طرق انتقال مرض الملاريا ووسائل الوقاية
تعتبر الملاريا من الأمراض المعدية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة، حيث تُشير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) إلى أن حالات الإصابة بالملاريا تتركز بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتتحمل إفريقيا السوداء، أو إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، العبء الأكبر من حالات الإصابة بالملاريا على مستوى العالم. يُصاب الشخص بالملاريا نتيجة تعرضه لطفيليات البلازموديوم، المعروفة أيضًا بالمتصورة، والتي تنتقل عبر لدغات بعوضة الأنوفليس.
كيفية انتقال الملاريا
تُعد أنثى بعوضة الأنوفليس الناقل الوحيد للملاريا. تبدأ عملية انتقال الملاريا عندما تقوم البعوضة بلدغ شخص مُصاب، حيث تمتص دمه الذي يحتوي على الطفيلي. ينتقل الطفيلي بعد ذلك إلى لعاب البعوضة، وعند احتياجها لوجبة دم جديدة، يُحقن الطفيلي في دم الشخص الذي تتعرض له للدغ. يُسهل وجود الطفيلي في كريات الدم الحمراء للشخص المصاب انتقاله للآخرين من خلال عدة طرق، مثل نقل الدم وزراعة الأعضاء واستخدام حقن ملوثة بدماء المصاب. كما يمكن أن ينتقل الطفيلي من الأم الحامل إلى جنينها.
يعتمد انتقال الملاريا على عدة عوامل رئيسية، منها:
- نوع الناقل: هناك أنواع عديدة من بعوض الأنوفليس، لكن ليست جميعها بنفس القدر من الأهمية في نقل الملاريا. على سبيل المثال، يُفضل بعوض الأنوفليس الإفريقي لدغ الإنسان على الحيوانات، ويعيش لفترة طويلة كافية لتطور الطفيلي في جسده، مما يجعله الناقل الرئيسي للملاريا في المناطق الإفريقية.
- نوع الطفيلي المسبب للإصابة: توجد خمسة أنواع من طفيليات البلازموديوم قادرة على نقل الملاريا للإنسان. تُعتبر المتصورة المنجلية (Plasmodium falciparum) الأكثر شيوعًا في إفريقيا، وهي المسؤولة عن معظم الوفيات الناتجة عن الإصابة بالملاريا على مستوى العالم. بينما تُعتبر المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) منتشرة خارج إفريقيا السوداء.
- المناخ: يؤثر المناخ السائد في المنطقة، بما في ذلك درجات الرطوبة والحرارة، على أعداد البعوض وبقائه. في كثير من المناطق، يُعد انتقال المرض موسميًا، حيث تزداد الحالات بعد موسم هطول الأمطار.
- مناعة الإنسان: تعرّض سكان المناطق الموبوءة للملاريا لفترات طويلة قد يقلل من حدة الأعراض، حيث يطورون مناعة جزئية ضد المرض. ومع ذلك، فإن هذه المناعة لا تمنح وقاية كاملة، مما يجعل الأطفال والنساء الحوامل والمسافرين إلى هذه المناطق أكثر عرضة للإصابة.
وسائل الوقاية من الملاريا
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من الملاريا، تشمل:
- الوعي بخطر الإصابة: يزداد خطر التعرض للدغات بعوض الأنوفليس ليلاً، حيث يكون البعوض أكثر نشاطًا. تختلف خطورة الإصابة بالملاريا تبعًا للمنطقة التي يقصدها المسافر، حيث يُعتبر المكوث في المناطق الريفية أكثر خطرًا من الإقامة في الفنادق الحضارية.
- الوقاية من اللدغ: يجب اتباع عدة إجراءات للحد من خطر اللدغات، مثل استخدام طارد فعال للحشرات. يُعتبر ثنائي إيثيل تولوميد (DEET) من أكثر الطاردات فعالية، حيث يُمكن استخدامه بأمان للأطفال بعد بلوغهم الشهر الثاني من عمرهم وللحوامل. يعتمد مدى فعالية الطارد على تركيزه، حيث يستمر مفعول التركيز 30% لمدة تصل إلى ست ساعات، بينما يستمر مفعول التركيز 50% لمدة تصل إلى اثنتي عشرة ساعة. في حالة وجود بشرة حساسة، يمكن استخدام الإيكاريدين كبديل.
- استخدام الناموسيات: يُنصح باستخدام ناموسيات عند المبيت في الأماكن المكشوفة أو الغرف غير المغلقة، مع التأكد من عدم وجود ثقوب فيها. يجب استخدام شبكة طويلة بما يكفي لتغطية جوانب السرير كافة، وتثبيت أطرافها تحت الفراش. يُفضل أيضًا إشباع الشبكة بمبيد حشري مناسب مثل البيريثرويد.
- اتباع إجراءات أخرى: تشمل تغطية الجسم بالملابس، خاصة بعد غروب الشمس، والنوم في غرف مكيفة، حيث تقل فرص التعرض للبعوض.













