التغيرات الجسدية والعاطفية بعد الولادة

التغيرات الجسدية والعاطفية بعد الولادة
جو 24 :

بعد مرور أشهر من الترقب، تواجه الأم تجربة فريدة عند لقاء طفلها للمرة الأولى. هذه اللحظة تحمل معها مجموعة من التغيرات الجسدية والعاطفية التي تبدأ منذ تلك اللحظة. تختلف مدة إقامة المرأة في المستشفى بعد الولادة، حيث قد تبقى المرأة التي تلد ولادة طبيعية ليلة واحدة، بينما قد تحتاج المرأة التي تلد قيصرياً إلى حوالي ثلاث ليالٍ إذا لم تواجه أي مضاعفات.

بعد الولادة، يتم فحص الطفل للتأكد من صحته، بما في ذلك مظهره الخارجي، نبضه، نشاطه، وتنفسه، بالإضافة إلى فحص سمعه وبصره وفصيلة دمه. يُنصح الأمهات بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، حيث تبدأ التغيرات في الثدي استعداداً لهذه المرحلة منذ فترة الحمل. الحليب الذي يُنتج في الأيام الأولى بعد الولادة، المعروف باللبأ، يحتوي على مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة التي تدعم جهاز المناعة لدى الطفل.

التغيرات الجسدية بعد الولادة

تتعرض المرأة بعد الولادة للعديد من التغيرات الجسدية والنفسية. إليك بعض هذه التغيرات بالتفصيل:

وجع العجان

قد تعاني المرأة من ألم في منطقة العجان نتيجة التمدد الذي يحدث أثناء الولادة الطبيعية. يُنصح بممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض وتخفيف الألم. كما يُفضل استخدام الكمادات الباردة أو الثلج الملفوف بمنشفة على منطقة العجان لتخفيف الانزعاج. من المهم أيضاً تنظيف المنطقة من الأمام إلى الخلف بعد الذهاب إلى الحمام لمنع العدوى وتسريع التئام بضع الفرج إذا تم إجراءه.

آلام ما بعد الولادة

هذه الآلام ناتجة عن تقلصات البطن التي تحدث بسبب انكماش الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بعد الحمل. حيث ينخفض وزن الرحم من كيلوغرام واحد تقريباً إلى 60 غراماً تقريباً بعد الولادة. هذه التقلصات قد تكون مؤلمة، ولكنها علامة على أن الجسم يعود إلى حالته الطبيعية.

الإفرازات المهبلية

تتخلص المرأة من الدم والأنسجة عبر إفرازات مهبلية تُعرف بالهُلابَة، والتي تستمر لعدة أسابيع. تكون هذه الإفرازات في الأيام القليلة الأولى ذات لون أحمر وقد تحتوي على جلطات دموية، إلا أنها تصبح أقل سماكة وذات لون أفتح مع مرور الوقت. من المهم متابعة هذه الإفرازات، حيث يمكن أن تشير التغيرات في اللون أو الرائحة إلى وجود مضاعفات.

احتقان الثديين

يحدث احتقان الثديين بعد أيام قليلة من الولادة، ويمكن تخفيفه من خلال الرضاعة المنتظمة. يُنصح بعدم ترك فترة طويلة بين الرضعات، كما يمكن استخدام المضخة أو اليد للتخلص من كمية بسيطة من الحليب قبل البدء بالرضاعة الطبيعية. يُفضل أيضاً أخذ دش دافئ أو وضع مناشف دافئة على الثديين لتحسين تدفق الحليب، أو استخدام كمادة باردة لتقليل الألم.

انتفاخ الأطراف

قد تعاني المرأة من انتفاخ في اليدين والقدمين نتيجة احتباس السوائل. يمكن أن يستغرق اختفاء هذه السوائل الزائدة بعض الوقت بعد الولادة. تُنصح المرأة بالاستلقاء على الجانب الأيسر عند الراحة أو النوم، ورفع قدميها، وارتداء الملابس الفضفاضة، وشرب الكثير من الماء للمساعدة في تقليل الانتفاخ.

البواسير

تعتبر البواسير من المشاكل الشائعة أثناء الحمل وبعد الولادة. تُنصح الحامل بنقع المنطقة في ماء دافئ، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والخبز والحبوب الكاملة، وشرب الكثير من الماء. من المهم أيضاً تجنب الشد أثناء الإخراج لتقليل الألم.

المشاكل البولية

تتضمن المشاكل البولية الشعور بالألم أو الحرقة عند التبول، أو عدم القدرة على التبول بشكل طبيعي، أو سلس البول. عادةً ما تختفي هذه الأعراض عندما تصبح عضلات الحوض أقوى مرة أخرى بعد الولادة. يُنصح بشرب الكثير من الماء، واستخدام المغاطس، وممارسة تمارين كيجل لتقوية هذه العضلات.

زيادة التعرق بعد الولادة

تحدث زيادة التعرق بعد الولادة نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الحمل. يُنصح بالنوم على منشفة لمنع تبلل أغطية السرير والوسائد، وتجنب استخدام الكثير من البطانيات، وارتداء الملابس الخفيفة أثناء النوم.

التغيرات الجلدية

يمكن أن تتلاشى علامات التمدد على البطن والفخذين والوركين بعد الولادة بشكل تدريجي. يُنصح باستخدام الكريمات أو المستحضرات التي تخفي لتقليل الحكة الناتجة عن علامات التمدد.

تغيرات الشعر

تشعر المرأة بتحسن وزيادة كثافة شعرها أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل. بينما تلاحظ أنّ شعرها يخف وقد يبدأ بالتساقط بعد الولادة، الأمر الذي يمكن أن يستمر مدة 6 أشهر. يُجدر القول إنّ الشعر يعود إلى كثافته الطبيعية في غضون عام بعد الولادة.

الأسئلة الشائعة

تابعو الأردن 24 على google news