رجال الاعمال …. سعيد دروزة
رجال الاعمال في بلادنا اشكال والوان ، اطياف وانماط وعادات واولويات .. بعضهم يهتم بالسياسة وبعضهم الاخر يتجنبها تماما ،بعضهم يحب الاضواء والاعلام وبعضهم الاخر يفضل ان يظل في العتمة ، بعضهم يحرص على خدمة المجتمع والناس وبعضهم الاخر يفضل ان يحصد ما استطاع من ارباح واموال فتتراكم الثروات وتتعاظم المكاسب ، بعضهم لديه طموح بالسلطة وبعضهم الاخر مرتاح لبعده عنها ..
في هذه الزاوية الجديدة 'زاوية رجال الاعمال ' سنركز على هذه الشخصيات الناجحة ونحاول ان نسبر غورها ونعرف جوانب القوة والضعف فيها باشارات سريعة ومقتضب.
المهندس سعيد دروزة
تدور حكاية اليوم حول أهمّ أركان صناعة الأدوية في الأردن، وزير الصحة الأسبق المهندس سعيد دروزة. الرجل الذي حقّق نجاحا باهرا خلال تقلّده لمنصبه الحكومي، دون أن يتمكّن أحد من إيجاد رابط ربّما يصل شركاته الخاصّة، بما يحال إليها من عطاءات، بالموقع الرسمي الذي أنيطت به مسؤوليّاته.
هنا يكمن سرّ نجاح هذا العملاق في عالم "البزنس": لا يوجد على الإطلاق ما يثبت تناقض المصالح، بين عمله في القطاع العام، وتجارته الخاصّة.
بالطبع قد لا يبخل هذا الألمعي بنصائحه ودروس تجربته الغنيّة على أبناء الجيل الجديد، الطامح للوصول إلى طبقة الكريما والحرير. دروزة على ما يبدو منظّر عتيد في عالم المال والأعمال، وقد يردّد أقواله المأثورة ونصائحه المفيدة على أعضاء الـ Business Club في كافة الجلسات الخاصّة والعامّة.. على موائد الطعام الفاخر أو في مقاهي الشوكولاه أو في لوبيات منتجعات الرفاه. لا فرق، المهم أن تصل المعلومة لمن حظي بقبول نادي الأثرياء لعضويّته.
إحدى النصائح الهامّة التي ربّما يردّدها صاحبنا أنّك لا تستطيع اعتبار نفسك مليونيرا بعد حصد المليون الأوّل أو الثاني. فقط بعد المليون الرابع يمكنك الحديث عن انضمامك لعالم المليونيرات.
والنصيحة الأكثر أهميّة من سابقتها هي ما يتعلّق بفنّ بناء "الاسم" وفرضه على العامّة. ليكون لك اسمك عليك التعامل مع الـ Elite فهم فقط من يستحق وقتك وعملك. التعامل مع النخبة هو وسيلتك الوحيدة لإقحام اسمك في حيّز الوجود.
جميل ما قد يسديه هذا الرجل من نصائح ربّما مكّنت كثيرين من أصحاب المليون الواحد أو الاثنين لدخول عوالم الثراء المدهشة. ولكن لا ندري ما الذي فعله هذا المليونير العظيم لمجتمعه.
ترى، إلى أيّ درجة يسهم صاحبنا الثريّ في خدمة المجتمع الأردني ؟ ماذا تراه فعل من أجل الفقراء والمسحوقين الذين يعجزون عن شراء علبة دواء قد تنجي أحدهم من الموت إلى حين ؟
"العوام" الذين تمكّن دروزة من فرض اسمه عليهم "زمان" منذ كسبه للمليون الرابع.. ماذا تحقّق لهم ؟ أوليست خدمة المجتمع هي حجر الرحى فيما يتعلّق باستحقاق صناعة الأسماء ؟
بصراحة، لم يتمكّن الإعلام من رصد ما قد يكون دروزة قام به من خير لناسه، فلا يوجد أيّ تقرير يفصح عمّا ليس بحوزتنا من معلومات، فهل يأتي اليوم الذي تكشف فيه الأسرار وتعلن الأمور خباياها ؟
