نهاية عام أم نهاية ربيع عربي ويسار أممي؟
د. مهند مبيضين
جو 24 : لم يكن المقصود بالتحولات التي مرت بها المنطقة عقب حادثة محمد البوعزيزي نهاية العام 2010 إحداث ديموقراطيات جديدة. بل كان المطلوب منها لاحقاً اشعال المنطقة من جديد. ولو بخسارة الحلفاء القدامى وتجديد بعضهم.
ولتحقيق مثل هذا الهدف انغمس رؤساء الغرب أكثر مما يجب في الربيع العربي، بعضهم خسروا مواقعهم، ومنهم من تعقل والتزم الهدوء وبقي، هكذا خسر ساركوزي رئاسة الإليزية وهكذا جاء هولاند المتعقل نوعا ما في المسألة السورية والأقل مغامرة بمصير فرنسا من سلفه، والجهوريات غالبا ما تعاني مغامرات الرؤساء بمصير الجماهير، هكذا فعل شيراك ايضاً بفرنسا ورهنها لمصلحة الشركات الكبرى.
اريد للمنطقة العربية منذ العام 2003 الدخول في الفوضى، وكان العراق سيد التجارب والدول الفاشلة، وبعد أن حوكم صدام حسين واعدم، ضاع العراق بعده، ودخل في الفوضى حتى اليوم، وبعد هذا المشهد حذر الرئيس الليبي معمر القذافي في قمة دمشق العام 2008 القادة العرب من مواجهة مصير الرئيس صدام حسين، وكان هو أول من عاني وواجه المصير الأبشع، وبعد القذافي تكرر المشهد العراقي لكنه بنسخة ليبية، فغرقت ليبيا بالفوضى والتطرف حتى اليوم.
قبيل وبعد قمة دمشق كان القذافي نموذجا في الانعطافة السياسية والرضوخ لشروط امريكا والاعتذار لها مما نسب إليه في حادثة لوكربي. وكان أكثر حلفائها بشاعة في مصيره النهائي ولم يشفع له ما قدم وما دفع من مال.
وقبله كان زين العابدين بن علي وبعدهما علي عبد الله صالح وهما يمثلان ذات المصير الذي نقلنا إلى ما نحن عليه في نهاية العام 2014 والذي يستعصي فيه الربيع العربي ديمقراطية، وتعود فيه الدول لانظمة شبيهة بما كانت عليه قبل حدوثه. حدث هذا في مصر وفي تونس إلى حدٍ ما، أما في الحالة السورية واليمنية فالأمر قد يطول، لكنه جعل الربيع العربي يتوقف فيها ليصبح المشهد حرب فصائل وتطرف وتشدد وقبليات.
صحيح أن نهاية العام 2014 قد تحمل بداية افق يكاد يضاء في المشهد السوري وهذه المرة في موسكو، لكن الأخيرة قد تحقق الضغط والحل في ظل ما تواجه من ازمات مالية متتالية، لكنها على أية حال لن تحمل حلا سريعاً، بقدر ما تؤسس لنهايات الربيع العربي وطي الصفحة.
وإذ بدد الربيع الحلم بتحقيق العدالة التي ارتفعت الدعوات لتحقيقهاـ إلا انه ساهم برفع الأصوات ولم يكن كله شر، بل اوسع الطريق لظهور وجوه جديدة وثنائيات جديدة وصراعات جديدة واصوات جديدة، لكنه بالـتأكيد انتهى في تونس حيث بدأ حين انتخب القايد السبسي رئيسا للدولة العميقة والبيروقراط العتيد.
نهاية العام 20014 حملت رغبة امريكية بتطبيع العلاقات مع عدو ومعارض أممي اسمه كوبا برؤسائها وارث جيفارا وسيمون بوليفار، وبعد 52 عاماً، على فرض العقوبات الأمريكية على كوبا كان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو مرحبا ومستبشرا بالخير من امريكا اكثر مما يجب، معلناً الاستجابة السريعة وغير المتوقعة، لكنه في ذات الوقت وإن تحفظ على مسائل لم تحسم بعد، قبل عودة العلاقات، فإنه أعلن موت اليسار العالمي الذي مثلت كوبا أحد ابرز عناوينه.
ولتحقيق مثل هذا الهدف انغمس رؤساء الغرب أكثر مما يجب في الربيع العربي، بعضهم خسروا مواقعهم، ومنهم من تعقل والتزم الهدوء وبقي، هكذا خسر ساركوزي رئاسة الإليزية وهكذا جاء هولاند المتعقل نوعا ما في المسألة السورية والأقل مغامرة بمصير فرنسا من سلفه، والجهوريات غالبا ما تعاني مغامرات الرؤساء بمصير الجماهير، هكذا فعل شيراك ايضاً بفرنسا ورهنها لمصلحة الشركات الكبرى.
اريد للمنطقة العربية منذ العام 2003 الدخول في الفوضى، وكان العراق سيد التجارب والدول الفاشلة، وبعد أن حوكم صدام حسين واعدم، ضاع العراق بعده، ودخل في الفوضى حتى اليوم، وبعد هذا المشهد حذر الرئيس الليبي معمر القذافي في قمة دمشق العام 2008 القادة العرب من مواجهة مصير الرئيس صدام حسين، وكان هو أول من عاني وواجه المصير الأبشع، وبعد القذافي تكرر المشهد العراقي لكنه بنسخة ليبية، فغرقت ليبيا بالفوضى والتطرف حتى اليوم.
قبيل وبعد قمة دمشق كان القذافي نموذجا في الانعطافة السياسية والرضوخ لشروط امريكا والاعتذار لها مما نسب إليه في حادثة لوكربي. وكان أكثر حلفائها بشاعة في مصيره النهائي ولم يشفع له ما قدم وما دفع من مال.
وقبله كان زين العابدين بن علي وبعدهما علي عبد الله صالح وهما يمثلان ذات المصير الذي نقلنا إلى ما نحن عليه في نهاية العام 2014 والذي يستعصي فيه الربيع العربي ديمقراطية، وتعود فيه الدول لانظمة شبيهة بما كانت عليه قبل حدوثه. حدث هذا في مصر وفي تونس إلى حدٍ ما، أما في الحالة السورية واليمنية فالأمر قد يطول، لكنه جعل الربيع العربي يتوقف فيها ليصبح المشهد حرب فصائل وتطرف وتشدد وقبليات.
صحيح أن نهاية العام 2014 قد تحمل بداية افق يكاد يضاء في المشهد السوري وهذه المرة في موسكو، لكن الأخيرة قد تحقق الضغط والحل في ظل ما تواجه من ازمات مالية متتالية، لكنها على أية حال لن تحمل حلا سريعاً، بقدر ما تؤسس لنهايات الربيع العربي وطي الصفحة.
وإذ بدد الربيع الحلم بتحقيق العدالة التي ارتفعت الدعوات لتحقيقهاـ إلا انه ساهم برفع الأصوات ولم يكن كله شر، بل اوسع الطريق لظهور وجوه جديدة وثنائيات جديدة وصراعات جديدة واصوات جديدة، لكنه بالـتأكيد انتهى في تونس حيث بدأ حين انتخب القايد السبسي رئيسا للدولة العميقة والبيروقراط العتيد.
نهاية العام 20014 حملت رغبة امريكية بتطبيع العلاقات مع عدو ومعارض أممي اسمه كوبا برؤسائها وارث جيفارا وسيمون بوليفار، وبعد 52 عاماً، على فرض العقوبات الأمريكية على كوبا كان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو مرحبا ومستبشرا بالخير من امريكا اكثر مما يجب، معلناً الاستجابة السريعة وغير المتوقعة، لكنه في ذات الوقت وإن تحفظ على مسائل لم تحسم بعد، قبل عودة العلاقات، فإنه أعلن موت اليسار العالمي الذي مثلت كوبا أحد ابرز عناوينه.