قصة الغاز القطري والرسالة التي لم تَردّ عليها الحكومة..!!
ماذا نفسّر مبادرة شركة قطرية كبرى لمساعدة الأردن في أخذ احتياجاته من الغاز والنهوض بالصناعة الوطنية، والتمهيد لفتح آفاق رحبة لدخول استثمارات قطرية ضخمة للسوق الأردنية، ولكن دون أن تجد استجابةً أو اهتماماً من الحكومة الأردنية، بل لم تكلف الحكومة نفسها مجرد الردّ على المبادرة..!؟
الرسالة التي تلقّاها رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة بتاريخ 30/1/2013 وتحمل الرقم(QIPCO/01071/12) من الشيخ حمد بن عبدالله بن خليفة آل ثاني الرئيس التنفيذي لشركة قطر للاستثمار وتطوير المشاريع القابضة (كيبكو)، وهي شركة كبرى مملوكة للقطاع الخاص وتمتد نشاطاتها لتكوين الشركات في القطاعات الاستراتيجية مثل خدمات الغاز والنفط، والتي أبدت فيها رغبة أكيدة في بحث فرص الاستثمار في الأردن بقطاع الطاقة، وتحديداً الاستثمار في إنشاء مشروع محطة استقبال الغاز المسال القطري في العقبة، وطلبت تزويدها بأي دراسات تقنية أو اقتصادية قامت بها الحكومة لهذا المشروع، إلاّ أن الشركة أصيبت بصدمة وخيبة أمل كبيرة لعدم الاكتراث الرسمي الأردني بموضوع يحتاجه الأردن أكثر من غيره، ما أضاع على المملكة فرصاً كبرى لاستقطاب استثمارات قطرية كانت ستتدفق عليها، إضافة إلى دعم تنافسية الصناعة الأردنية فيما لو تم تنفيذ مشروع محطة استقبال الغاز القطري في العقبة..!
وفي حدود ما لديّ من معلومات فإن الرسالة المشار إليها لم يتم الردّ عليها من جانب الحكومة (أحتفظ بصورة عنها)، على الرغم من قيام الرئيس بتحويلها إلى وزير الطاقة، ما يدلّ على عدم الاكتراث الرسمي بموضوع حيوي بهذه الأهمية، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تشكو من تعطّل إمدادات الغاز المصري نتيجة تفجير أنابيبه لمرّات عديدة ما زاد من كلفة فاتورة الطاقة ولاسيّما توليد الكهرباء بصورة كبيرة..!
من الملفت والمثير للدهشة أن الجانب القطري الذي أبدى اهتماماً واضحاً وحقيقياً للاستثمار في الأردن لم يتلقَ أي رد شفهي أو مكتوب من الجهات المعنية على الرغم من بعض المباحثات التي تمّت بين الجانبين في أوقات سابقة ولم تُستكمل نتيجة تراخي الجانب الأردني وعدم جديّته..!!!
وليست هي الرسالة الوحيدة التي لم يكترث بها الجانب الأردني الرسمي، بل سبق ذلك عدم اكتراث أكبر، فحين كان رئيس وزراء قطر السابق يستعد لزيارة المملكة ومقابلة جلالة الملك، طلب مكتبه من السفارة الأردنية بالدوحة تزويده بمشاريع الطاقة التي يحتاجها الأردن تمهيداً لإيفاد لجنة قطرية للأردن بهدف إعداد تقرير لرئيس الوزراء القطري بالموضوع بصفته رئيساً لجهاز قطر للاستثمار وهو أكبر محفظة استثمارية وأكبر صندوق سيادي في الدولة، إلاّ أن وزارة الطاقة الأردنية لم تتجاوب مع هذا الطلب، مما أضاع فرصاً كان يمكن أن يستفيد منها الأردن من خلال الاهتمام القطري بالاستثمار في المملكة ومساعدتها في مشاريع الطاقة تحديداً..!
السؤال المشروع: بماذا يمكن أن نفسّر ما حصل، وأمامي رسالة مؤلمة من (6) صفحات موجّهة إلى وزير الصناعة والتجارة من مدير المكتب التمثيلي لمؤسسة تشجيع الاستثمار (هيئة الاستثمار) في السفارة الأردنية بالدوحة، ويعرض فيها تفاصيل مذهلة لموضوع الاهتمام القطري بتزويد الأردن بالغاز، والتوجّه الجدي لتأسيس شركة كبرى من تحالف استثماري مكون من القطاع الخاص الأردني والقطري لإنشاء محطة في العقبة لاستقبال الغاز المسال القطري، كما يسرد فيها سلسلة من الجهود والمفاوضات التي تمت بين الجانبين والتي لم تسفر عن أي نتيجة على أرض الواقع بسبب عدم اكتراث الجانب الرسمي الأردني إذْ ما تزال رسالة الاهتمام الموجّهة لدولة السيد عون الخصاونة من كبرى الشركات القطرية ذات الملاءة المالية الضخمة لا على مستوى قطر وإنما على المستوى العربي (شركة كيبكو) بلا ردّ.. وربما على الشركة أن تنتظر رئيساً ثالثاً أو رابعاً أو حتى عاشراً بعد الخصاونة حتى يصلها الردّ وقد يكون بالاعتذار.. فهل تعلم حكومة الرئيس النسور بهذه الحيثيات..؟!! وإذا علمت فهل ستصرّ على الغاز الإسرائيلي بدلاً عن القطري، أم ستبادر إلى فتح حوار وتفاوض مع الأشقاء في قطر لإصلاح ما تم إفساده خلال حقبة زمنية ليست بعيدة..؟!