الذاكرة والنسيان في علم النفس

الذاكرة والنسيان في علم النفس
جو 24 :

تعتبر الذاكرة من القدرات الأساسية التي يمتلكها الإنسان، حيث تُعرف بأنها القدرة على استيعاب المعلومات وتخزينها في الدماغ. تعتمد هذه العملية على التعلم الذي يتبعه ترميز المعلومات، مما يسهل الاحتفاظ بها واسترجاعها عند الحاجة. ترتبط الذاكرة ارتباطًا وثيقًا بحياة الفرد، حيث تُستخدم في معالجة الأحداث والمعلومات من الماضي لتطبيقها في الحاضر، مثل اتخاذ القرارات وحل المشكلات. بدون الذاكرة، لن يتمكن الشخص من تذكر ما تناوله من طعام في اليوم السابق، أو التعرف على زملائه في العمل. تُعتبر الذاكرة أيضًا عنصرًا حيويًا في عملية التعلم والتخطيط للمستقبل.

مراحل تشكيل الذاكرة

حدد علماء النفس ثلاث مراحل رئيسية تُشكل الذاكرة، وهي ترميز المعلومات، تخزينها، واسترجاعها. تبدأ العملية بترميز المعلومات، حيث يتم تحويل المعلومات المستقبلة من الحواس إلى شكل يمكن لنظام الذاكرة التعامل معه. على سبيل المثال، قد يتم ترميز صفحة من كتاب على شكل صورة، أو صوت، أو معنى معين. بعد ذلك، تُخزن المعلومات بعد ترميزها، وتؤثر طريقة التخزين بشكل كبير على إمكانية استرجاع المعلومات لاحقًا. فترة الاحتفاظ بالمعلومات هي الفترة بين التعلم والاختبار، ويمكن تحفيز الذاكرة خلال هذه الفترة لتعزيز حفظ المعلومات. المرحلة الأخيرة هي استرجاع المعلومات، حيث يتم استيراد المعلومات المخزنة لاستخدامها عند الحاجة، وقد يواجه الشخص صعوبة في تذكر بعض المعلومات بسبب عدم القدرة على استرجاعها.

النسيان

النسيان يُعرف بأنه عدم القدرة على استرجاع ذكريات من الماضي أو عدم تذكر معلومات جديدة. يمكن أن يكون النسيان مؤقتًا أو دائمًا، وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت. يحدث النسيان لأسباب متعددة، منها أن المعلومات لم تعد موجودة في الذاكرة، أو أنها لا تزال موجودة ولكن يصعب استرجاعها. يعتبر النسيان جزءًا طبيعيًا من الحياة، ولكنه قد يشير أيضًا إلى مشاكل صحية تحتاج إلى تدخل طبي، خاصةً إذا كان يؤثر على الوظائف اليومية للفرد.

النسيان كمشكلة تستدعي التدخل الطبي

هناك بعض المؤشرات التي تدل على ضرورة استشارة طبيب بسبب تأثير النسيان على الحياة اليومية، ومنها: تكرار السؤال نفسه عدة مرات، وعدم القدرة على تذكر كلمات شائعة أثناء الحديث. نسيان طرق مألوفة، مثل الطريق إلى المنزل أو كيفية قيادة السيارة. نسيان أحداث وقعت في اليوم السابق، حتى مع وجود تلميحات للمساعدة في التذكر. كما أن نسيان أسماء الأشياء وأماكن وضعها وكيفية استخدامها يعتبر أيضًا من المؤشرات التي قد تستدعي القلق. في بعض الأحيان، قد يكون النسيان علامة على مشاكل صحية أكثر خطورة، مثل الخرف، حيث يمكن أن يؤثر النسيان على الوظائف اليومية وقدرات الفرد المهنية والاجتماعية.

لذا، من المهم أن يكون الأفراد واعين لهذه المؤشرات وأن يسعوا للحصول على المساعدة الطبية عند الحاجة. يمكن أن يساعد التدخل المبكر في تحسين جودة الحياة والتعامل مع مشاكل الذاكرة بشكل أكثر فعالية.

الأسئلة الشائعة

تابعو الأردن 24 على google news