خصائص النمو للمرحلة الابتدائية
تعتبر المرحلة الابتدائية من الفترات الحيوية في حياة الأطفال، حيث تمتد هذه المرحلة من 6 إلى 12 عامًا، وتتميز بمجموعة من الخصائص الفريدة التي تشمل جوانب النمو الجسدي والنفسي. على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأطفال، إلا أن هناك سمات مشتركة تميز هذه الفئة العمرية، مما يجعل فهم هذه الخصائص أمرًا بالغ الأهمية.
النمو الجسدي
مع بداية المرحلة الابتدائية، قد يصل متوسط طول الطفل إلى حوالي 110 سنتيمتر، بينما يتراوح وزنه حول 20 كيلوغرامًا. ومع اقتراب سن البلوغ، يزداد وزن وطول الطفل بشكل ملحوظ، حيث يصل وزن الطفل في سن الثانية عشر إلى حوالي 40 كيلوغرامًا وطوله إلى 150 سنتيمترًا. يحدث ذلك بالتزامن مع زيادة ملحوظة في سرعة نمو العظام والعضلات والدهون. من المهم الإشارة إلى أن هذه التغيرات قد تحدث بشكل أسرع إذا بلغ الطفل سن البلوغ في وقت مبكر.
تتأثر معدلات النمو بعدة عوامل، منها العوامل الجينية، والصحة العامة، والتغذية المتوازنة. في هذه المرحلة، يكون النمو عادةً بطيئًا وثابتًا، وغالبًا ما يحدث على شكل هبّات متفرقة، مما يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في الطول والوزن خلال فترات قصيرة. تزداد قوة الطفل وقدرته على التوازن، مما يتيح له المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة. تلعب الأنشطة البدنية دورًا حيويًا في تقليل خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب في المستقبل، لذا يُنصح بأن يمارس الأطفال النشاط البدني لمدة ساعة واحدة على الأقل يوميًا.
تطور الخصائص الجنسية الثانوية
تبدأ المرحلة الابتدائية أيضًا في إظهار تطور الخصائص الجنسية الثانوية، والتي تختلف بين الذكور والإناث. بالنسبة للإناث، تشمل هذه الخصائص نمو الثدي وظهور شعر الإبط والعانة، بينما تشمل الخصائص الجنسية الثانوية للذكور ظهور شعر الإبط والصدر والعانة، بالإضافة إلى نمو الخصيتين والعضو الذكري. من المهم أن يكون الأهل والمعلمون على دراية بهذه التغيرات لمساعدة الأطفال في التعامل معها بشكل صحي وإيجابي.
معالم تطور الشخصية للمرحلة الابتدائية
مع تقدم الأطفال في العمر، يكتسبون قدرات جديدة، وتظهر تطورات ملحوظة في شخصياتهم. على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأطفال، إلا أنهم يشتركون في بعض الأحداث الرئيسية التي تتنوع حسب الفئة العمرية. على سبيل المثال، من عمر 6 إلى 7 سنوات، قد يسقط أول سن للطفل، ويبدأ في ممارسة الأنشطة المختلفة مثل الرسم والتلوين، بالإضافة إلى الانشغال في الألعاب الرياضية مثل ركوب الدراجة والقفز على الحبل. في هذه المرحلة، يكتسب الطفل مهارات جديدة ويبدأ في تطوير اهتماماته الخاصة.
بينما من عمر 8 إلى 9 سنوات، يكتسب الطفل الرشاقة في حركاته وقدراته، ويصبح أكثر نشاطًا في الركض والقفز والمطاردة. كما يصبح قادرًا على ارتداء الملابس دون مساعدة الآخرين، ويبدأ في استخدام بعض الأدوات مثل مفك البراغي والمطرقة، مما يدل على تطور مهاراته الحركية الدقيقة.
أما من عمر 10 إلى 12 سنة، فيكتمل نمو الأسنان الدائمة لدى الطفل، ويبدأ في إظهار رغبة قوية في ممارسة بعض الأنشطة مثل الرسم والخياطة. في هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على التعلُّم ودخول المدرسة مع بداية سن الخامسة، حيث يتم التركيز خلال السنوات الدراسية الأولى على تعليم الطفل المفاهيم الأساسية. ومع بداية الصف الثالث، يبدأ الاهتمام بالمحتوى التعليمي أكثر من التركيز على قدرة الطفل على تمييّز الأحرف والكلمات.
من الجدير بالذكر أن قدرة الطفل على الانتباه والتركيز تعد عاملًا أساسيًا للنجاح سواء أكان ذلك في المدرسة أو في البيت؛ لذلك يجب على الطفل في عمر السادسة أن يكون قادرًا على التركيز لأداء مهمة محددة لمدة 15 دقيقة على الأقل. ومع بداية السنة التاسعة من عمر الطفل، يُتوقَّعُ أن يكون الطفل قادرًا على التركيز ما لا يقلّ عن ساعة كاملة لأداء مهمّة محدّدة.













