ارتفاع ضغط الدم الانقباضي: الأسباب والأعراض والعلاج

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، المعروف أيضًا بفرط ضغط الدم الانقباضي المعزول، هو حالة طبية تتسم بارتفاع ضغط الدم الانقباضي مع بقاء ضغط الدم الانبساطي ضمن المعدل الطبيعي. يُعتبر هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم الأكثر شيوعًا بين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، ولكنه قد يصيب أيضًا الأشخاص الأصغر سنًا في بعض الحالات.

الأعراض

على الرغم من أن معظم حالات ارتفاع ضغط الدم لا تظهر معها أعراض واضحة، إلا أنه في حال ظهورها، فإن أعراض ارتفاع ضغط الدم الانقباضي قد تكون أكثر حدة وتكرارًا. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

• عدم وضوح الرؤية.
• الصداع.
• عدم القدرة على التوازن.
• خفقان القلب.
• عدم انتظام ضربات القلب.

الأسباب

قد لا يكون السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم الانقباضي واضحًا في جميع الحالات. ومع ذلك، هناك بعض الاضطرابات الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على جهاز الدوران، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. من بين الأسباب المحتملة:

• التقدم في العمر: مع تقدم العمر، تفقد الشرايين مرونتها، مما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي. تراكم اللويحات الدهنية على جدران الشرايين يؤدي إلى تصلبها، مما يعيق تدفق الدم.
• فرط نشاط الغدة الدرقية: هذا الاضطراب يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الدم، مما يؤثر على معظم أجهزة الجسم، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية.
• فقر الدم: يحدث فقر الدم نتيجة لخلل في وظائف خلايا الدم الحمراء أو انخفاض عددها عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى زيادة جهد القلب لتعويض نقص الأكسجين في الجسم.
• مرض السكري: ارتفاع مستوى سكر الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية تؤثر على ضغط الدم، بما في ذلك مشاكل في الأوعية الدموية.
• انقطاع النفس الانسدادي النومي: هذه الحالة تتسبب في ارتفاع ضغط الدم نتيجة توقف النفس بشكل متقطع خلال النوم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم وزيادة الجهد المبذول من القلب.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي من خلال ملاحظة الارتفاع الملحوظ في قيم ضغط الدم الانقباضي، حيث قد تصل القيم إلى 200 مليمتر زئبقي دون ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم الانبساطي. يعتمد التشخيص على عوامل متعددة مثل الوزن والعمر والصحة العامة، ويمكن للطبيب التمييز بين ارتفاع ضغط الدم الاعتيادي وارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول من خلال تحليل قراءات الضغط المختلفة. إذ إن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي دون حدوث ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم الانبساطي لا يعني بالضرورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول.

العلاج

هناك عدة طرق علاجية متبعة لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، تشمل:

• تغيير نمط الحياة: من المهم اتباع نظام غذائي صحي، مثل تقليل تناول الملح والدهون المشبعة، وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات. كما يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، حيث يساعد النشاط البدني على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
• الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية معينة للتحكم في ضغط الدم، مثل مدرات البول أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) أو حاصرات بيتا. يعتمد نوع الدواء على الحالة الصحية العامة للمريض واحتياجاته الفردية.
• المتابعة الدورية: من المهم متابعة ضغط الدم بشكل دوري، حيث يساعد ذلك في تقييم فعالية العلاج وتعديل الخطة العلاجية إذا لزم الأمر. يجب على المرضى الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية مع الطبيب.

في النهاية، يعتبر ارتفاع ضغط الدم الانقباضي حالة صحية تتطلب اهتمامًا خاصًا، خاصة لدى كبار السن. من المهم التعرف على الأعراض والأسباب والعلاج المناسب لضمان السيطرة على الحالة وتحسين جودة الحياة.