انسداد القناة الدمعية عند الأطفال: الأعراض والعلاج

تُعتبر القناة الدمعية قناةً رقيقةً تربط بين كيس الدمع الذي يقع تحت الزاوية الداخلية للجفن السفلي للعين والأنف، مما يجعلها تُعرف أيضاً بالقناة الدمعية الأنفية. يُعد انسداد هذه القناة من المشكلات الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة أو في مراحلهم العمرية المبكرة، وغالباً ما يكون ذلك في عين واحدة. على الرغم من قلق الأمهات حيال هذه المشكلة، إلا أن معظم الأطفال يتعافون بشكل طبيعي دون الحاجة إلى أي علاج أو تدخل طبي.

أعراض انسداد القناة الدمعية عند الأطفال

تظهر أعراض انسداد القناة الدمعية بشكل واضح، حيث تكون العيون رطبة بشكل دائم، مما يؤدي إلى زيادة سيل الدموع. كما قد تظهر إفرازات قيحية أو التهابات، مما يؤدي إلى احمرار وتهيّج في العين. هذه الأعراض قد تثير قلق الأمهات، ولكن من المهم معرفة أن معظم الحالات تكون غير خطيرة وتتحسن مع مرور الوقت.

علاج انسداد القناة الدمعية

كما ذُكر سابقاً، فإن معظم الأطفال يتخلصون من مشكلة انسداد القناة الدمعية بشكل تلقائي مع تقدمهم في العمر. لذا، لا داعي للقلق أو المبالغة في الأمر، لكن يُنصح باتباع بعض الإرشادات لتقليل احتمالية حدوث مضاعفات أو تخفيف آثار المشكلة. من المهم الحفاظ على نظافة عيني الطفل ومحيطها باستخدام قطعة قطن مبللة بالماء الفاتر أو المناديل الرطبة. إذا كانت هناك إفرازات قيحية شديدة، يمكن علاج الطفل باستخدام قطرات تحتوي على مضادات حيوية.

بالإضافة إلى ذلك، يُساعد عمل مساج خفيف للمنطقة التي يقع فيها كيس الدمع بواسطة إصبع السبابة في فتح القناة الدمعية، ويُفضل القيام بذلك مرتين أو ثلاث مرات يومياً لمدة شهرين أو أكثر، مع ضرورة مراعاة نظافة اليدين قبل القيام بذلك. يُساهم هذا المساج أيضاً في التخلص من الجراثيم الموجودة في القناة والوقاية من الالتهابات. إذا استمرت المشكلة، يُفضل مراجعة طبيب مختص، حيث يمكنه معالجة الضغط على منطقة كيس الدمع، مما يؤدي إلى فتح القناة الدمعية.

عملية فتح انسداد القناة الدمعية عند الأطفال

في بعض الحالات، قد يصل عمر الطفل إلى عشرة أشهر أو سنة كاملة دون تلقي العلاج المناسب، مما يجعل علاج هذا الانسداد يعتمد على التدخلات الجراحية. قبل إجراء العملية، يتم تخدير الطفل. خلال العملية، يُستخدم أنبوب يحتوي على بالون صغير لفتح القناة الدمعية المغلقة. يقوم الطبيب بنفخ هذا الأنبوب، وتُشبه التقنية المستخدمة في هذا الإجراء الجراحي التقنية المستخدمة في توسيع الشرايين التاجية أثناء القسطرة. يُعتبر معدل نجاح هذه العملية للأطفال في عمر العام ونصف العام وعمر الثلاثة أعوام حوالي اثنين وسبعين بالمئة.