علاج التهاب الأذن الوسطى: خيارات وأساليب فعالة
تُعتبر حالات التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، وخاصة الأطفال. في بعض الحالات، قد تُشفى هذه الحالة من دون الحاجة إلى علاج مكثف، حيث يمكن الاكتفاء بمراقبة الحالة من قبل الطبيب وتناول مسكنات الألم. ولكن في حالات أخرى، قد يتطلب الأمر وصف مضادات حيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) للقضاء على العدوى. يعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع العدوى وحالة المريض.
أهداف علاج التهاب الأذن الوسطى
يهدف علاج التهاب الأذن الوسطى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- التخفيف من الألم المصاحب للحالة.
- القضاء على العدوى المسببة للالتهاب.
- الوقاية من تكرار الإصابة بالعدوى في المستقبل.
طرق علاج التهاب الأذن الوسطى
فيما يلي تفاصيل بعض طرق علاج التهاب الأذن الوسطى المتبعة:
الانتظار والمراقبة
غالبًا ما تختفي أعراض التهاب الأذن الوسطى خلال أيام قليلة، وقد يتم القضاء على العدوى في غضون أسبوعين دون الحاجة إلى علاج. لذلك، يُنصح باتباع نهج الانتظار والمتابعة (بالإنجليزية: Wait-and-see approach) كخيار علاجي في الحالات التالية:
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-23 شهرًا والذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى في أذن واحدة لمدة لا تزيد عن 48 ساعة، بشرط عدم ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 39 درجة مئوية، وأن يكون الألم بسيطًا.
- الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 23 شهرًا والذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى في أذن واحدة أو في الأذنين لمدة لا تزيد عن 48 ساعة، بشرط عدم ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 39 درجة مئوية، وأن يكون الألم بسيطًا.
تخفيف الألم
لتخفيف الألم الناتج عن التهاب الأذن الوسطى، قد يتبع الطبيب بعض الطرق العلاجية. يجب تجنب الجمع بين هذه العلاجات إلا إذا أوصى الطبيب بذلك، حيث أن الأنواع المختلفة قد تحتوي على مكونات فعالة مشتركة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية إذا تم تناولها بجرعات كبيرة. من المهم تناول الجرعة الكاملة من الدواء قبل النوم لضمان نوم كافٍ، حيث أن النوم يساعد في استعادة طاقة الجسم.
من الخيارات المتاحة لتخفيف الألم:
- مسكنات الألم: يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol). يجب تجنب إعطاء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال والمراهقين بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's syndrome) عند الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية مثل جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox). يُنصح بتقديم الباراسيتامول للأطفال دون سن الستة أشهر، بينما يمكن إعطاء الآيبوبروفين للأطفال الأكبر سنًا.
- القطرات المخدّرة: يمكن اللجوء إلى استخدام القطرات المخدّرة (بالإنجليزية: Anesthetic drops) للتخفيف من ألم التهاب الأذن الوسطى في حال عدم وجود تمزّق أو ثقب في طبلة الأذن.
المضادات الحيوية
يُستخدم المضادّات الحيويّة في حال كان مسبّب العدوى أحد أنواع البكتيريا. يُشار إلى ضرورة تجنب استخدام المضادّات الحيويّة للقضاء على أنواع العدوى الأخرى مثل العدوى الفيروسيّة. حتى بالنسبة للعدوى البكتيرية، يفضل بعض الأطباء الانتظار عدّة أيّام قبل وصف أحد أنواع المضادّات الحيويّة، وذلك بسبب إمكانية شفاء العديد من أنواع العدوى البكتيريّة البسيطة دون الحاجة إلى استخدام المضادّات الحيويّة. أمّا في الحالات الشديدة من العدوى، فيتمّ وصف أحد المضادّات الحيويّة على الفور.
يُشار إلى أنّ استخدام المضادّات الحيويّة في الحالات البسيطة من العدوى قد يؤدي إلى رفع قدرة البكتيريا على مقاومة المضادات مع الزمن، مما قد يجعل علاج العدوى في المستقبل أكثر صعوبة. في حال تطلّبت الحالة، يصف الطبيب عادةً المضادّ الحيويّ أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) والذي غالباً ما يكون على شكل شراب. ومن آثاره الجانبيّة: الطفح الجلديّ، والإسهال، والإعياء. وفي حال المعاناة من حساسيّة تجاه هذا الدواء، يُوصف أحد أنواع المضادّات الحيويّة الأخرى مثل دواء إريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin) أو دواء كلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin).
تجدر الإشارة إلى ضرورة الالتزام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب وعدم التوقف عن تناول الدواء قبل انتهاء المدة المحددة، حتى لو تحسنت الأعراض. ذلك لأن إيقاف العلاج مبكرًا قد يؤدي إلى عودة العدوى مرة أخرى.













