الاعتلال الاجتماعي: تعريفه وأعراضه وأسبابه
الاعتلال الاجتماعي، المعروف أيضًا باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)، هو حالة صحية عقلية تُعتبر من أكثر اضطرابات الشخصية شهرة وصعوبة. تؤثر هذه الحالة على طريقة تفكير الشخص وتصرفاته ومشاعره تجاه نفسه والآخرين، مما يؤدي إلى صعوبات في الانخراط مع الأعراف الاجتماعية. تشير الدراسات إلى أن نسبة المصابين بالاعتلال الاجتماعي تتراوح بين 1% إلى 4% من السكان، مع ميل الذكور للإصابة بمعدل أعلى بخمس مرات مقارنة بالإناث.
علامات الاعتلال الاجتماعي
تظهر أعراض الاعتلال الاجتماعي في وقت مبكر، وغالبًا ما تبدأ في سن المراهقة. يعاني المصاب من مشاكل خطيرة بسبب عدم اهتمامه بالصواب والخطأ. ومن أبرز العلامات التي قد تظهر على الشخص المعتل اجتماعيًا:
- صعوبة التحكم في الدوافع: يتصرف الشخص دون مراعاة العواقب، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التخطيط للمستقبل.
- استخدام الخداع والتلاعب: يسعى المصاب لتحقيق مكاسب شخصية من خلال الكذب والتلاعب بالآخرين، وغالبًا ما يعتمد على الكاريزما والفكاهة في ذلك.
- مواجهة صعوبات في إدارة المسؤوليات: بما في ذلك عدم القدرة على الحفاظ على عمل ثابت أو التعامل مع المهام اليومية.
- العدوانية وسرعة الغضب: مما يؤدي إلى افتعال الخلافات والشجارات مع الآخرين.
- السلوك الإجرامي: مثل الكذب والتحرش وتدمير الممتلكات والسرقة.
- الشعور بالذنب والندم: أقل من اللازم، مع محاولة تبرير الأفعال السلبية التي يقوم بها الشخص تجاه الآخرين.
- عدم التعاطف: مما يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والروابط العاطفية.
- المخاطرة بغير داعٍ: والاستخفاف بالسلامة الشخصية وسلامة الآخرين.
- الصفات الشخصية السلبية: مثل الغطرسة والتعجرف، حيث يظهر الشخص اهتمامًا بمصلحته الشخصية فقط.
أسباب الاعتلال الاجتماعي
تُعتبر الإصابة باضطراب الاعتلال الاجتماعي حالة مزمنة غالبًا ما تولد مع الشخص. السبب الرئيسي للإصابة غير معروف بدقة، ولكن الخبراء يقسمون الأسباب إلى عدة عوامل رئيسية:
- الوراثة: تلعب الجينات دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بالاعتلال الاجتماعي، حيث يمكن أن تنتقل الصفات المرتبطة بالاضطراب عبر الأجيال.
- السلوك التكيفي: بعض الحالات تنشأ نتيجة لبيئة صعبة وسوء المعاملة خلال الطفولة، مما يؤثر على تطور الشخصية.
- مشاكل النمو: قد تحدث نتيجة لتغيرات في عمل الدماغ أثناء النمو، مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات معادية للمجتمع.
- الحوادث: تشير الأبحاث إلى أن الصدمات، مثل إصابات الرأس أو التغيرات في الفصوص الأمامية للدماغ، قد تؤدي إلى ظهور أعراض الاعتلال الاجتماعي.
تشخيص الاعتلال الاجتماعي
يعتمد الأخصائي النفسي في تشخيص الاعتلال الاجتماعي على المعايير المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. يتم طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمشاعر وسلوكيات الشخص لتحديد مدى إصابته بالاعتلال الاجتماعي. يتطلب التشخيص تقييمًا دقيقًا وشاملاً، حيث يسعى الأخصائي إلى فهم كيفية تأثير هذه الحالة على حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية.













