فوائد اللوز الصحية وتأثيرها على الجسم
يُعتبر اللوز من المكسرات الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، ويحتوي على مجموعة من المركبات التي تعزز الصحة العامة. من بين هذه الفوائد، تبرز مضادات الأكسدة كأحد أهم العناصر التي يحتوي عليها اللوز، حيث تلعب دوراً مهماً في تقليل الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى تلف الخلايا. هذا الإجهاد التأكسدي يمكن أن يساهم في الإصابة بأمراض متعددة مثل السرطان والالتهابات والشيخوخة. من الجدير بالذكر أن التركيز الأعلى لمضادات الأكسدة يوجد في القشرة البنية المحيطة باللوز، لذا يُفضل تناول اللوز بقشرته لتحقيق الفائدة الصحية القصوى.
من بين المركبات المضادة للأكسدة المتواجدة في اللوز نجد فيتامين هـ والمركبات الفينولية، بالإضافة إلى مركبات الفلافونويد. وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة Journal of Food Quality عام 2017 أن تحميص اللوز ساعد على زيادة نشاطه المضاد للأكسدة، بينما قليه قد قلل من هذا النشاط. كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة The Journal of Nutrition عام 2007 أن تناول 84 غراماً من اللوز يومياً لمدة 4 أسابيع قلل من علامات الإجهاد التأكسدي بنسبة تتراوح بين 23% إلى 34%.
فيتامين هـ ودوره في الصحة
يحتوي اللوز على كميات كبيرة من فيتامين هـ، الذي يُعتبر مضاد أكسدة فعال مثل توكوفيرول. يساعد فيتامين هـ ومضادات الأكسدة الأخرى في حماية الجسم من ضرر التأكسد الناتج عن تراكم الجذور الحرة. هذه الجذور الحرة تتكون نتيجة العمليات الطبيعية التي تحدث في الجسم، ويستطيع الجسم التخلص من العديد منها، ولكن تناول مضادات الأكسدة الغذائية يعزز هذه العملية. بعض الدراسات الأولية ربطت بين تناول كميات كبيرة من فيتامين هـ وتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. مراجعة شملت عدة دراسات نشرت في مجلة Molecular Nutrition & Food Research عام 2016، أشارت إلى أن مضاد الأكسدة ألفا توكوفيرول الموجود في فيتامين هـ قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، لكن لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج.
المغنيسيوم والمنغنيز في اللوز
يُعتبر اللوز مصدراً غنياً بالمغنيسيوم والمنغنيز. المنغنيز يلعب دوراً مهماً في عمليات الأيض للكربوهيدرات والأحماض الأمينية والكوليسترول، بينما يساهم المغنيسيوم في حوالي 300 مسار أيضي بما في ذلك إنتاج الطاقة وتصنيع البروتين وتبادل الإشارات بين الخلايا وبناء العظام. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد المغنيسيوم الموجود في اللوز على خفض ضغط الدم. نقص المغنيسيوم يرتبط بارتفاع ضغط الدم بغض النظر عن الوزن. دراسة نشرت في مجلة Journal of Human Hypertension عام 2009، أظهرت أن مكملات المغنيسيوم قللت من ضغط الدم الانبساطي والانقباضي بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري.
علاوة على ذلك، يُعتبر المغنيسيوم مهماً أيضاً في تحسين نوعية النوم وتقليل التوتر. فهو يلعب دوراً في تنشيط الجهاز العصبي اللاودي، الذي يساعد الجسم على الاسترخاء. كما أشارت دراسات إلى أن المغنيسيوم يساهم في تنظيم هرمون يُسمى الميلاتونين، الذي يتحكم في دورات النوم والاستيقاظ في الجسم.
فوائد اللوز الحلو
بالإضافة إلى الفوائد المذكورة، يُعتقد أن اللوز يقدم بعض الفوائد الصحية الأخرى، ولكنها غير مؤكدة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها. من بين هذه الفوائد، تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. أشارت دراسة نشرت في مجلة Metabolism عام 2011، شارك فيها مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني وفرط في شحميات الدم، إلى أن إضافة اللوز إلى النظام الغذائي الصحي يمتلك تأثيراً مفيداً في السمنة والتحكم في نسب السكر في الدم ونسب الدهنيات في الدم، مما يُحتمل أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
كما أظهرت دراسات أخرى أن تناول اللوز قد يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، مما يعزز صحة القلب. يُعتبر اللوز خياراً صحياً يمكن دمجه في النظام الغذائي اليومي، سواء كان ذلك كوجبة خفيفة أو كمكون في وصفات متنوعة.













