علاج صعوبات النطق عند الأطفال
يُعتبر العلاج المبكر لصعوبات النطق أمرًا حيويًا، حيث يُساعد في منع تفاقم الحالة. يجب على الأهل إبلاغ أخصائي الأطفال بكافة الملاحظات المتعلقة بسلوك الطفل. يبدأ العلاج بمراجعة نطق بسيطة تشمل مجموعة من الفحوصات التي تهدف إلى تحديد نوع وشدة اضطراب النطق الذي يعاني منه الطفل، بالإضافة إلى أي اضطرابات أخرى قد تكون مصاحبة. بعد ذلك، يقوم أخصائي أمراض النطق واللغة (Speech-Language Pathologist) بوضع خطة علاجية مخصصة. يجب أن تتضمن هذه الخطة تحديد نوع اضطراب النطق الذي يعاني منه الطفل، حيث يهدف علاج صعوبات النطق إلى تحسين قدرة الطفل على الكلام وزيادة وضوحه، مما يعزز ثقته بنفسه في المواقف اليومية المختلفة.
الاضطرابات الصوتية
الاضطرابات الصوتية (Phonological Disorders) تُعتبر من أبرز صعوبات النطق، حيث تتعلق بعدم القدرة على تكوين الأصوات اللازمة للكلام بشكل صحيح. الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات قد يجدون صعوبة في إنتاج الأصوات المرتبطة بالكلمات مثل أقرانهم من نفس الفئة العمرية. في بعض الحالات البسيطة، قد تختفي هذه المشاكل تلقائيًا قبل بلوغ الطفل سن السادسة، ولكن الحالات الأكثر تعقيدًا تحتاج إلى تدخل علاجي. من خلال الكشف المبكر عن الاضطرابات الصوتية، يمكن التغلب على مشاكل النطق بشكل فعال.
يقوم أخصائي النطق بوضع خطة علاجية تشمل:
- تحديد الخلل وتصحيح الأصوات الخاطئة.
- تعليم الطفل كيفية تصحيح المشاكل الصوتية بشكل ذاتي.
- التدريب على نطق كلمات وأصوات معينة.
- تقديم مجموعة من التمارين التي يمكن للطفل ممارستها في المنزل.
- إحالة الطفل إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة أو أخصائي تقويم أسنان إذا كان سبب مشكلة النطق عضويًا.
اضطرابات اللفظ
تتعلق اضطرابات اللفظ بالمشاكل الصوتية التي تؤدي إلى نطق الطفل للكلمات بشكل خاطئ. يعتمد العلاج في هذه الحالة على الطرق التقليدية التي تشمل تكرار الكلمة صوتيًا وتعليم الطفل كيفية إصدار أصوات الحروف، ثم تهجئة الكلمة إلى مقاطع حتى يتمكن من نطقها بشكل صحيح. بهذه الطريقة، يعتاد الطفل على أسلوب التعلم هذا ويبدأ في تطبيقه في حياته اليومية.
عُسر التلفّظ
عُسر التلفّظ (Dysarthria) هو اضطراب حركي في النطق ينجم غالبًا عن ضعف في العضلات المسؤولة عن التحكم في الكلام. وفقًا للجمعية الأميركية للسمع والنطق، يعاني المصابون بعُسر التلفّظ من ضعف في عضلات الفم والجهاز التنفسي، مما يؤثر على قدرتهم على الكلام. يعتمد العلاج على نوع عُسر التلفّظ والأعراض التي يعاني منها الطفل. لكن بجميع الأحوال يُحسّن الأخصائي من مهارات النطق لدى الطفل.
تكون الأهداف المرجوة من خطة العلاج كالتالي:
- إعطاء الطفل تمارين حركية خاصّة بالفم لتقوية عضلات الفكّين والشفتين واللسان.
- تدريب الطفل على كيفية إخراج الصوت ليُصبح الكلام أوضح.
- تقديم طرق مختلفة لتواصل أفراد العائلة مع الطفل.
- تقويم سرعة الكلام.
- تحسين القدرة على التنفّس أثناء النطق حتى يكون الصوت أعلى.
- استخدام تمارين حركية الفم لتقوية الشفتين والفك واللسان وزيادة حركتهم.
- استخدام ألواح تحتوي على الإيماءات والصور أو الحروف إذا صعُب التواصل مع الطفل وكانت حالة عُسر التلفُّظ شديدة.
يعمل علاج عُسر التلفُّظ على منحيين هما زيادة القوّة الحركية ومدى الحركة للعضلات المُصابة بعدد من التمارين المُحدّدة. والعمل على خفض تأثير عُسر التلفُّظ بمجموعة من الاستراتيجيات. يأخذ الأخصائي بالحسبان كذلك كيفية جعل نطق الطفل أوضح بآليات مُعيّنة مثل:
- النظر إلى الشخص المُخاطَب أثناء الحديث معه.
- إبطاء سرعة الكلام.
- أخذ نفس قبل التحدّث.
- التحدّث بجُمل أقصر مع فترات توقّف منتظمة.
لا يتوقّف علاج عُسر التلفّظ على الأخصائي فقط، بل يشمل عائلة الطفل وطاقم مدرسته وأي مُقدّم رعاية يتعامل معه. ولجعل التواصل مع الطفل أسهل يُقدّم الأخصائي لهم النصائح التالية:
- إخبار الطفل بالأجزاء المفهومة من كلامه وتلك التي تحتاج توضيح.
- الإصغاء جيّداً للطفل وإعطائه الوقت الكافي.
- طلب الأهل من الطفل أن يريهم ما يريد الحديث عنه.
- استخدام جهاز خاص إذا لزم الأمر.













