة على دول المنظومة الاشتراكية حيث تبين أن الانتساب أو الانتماء للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية كان انتهازيا بغرض تبوأ مراكز هامة.فالأحزاب الشمولية بالمناسبة مليئة بمثل هذه الظواهر السلبية. فكيف يمكن تفسير ظاهرة يالتسين الذي تم طرده من المؤتمر العشرين وهو الأخير الذي عقد قبل تفكك الاتحاد السوفيتي !ونفس الشيء بالنسبة لوزير الخارجية في الاتحاد السوفيتي ادوارد شيفرنادزه الذي ارتد عن شيوعيته إلى جورجيته بسرعة قياسية. ونفس الشيء يمكن تعميمه على كوادر الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية.رب سائل يسأل لماذا نركز على الذين كانوا ينتسبون للحزب الشيوعي الفلسطيني وبعض كوادر اليسار بينما هذه الظاهرة منتشرة في معظم الدول العربية ومنظومة الدول الاشتراكية سابقا؟ الجواب في غاية البساطة والسهولة هو أننا ما زلنا تحت الاحتلال فمحظور علينا أن نستدير 180 درجة ونسير بالركب الأميركي الغربي ونتمول منه وأرضنا محتلة بالكامل من قبل إسرائيل الحليفة الرئيسة للركب الغربي والذي لولا دعمه لما استطاعت أن تستمر باحتلال الأرض وبناء المستوطنات وتهويد القدس بهذا الشكل الوقح والفج. وللحديث صلة..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير