كيفية علاج لين العظام عند الأطفال
يعاني العديد من الأطفال من مرض لين العظام، الذي أصبح من الأمراض الشائعة في الوقت الحاضر. يعود ذلك إلى تغيّر نمط الحياة، حيث أصبح التنقل بالسيارة أو القطار جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. مع التقدم التكنولوجي السريع، يسعى الأفراد للتنقل بسرعة لتجنب التأخير. هذا الأمر يقلل من تعرضهم لأشعة الشمس الغنية بفيتامين (د)، بالإضافة إلى أن طبيعة الأطعمة التي نتناولها قد تغيرت. حيث أصبح الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والسريعة أكثر شيوعًا، بدلاً من الوجبات المطبوخة منزليًا التي تحتوي على فوائد صحية أكبر.
في الماضي، كان الناس يعتمدون على المشي أو استخدام العربات التي تجرها الخيول، وكانوا يتناولون الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالفيتامينات. وبالتالي، كانت حياتهم أكثر بساطة وبعيدًا عن المواد الصناعية. في السابق، لم يكن مرض لين العظام منتشرًا كما هو الحال اليوم، حيث كان الناس يتمتعون بصحة جيدة ونشاط أكبر بسبب اعتمادهم على أنفسهم في شؤون حياتهم. لم يكن هناك تطور تكنولوجي كما هو الآن، ولا أدوات كهربائية تسهل العمل وتقلل من الجهد.
أسباب لين العظام
تعتبر الأسباب الرئيسية لظهور هذا المرض هي نقص فيتامين (د) في جسم الطفل، الناتج عن قلة التعرض لأشعة الشمس وسوء التغذية. يجب على الأم الحامل أن تعتني بتناول الأطعمة المفيدة التي تحتوي على الكالسيوم، وأن تتعرض لأشعة الشمس يوميًا، مما يساعد في توفير الكمية الكافية من الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الطفل بشكل سليم. إن نقص فيتامين (د) يؤثر بشكل مباشر على ترسيب المعادن في العظام، مما يؤدي إلى ضعفها وعدم قدرتها على النمو بشكل طبيعي.
أعراض لين العظام
تظهر على الطفل المصاب بلين العظام عدة أعراض يمكن أن تنبه الأهل إلى حالته، مثل تأخر نمو الطفل، تأخر ظهور الأسنان، قصر القامة، حدوث كسور متكررة، وشكل الساقين غير الطبيعي. يجب التأكد من إصابة الطفل بهذا المرض من خلال زيارة طبيب الأطفال المختص، الذي يمكنه تشخيص الحالة باستخدام الأشعة السينية أو الفحوصات المخبرية. بعد التأكد من الإصابة، يجب البدء بالعلاج في أسرع وقت ممكن لضمان نمو العظام بشكل سليم.
علاج لين العظام
إذا كان سبب الكساح هو نقص فيتامين (د)، فإن العلاج يتطلب التغذية السليمة وتناول الأطعمة الصحية الغنية بهذا الفيتامين، مثل البيض والحليب. يجب أن يتعرض الطفل يوميًا لأشعة الشمس في الصباح الباكر أو بعد العصر لمدة ربع ساعة، مما يساعد في زيادة فيتامين (د) في جسمه. كما يمكن استخدام الفيتامينات والمكملات الغذائية التي ينصح بها الطبيب، وخصوصًا إذا كان الطفل يعاني من النقص الشديد في التغذية والفيتامينات.
قد تحتاج بعض الحالات إلى استخدام جهاز للمساعدة في ضم عظام الساقين وجعلها تنمو بشكل سليم. وفي بعض الأحيان، قد لا تنجح كل هذه الطرق مع الطفل إذا كانت حالته صعبة، مما يستدعي إجراء عملية جراحية، وذلك حسب مدى إصابة الطفل بالمرض ومدى سرعة استجابته للعلاج وشفائه من الكساح. يمكن أيضًا استخدام بعض الأعشاب الطبيعية التي تساعد الطفل في تقوية عظامه، مثل غلي الزعتر وإكليل الجبل، أو دهن الجسم بزيت الزيتون المعروف بفائدته الكبيرة للجسم.
في فترة الرضاعة، يجب ألا تهمل الأم طعامها وتتغذى جيدًا، لأن حليب الطفل يعتمد على طعام الأم. وكلما كانت الأم تتناول الطعام المفيد والصحي، كلما كان ذلك ذا فائدة كبيرة على صحة الأم والطفل، مما يساعد في حمايته من الأمراض. يجب عدم الاستهانة بمرض لين العظام والتأخر في علاجه، لأن للمرض مضاعفات كثيرة، مثل تعرض الطفل للكسور المتكررة من دون أي سبب، أو حدوث تشوه في عظام الطفل، أو آلام في العظام والعمود الفقري أو التهابات في الرئة.
لذلك، يجب أن تتابعي صحة طفلك دائمًا، ولا تتأخري في علاج أي مرض قد تشكين في إصابة طفلك به. ويفضل الوقاية من لين العظام؛ كي تستطيعي أن تجنبي طفلك التعرض لهذا المرض. للوقاية من مرض لين العظام، يجب على الأم الحامل التعرض لأشعة الشمس يوميًا لمدة ربع ساعة، ويفضل أن تكون في الصباح الباكر. كما يجب أن يتعرض الطفل لأشعة الشمس بشكل يومي، كي تبقى عظامه قوية. ينبغي الحرص على التغذية السليمة وتناول البيض والحليب والخضار والفواكه بشكل يومي، سواء كانت الأم حاملاً أم مرضعة، كي لا يحدث نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل بشكل صحي.













