التهاب حاد في الحلق: الأسباب والعلاج

يُعتبر التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore throat) من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص. يحدث هذا الالتهاب نتيجة العدوى أو العوامل البيئية مثل جفاف الجو، ورغم أنه يسبب انزعاجًا وعدم راحة للمريض، إلا أنه غالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج طبي. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التهاب الحلق، تم تصنيفها بناءً على الجزء المصاب من الحلق.

أنواع التهاب الحلق

النوع الأول هو التهاب البلعوم (بالإنجليزية: Pharyngitis)، والذي يؤثر على المنطقة خلف الفم مباشرة. يتميز هذا النوع بألم في الحلق وصعوبة في البلع. النوع الثاني هو التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis)، والذي يتضمن تورم واحمرار اللوزتين، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو البلع. أما النوع الثالث فهو التهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngitis)، الذي يتمثل في احمرار وتورم الحنجرة، المعروفة أيضًا بصندوق الصوت (بالإنجليزية: Voice box)، مما قد يؤثر على الصوت ويسبب بحة.

أسباب التهاب الحلق الحاد

تُعتبر الفيروسات والبكتيريا من أبرز مسببات التهاب الحلق. وفيما يلي تفصيل لبعض الأسباب الشائعة:

العدوى الفيروسية

يكون التهاب الحلق الناتج عن العدوى الفيروسية مزعجًا للمريض، لكنه عادةً لا يكون شديدًا. هناك العديد من الفيروسات التي تسبب التهاب الحلق، مثل الزكام والإنفلونزا، بالإضافة إلى فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus) الذي يؤدي إلى كثرة الوحيدات العدوائية (بالإنجليزية: Infectious mononucleosis) والمعروفة أيضًا بالحمى الغدية (بالإنجليزية: Glandular fever). يُنصح بزيارة الطبيب إذا كانت الأعراض شديدة، ولكن عادةً لا يتم وصف المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية، حيث أن هذه الأدوية غير فعالة ضد الفيروسات.

العدوى البكتيرية

يحدث التهاب الحلق العقدي (بالإنجليزية: Strep throat) نتيجة الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus bacteria). يُظهر المريض أعراضًا مثل ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.3 درجة مئوية، وظهور بقع بيضاء على الحلق، مع انتفاخ الغدد في الرقبة. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية للتخلص من العدوى والوقاية من المضاعفات، مثل الحمّى الروماتيزمية (بالإنجليزية: Rheumatic fever) أو التهاب الكلى.

أسباب أخرى

تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب الحلق ما يلي:

• الحساسية: قد تؤدي الحساسية تجاه بعض المواد مثل الغبار أو حبوب اللقاح إلى تهيج الحلق.
• تهيّج الحلق نتيجة التعرض لحرارة الجو الجافة أو الملوثات أو المواد الكيميائية.
• ارتداد حمض المعدة إلى الجزء الخلفي من الحلق، مما يسبب شعورًا بالحرقة.
• الهواء البارد: قد يؤدي التعرض للهواء البارد إلى تهيج الحلق.
• أسباب أكثر خطورة، مثل عدوى فيروس العوز المناعي البشري، أو وجود ورم في الحلق أو اللسان أو الحنجرة، أو التهاب لسان المزمار (بالإنجليزية: Epiglottitis) وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا.

علاج التهاب الحلق الحاد

يمكن علاج التهاب الحلق الحاد باتباع خطوات التدابير المنزلية والعلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب. وفيما يأتي تفصيل ذلك:

التدابير المنزلية

ينصح بالتدابير المنزلية التالية لعلاج وتخفيف التهاب الحلق:

• الغرغرة بالماء والملح: عن طريق إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء والغرغرة به.
• شرب السوائل الدافئة: مثل الشاي الساخن مع العسل، أو حساء الدجاج، أو شاي الأعشاب الساخنة، أو الماء الدافئ مع الليمون.
• تبريد الحلق: عن طريق تناول المأكولات الباردة مثل المُثلّجات.
• تناول أقراص المصّ (بالإنجليزية: Lozenges) المُطريّة للحلق.
• استخدام أجهزة الترطيب (بالإنجليزية: Humidifier) لزيادة رطوبة الهواء.
• منح الصوت الراحة الكافية ريثما يتعافى الحلق.

العلاج الدوائي

يمكن لأدوية علاج الزكام التي تُباع دون وصفة طبية أن تحسن من الأعراض، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، خاصةً في حالة وجود أعراض شديدة أو مستمرة. في حالة العدوى البكتيرية، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية المناسبة.