الحساسية لدى الأطفال: الأسباب، الأعراض، والتشخيص
الحساسية لدى الأطفال: الأسباب، الأعراض، والتشخيص
تُعرف الحساسية عند الأطفال بأنها رد فعل مناعي يتسبب في استجابة الجهاز المناعي لمواد تُسمى مسببات الحساسية، والتي تكون عادة غير ضارة لمعظم الأشخاص. على الرغم من أن الجهاز المناعي يعمل على حماية الجسم من المواد الضارة مثل الفيروسات والبكتيريا، إلا أن الأطفال المصابين بالحساسية يعاملون مسببات الحساسية كعوامل غازية للجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتراوح من الانزعاج الخفيف إلى ضيق شديد. تؤثر حساسية الأطفال على صحتهم الجسدية والعاطفية، مما ينعكس على سلوكياتهم وأنشطتهم اليومية مثل النوم واللعب. لذلك، يُنصح بإجراء التشخيص والتدخل الطبي المبكر لتقليل آثار الحساسية السلبية وتحسين جودة حياة الطفل.
تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال تتأثر بأمراض الحساسية، حيث أظهرت دراسة أن حوالي 30-35% من الأطفال يعانون من هذه المشكلة، وقد تزايدت نسبة الإصابة بها في السنوات الأخيرة.
أسباب الحساسية عند الأطفال
يهاجم الجهاز المناعي عادةً المواد الضارة، ولكن في حالات معينة، قد يهاجم مواد غير ضارة مثل الغبار وحبوب اللقاح. عندما يعتقد الجهاز المناعي لدى الأطفال المصابين بالحساسية أن هذه المواد ضارة، فإنه يقوم بإطلاق نوع معين من الأجسام المضادة يُعرف بالجلوبيولين المناعي E (IgE)، الذي يرتبط بالخلايا الصارية. عند التصاق مُسبب الحساسية بالأجسام المضادة، تُطلق الخلايا الصارية مجموعة من المواد الكيميائية بما في ذلك الهيستامين، مما يؤدي إلى ردود فعل تحسسية.
تتواجد مسببات الحساسية في الهواء، ويمكن أن تؤثر على الأنف والجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى حساسية الأنف. كما يمكن أن تؤثر على الممرات التنفسية، مما يسبب السعال وأعراض الربو. يمكن أن تدخل مسببات الحساسية أيضًا عن طريق الجلد أو من خلال تناول مواد غذائية، مثل حالات الحساسية الغذائية.
تختلف مسببات الحساسية من طفل لآخر، ويعاني بعض الأطفال من الحساسية في أوقات معينة من السنة بينما يمكن أن تستمر لدى آخرين طوال العام. من بين مسببات الحساسية الشائعة:
- الحساسية الموسمية (حمى القش): تنتج عن استنشاق حبوب اللقاح من الأشجار والأعشاب.
- الحساسية البيئية: تشمل وبر الحيوانات وعث الغبار والعفن، والتي يمكن أن توجد في المنازل.
- الحساسية التلامسية: تحدث عند ملامسة بعض المواد مثل اللاتكس.
- الحساسية الغذائية: تشمل الحليب والبيض والقمح، وهي من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا.
أعراض الحساسية عند الأطفال
تظهر أعراض الحساسية بشكل فوري أو قد تستغرق بعض الوقت لتظهر بعد التعرض لمسبب الحساسية. تختلف شدة الأعراض من طفل لآخر وقد تتطور ردود الفعل التحسسية في الجلد والأنف والرئتين. تشمل الأعراض الشائعة:
- طفح جلدي أو حكة.
- انتفاخ الوجه أو العينين.
- صعوبة في التنفس أو السعال.
- أعراض الربو مثل ضيق التنفس.
ردود الفعل التحسسية الخفيفة أو المعتدلة
عندما تكون ردود الفعل خفيفة أو معتدلة، يمكن أن تشمل الأعراض:
- طفح جلدي أو كدمات.
- انتفاخات.
- حكة في الفم.
ردود الفعل التحسسية الشديدة
قد تكون بعض ردود الفعل التحسسية شديدة وتتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، وتشمل:
- صعوبة شديدة في التنفس.
- انتفاخ في الوجه أو الحنجرة.
- فقدان الوعي أو الدوخة.
تشخيص الحساسية عند الأطفال
يبدأ التشخيص بطرح الأسئلة عن الأعراض والتاريخ الطبي للطفل. يقوم الطبيب بفحص الأنف والحلق والأذنين للبحث عن علامات الحساسية. قد يُطلب إجراء اختبارات محددة مثل فحوصات الدم واختبارات الجلد لتحديد مسببات الحساسية.
علاج الحساسية عند الأطفال
يُحدد العلاج بناءً على عدة عوامل، منها عمر الطفل، شدة الأعراض، وتفضيلات الأسرة. تشمل الخيارات العلاجية تجنب مسببات الحساسية، استخدام الأدوية، والعلاج المناعي.
تجنب مسببات الحساسية
يُنصح بتجنب المواد المسببة للحساسية، مثل:
- البقاء في المنزل خلال مواسم انتشار حبوب اللقاح.
- التقليل من الغبار في المنزل.
العلاج المناعي
يُستخدم العلاج المناعي للأطفال الذين لا تنجح معهم الأدوية. يتضمن إعطاء جرعات صغيرة من مسببات الحساسية لتقوية مناعتهم.
العلاجات الدوائية
تشمل مضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان، ويجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للأطفال.













